تصاعد التطرف في الأيام الأخيرة للمعركة الانتخابية في إسرائيل

مرشح يميني يدعو إلى تفجير الأقصى.. ونتنياهو لا يكتفي بالاعتراف بدولة يهودية

TT

يصعد قادة اليمين الإسرائيلي من خطابهم المتطرف في الأيام الأخيرة من المعركة الانتخابية، التي ستجرى غدا. وحتى عندما كشف عن أن أحد المرشحين الأساسيين في حزب المستوطنين، كان قد دعا إلى تفجير قبة الصخرة المشرفة في باحة الأقصى، لم يوافق أي من أحزاب اليمين على اقتراح زعيمة حزب «هتنوعا» لإسقاط ترشيحه. وكان في مقدمة المتفوهين بلهجة التصعيد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هاجم القيادة الفلسطينية، وقال إنه لن يكتفي بأن تعترف بإسرائيل كدولة يهودية.

وكانت إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية المستقلة «القناة الثانية»، قد كشفت عن أن المرشح الرابع عشر في حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، جيرمي جيمبل، دعا إلى تفجير قبة الصخرة المشرفة في باحة المسجد الأقصى ليبنى مكانها الهيكل اليهودي. وعرضت القناة تقريرا بالصوت والصورة لجيمبل وهو يقول خلال لقاء له مع يهود أميركيين في ولاية فلوريدا: «لا أريد أن أقول تفجير قبة الصخرة، فهناك تسجيل لأقوالي. ولكن أقول تصوروا لو أنه تم تفجير قبة الصخرة ولم تعد موجودة. فما الذي سيحدث؟ الجواب اليقيني هو أننا سنبني مكانها الهيكل اليهودي على الفور، وهكذا يتغير التاريخ. ولا يبقى يهود أميركيون بعيدين عن إسرائيل. كلكم ستهاجرون عندها إلى أرض الميعاد». وقد اعتبرت تسيبي ليفني هذا الكلام خطيرا للغاية. وقالت إنها «أقوال تحريض عنصري تهدد بخطر انفجار حرب، ليس فقط بين إسرائيل والفلسطينيين، بل بيننا وبين العالم العربي والإسلامي، وقد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». وطالبت ليفني بشطب اسم جيمبل من الترشيح للانتخابات، لكن ممثلي اليمين في لجنة الانتخابات المركزية رفضوا هذا الاقتراح، بمن في ذلك ممثلو الليكود برئاسة نتنياهو. وراح رئيس حزب المستوطنين نفتالي بينيت، يدافع عنه قائلا: «إن كلماته وردت في نطاق درس ديني عن التوراة، والصحافيون أخرجوها من سياقها»، ورفض أن يسحب ترشيح جيمبل. لكن التطرف لم يقتصر على حزب المستوطنين، بل تحول إلى «موضة» في هذه الانتخابات. وقد أدلى نتنياهو نفسه بتصريحات إلى صحيفة «جيروساليم بوست» الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنجليزية، تضمنت شروطا تعجيزية جديدة لعملية السلام. قال نتنياهو: «معاهدات السلام لا تحمينا، وما يحمينا هو الأمن. ما يحمينا هو مقدرتنا على أن ندرك أننا بحاجة إلى أمرين: الأول هو تغيير نظرة الفلسطينيين للدولة اليهودية، وبالتالي اعترافهم بضرورة أن يتقبلوا فكرة دولة يهودية قومية للشعب اليهودي إذا أرادوا الحصول على دولة فلسطينية، وإنهاء الصراع معنا مرة واحدة وإلى الأبد. أما الأمر الآخر فهو أن نعترف أنه حتى لو تقبلت القيادة الفلسطينية دولة يهودية ونهاية للصراع، فهذا لا يكفي لأن تتجذر تلك الفكرة لدى الجمهور الفلسطيني. بالتالي عليهم أن يغيروا من طريقة تربيتهم أطفالهم، ويوقفوا الدعاية الإعلامية التي يبثونها عبر إعلامهم الرسمي. وحتى لو تحقق ذلك، فلا بد لنا من ضمانات تحمينا من أي تغيير ممكن في الفئة الحاكمة الذي قد يترتب عليه تغيير في الخط السياسي في المنطقة الفلسطينية، وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى ترتيبات أمنية متينة جدا جدا لحماية إسرائيل». ورفض نتنياهو فكرة إزالة مستوطنات يهودية مقامة في مناطق نائية من الضفة الغربية أو حتى البؤر الاستيطانية، وقال إن أي حكومة برئاسته لن تخلي مستوطنات في القدس والضفة خلال ولايتها المقبلة، معتبرا أن عهد تقديم التنازلات من هذا القبيل قد ولى إلى غير رجعة. كما رفض نتنياهو فكرة إعادة تجميد البناء في المستوطنات قائلا: «إن تجربة الحكومة الحالية على هذا الصعيد أثبتت بطلان خطوة كهذه؛ نظرا لأن قضية الاستيطان من نتائج النزاع مع الفلسطينيين وليس من مسبباته». واعتبر نتنياهو أن ما يعرف بالربيع العربي «ثورات رجعية تعود بتلك البلدان إلى العصور الوسطى». وقال: «أعتقد أنه من منظور تاريخي سيكون من الصعب على هذه الحكومات الدينية الإسلامية المنغلقة والرجعية أن تستمر، فهي ببساطة ستعجز عن توفير ما تحتاجه الشعوب من تطور اقتصادي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحرية والمبادرة. أعتقد أن هذه النزعة للعودة إلى القرون الوسطى ستخلي الطريق للنزعة التقدمية. غير أن هذا قد يستغرق طويلا. أستطيع أن أرى قمة الجبل، غير أنه ثمة منحدرات وأودية عميقة بين قمم الجبال، ومن الأفضل لنا أن لا نسقط في تلك المنحدرات. والسنوات المقبلة ستكون عصيبة، غير أنني متأكد أنه سيكون باستطاعتنا التغلب على التحديات، وقد سبق لنا أن تغلبنا على تحديات غير عادية، فدولة إسرائيل الآن أقوى مما كانت عليه في بداياتها».