قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم قرية الخيام الفلسطينية الجديدة «باب الكرامة»

TT

بعد يومين من إقامتها، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، على هدم قرية الخيام الفلسطينية الثانية، والتي دعيت باسم «باب الكرامة»، وأقامها نشطاء فلسطينيون ومتضامنون إسرائيليون وأجانب على الأراضي المهددة بالمصادرة في قرية بيت إكسا شمال غربي القدس الشرقية المحتلة.

وروى منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شمال القدس المحتلة، نبيل حبابة، أن جيش الاحتلال اقتحم القرية بقوات كبيرة بعد أن حاصرها ليلا، وراح بداية يصور الموجودين والمسجد الذي بني من الطوب ثم أخبروهم أنه يمنع البناء من دون الحصول على ترخيص إسرائيلي، فأجابوه بأنهم فلسطينيون يبنون فوق أرضهم وأنهم حصلوا على تراخيص من الدوائر الرسمية في الدولة الفلسطينية، فأمروهم بالتفرق، ثم حملوهم على حافلات ورحلوهم إلى حدود رام الله، لكن العشرات منهم عادوا إليها بعد قليل.

وأكد حبابة أن «مواطني قرية الكرامة سيواصلون الوجود في القرية على مدار الساعة، وهم يناشدون أبناء شعبنا والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الحضور والوجود فيها، بهدف حمايتها من الاحتلال المتربص بها». ودعا حبابة «النشطاء إلى القدوم من القدس المحتلة في حال إغلاق الاحتلال الحاجز الواصل بين القرية والضفة الغربية»، مشيرا إلى أنه بإمكان النشطاء الوصول عبر الجبال إلى القرية للوقوف إلى جانب المعتصمين الذين يرفضون الاحتلال والاستيطان.

من جانبه، دعا الناطق الإعلامي باسم المعتصمين في «باب الكرامة» بلال غيث كسواني «المتضامنين الأجانب إلى الوجود بكثافة داخل القرية لحمايتها من الهدم خصوصا مع تمركز جيش الاحتلال بالقرب منها طوال الليلة الماضية». وبين كسواني أن «الأهالي سيواصلون الصمود رغم البرد الشديد وعدم توفر الإمكانات لديهم، وهم يناشدون وسائل الإعلام الوجود بشكل دائم لتغطية ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق أهالي القرية».

كما أكدت حركة فتح، أن الشعب الفلسطيني سيكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على «قرية الكرامة»، ودعت الجماهير الفلسطينية للتوجه بكثافة لمساندة أهالي القرية وخصوصا أهالي القرى المجاورة لتثبيت الحق الفلسطيني على هذه الأراضي ولقطع الطريق على المخططات الاحتلالية الهادفة إلى مصادرتها. وناشد أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة «المجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياته والتضامن مع نضال شعبنا السلمي العادل»، محذرا في الوقت ذاته من قيام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على المحتجين.

وقال عساف إن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قرية بيت إكسا وقرية الكرامة منطقة عسكرية مغلقة يهدف إلى عزلها عن محيطها الفلسطيني ومنع المواطنين والمتضامنين من الوصول إليها تمهيدا لاقتحامها كما حصل في قرية «باب الشمس». وأكد عساف على إصرار حركة فتح والشعب الفلسطيني على مواصلة النضال ضد إرهاب الحكومة الإسرائيلية وضد سياسات إسرائيل التوسعية من استيطان وتهويد للقدس وبناء جدار الفصل العنصري. وقال «لن يهدأ لنا بال حتى نرى الاحتلال بكل أشكاله وقد زال عن أرض دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس».

الجدير بالذكر أن الفلسطينيين القاطنين في منطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية يتعرضون لمحاولات إسرائيلية لترحيلهم منها. وقد اضطر عدد من العائلات التي صادرت قوات إسرائيلية أول من أمس خيامها إلى افتراش الأرض بانتظار وصول مساعدات من مؤسسات محلية وأجنبية تمكنهم من إعادة بناء غيرها. وقال علي الفقير، الذي دمرت قوات الاحتلال الخيمة التي كانت تؤويه وعشرة من أفراد عائلته، إن جنود الاحتلال أبلغوهم أنهم ينوون ترحيلهم بغرض بناء مرافق عسكرية في المكان.

وتصنف إسرائيل المنطقة على أنها مناطق مخصصة للتدريب العسكري، وبالتالي عند إجراء كل تدريب عسكري يتم إجلاء سكان المنطقة وتركهم في العراء.

وتسكن مئات العائلات من البدو في خيام على أراض ممتدة على سفوح وتلال ما يعرف بالأغوار الشمالية، بحثا عن الماء والعشب لعشرات الآلاف من رؤوس الأغنام والأبقار، إضافة إلى عدد محدود من الإبل. وقال عارف دراغمة، رئيس مجلس محلي المضارب البدوية: «منذ ثلاث سنوات بدأت قوات الاحتلال حملة منظمة لطرد سكان المضارب البدوية من أماكن سكنهم وإخلاء المنطقة منهم تمهيدا للاستيلاء على الأرض وإقامة المزيد من المستوطنات ومعسكرات التدريب عليها».