ليلة من الظلام الدامس في دمشق وجنوب سوريا للمرة الأولى منذ بدء الأزمة

الحكومة تتهم «إرهابيين».. ومعارضون يقولون إن محطة الكهرباء قصفت

أطفال سوريون أمام أحد الكهوف الجبلية بمنطقة عين الزرقا شمال شرقي سوريا الذي سكنوه عقب نزوحهم فرارا من قصف بلدتهم (أ.ف.ب)
TT

بالإضافة لأزمات الخبز والغاز والمازوت ومؤخرا البنزين، غرقت المنطقة الجنوبية من سوريا في الظلام الدامس ليل الأحد - الاثنين، منذ الساعة العاشرة ليلا وحتى ساعات صباح يوم أمس، لتعود الكهرباء إلى بعض المناطق وتستمر بالانقطاع في مناطق أخرى. وهي المرة الأولى التي تغرق فيها مدينة دمشق وريفها بالظلام الدامس بشكل كامل، بالإضافة إلى محافظتي درعا والسويداء وكافة مناطق الجنوب، الأمر الذي أثار مخاوف السوريين والتوجس من وقوع حدث كبير، إلا أن الحكومة السورية سارعت إلى الإعلان أن سبب انقطاع الكهرباء «اعتداء إرهابي على خط التغذية الرئيسي لكهرباء المنطقة الجنوبية».. فيما قال معارضون وناشطون إن «محولا رئيسيا في مدينة النبك (بريف دمشق) تم قصفه من قبل قوات النظام».

وجاء هذا الحدث الغامض في وقت تصطف طوابير السيارات والمواطنين بالمئات أمام محطات الوقود للحصول على البنزين، حيث تعاني البلاد من أزمة بنزين خانقة منذ نحو عشرة أيام. وقد يتطلب الحصول على بنزين للسيارة أو لمولد كهرباء منزلي الانتظار من أربع لست ساعات، وأحيانا تنفد الكمية قبل انتهاء الطابور.

ورغم نفي الحكومة وجود أزمة بنزين أول من أمس، إلا أن الازدحام ازداد أمام محطات الوقود، حتى أن طوابير السيارات والمواطنين باتت تعيق المرور في محيط محطات الوقود، التي تشهد مشكلات ومشادات عنيفة، لا تخلو أحيانا من تدخل لعناصر الأمن واعتقالات وإطلاق رصاص، كما حصل أول من أمس السبت في محطة الوقود في شارع بغداد وسط العاصمة. ولم تقدم الحكومة أي مبرر لهذه الأزمة التي جاءت لتثقل كاهل السوريين إلى جانب أزمة الرغيف ووقود التدفئة وشح الكهرباء، والذي بلغ حد انقطاع الكهرباء عن كامل محافظات جنوب البلاد.

وقال وزير الكهرباء عماد خميس أمس إنه «يتم العمل بسرعة لإعادة التغذية الكهربائية إلى المنطقة الجنوبية بشكل كامل»، وأوضح في مؤتمر صحافي أن «المجموعات الإرهابية المسلحة استهدفت مساء الأحد خط التوتر العالي المتبقي، والذي يساهم في استقرار المنظومة الكهربائية ومجموعات التوليد والتحويل التي تغذي المنطقة الجنوبية»، مبينا أن «الاعتداء أدى أيضا إلى أعطال في محطات التوليد والتحويل وبعض خطوط التوتر العالي الداخلية، ما أدى إلى حالة التعتيم الكامل في المنطقة الجنوبية».. وأن «العمل جار على إصلاح الخلل».

واتهم الوزير «المجموعات الإرهابية المسلحة» باستهداف أحد خطوط التوتر العالي التي تغذي المنطقة الجنوبية قبل عدة أيام، وخط التوتر 400 كيلوفولت، إضافة إلى استهداف الخط الأخير مساء الأحد، موضحا أن التيار الكهربائي «بدأ بالعودة تدريجيا إلى قسم من المنطقة الجنوبية بعد إعادة إصلاح مجموعات التوليد، علما بأن هذه العملية تستغرق بين الساعة والعشر ساعات حسب نوع المجموعة واستطاعتها وطريقة تصميمها».

من جانبها، قالت مصادر بالمعارضة وناشطون إن «محولا رئيسيا في مدينة النبك (بريف دمشق) تم قصفه من قبل قوات النظام خلال غارة جوية مساء الأحد، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أغلب مناطق جنوب سوريا».

ويشار إلى أن الكهرباء تنقطع في معظم أرجاء البلاد، بمدد تتفاوت حسب المناطق. منها ما هو ضمن برنامج تقنين يتراوح بين ساعتين وعشر ساعات يوميا، أما في المناطق الساخنة فقد يستمر انقطاع الكهرباء لعدة أيام متواصلة. وزادت ساعات التقنين منذ بدء فصل الشتاء، حيث زاد الاستهلاك عقب استخدامها في التدفئة بسبب شح المازوت والغاز، وارتفاع أسعار المحروقات بشكل خيالي في السوق السوداء، حيث وصل سعر لتر المازوت في العاصمة إلى أكثر من مائة ليرة (الدولار يعادل 93 ليرة)، بينما السعر الحكومي كان 26 ليرة سوريا ورفعته الحكومة الأسبوع الماضي ليصل إلى 36 ليرة، علما بأنه غير متوفر. وكذلك الغاز إذ تجاوز سعر أنبوبة الغاز الألفين ليرة سوريا، في حين أن سعرها الرسمي لا يتجاوز الـ500 ليرة. الأمر الذي زاد الاستهلاك على الكهرباء وخلف أزمة في توفرها.