القضاء الجزائري يبدأ محاكمة أمير «الموقعون بالدم» و«أبو زيد» غيابيا بتهم الإرهاب

بعد 3 أيام من إدانة زعيم «القاعدة» بالإعدام

TT

بدأ القضاء الجزائري أمس محاكمة قائدين بارزين في تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» غيابيا، متهمين بتنفيذ عشرات الأعمال الإرهابية استهدفت مصالح محلية وأجنبية بالجزائر، وفي منطقة الساحل الأفريقي، هما مختار بلمختار، المسؤول عن الاعتداء على منشأة الغاز بجنوب الجزائر، ومحمد غدير، الذي تبنى الكثير من عمليات خطف الرهائن الغربيين.

وتلاحق النيابة عشرة أشخاص آخرين في نفس القضية، خمسة منهم هاربون ويجري البحث عنهم من طرف أجهزة الأمن منذ سبع سنوات على الأقل. وينتمي هؤلاء إلى خلية ضمن شبكة كبيرة يديرها بلمختار الملقب بـ«خالد أبو العباس» و«بلعور»، وغدير المعروف باسم «عبد الحميد أبو زيد»، في الصحراء الكبرى، ولها امتدادات بالعاصمة الجزائر. وقد اكتشفها جهاز الأمن بالعاصمة منتصف العام الماضي، وتوصلت تحرياته إلى أن أفرادها خططوا لضرب مصالح أميركية وفرنسية بالعاصمة، بأمر من القياديين الإرهابيين. وللخلية صلات قوية، بحسب وثائق الملف، مع «حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية»، وهو تنظيم انفصالي يضم أشخاصا يقيمون بمدن الصحراء الجزائرية، يتهمون السلطات بـ«التمييز» بين سكان الشمال والجنوب. ويقود هذا التنظيم مسلح اسمه الأمين بن شنب، قتل في هجوم الجيش على المنشأة الغازية بعين أميناس (1600 كلم جنوب الجزائر)، الخميس الماضي. وعثر الأمن في مخبأ خلية المسلحين على متفجرات ومسدسات آلية وقنابل يدوية. ورجحت مصادر قضائية إدانة بلمختار مؤسس كتيبة «الموقعون بالدماء»، وغدير قائد كتيبة «طارق بن زياد» بالإعدام.

وأدانت محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية فجر الجمعة الماضي زعيم تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» عبد المالك دروكدال، والمتحدث باسم التنظيم صلاح قاسمي، بالإعدام غيابيا مع خمسة آخرين متهمين بالإرهاب. ونطقت بنفس الحكم حضوريا في حق سبعة أشخاص آخرين، لضلوعهم في تفجير مزدوج ضرب المحكمة الدستورية ومبنى الأمم المتحدة، يوم 11 ديسمبر (كانون الأول) 2007، مخلفا 50 قتيلا.

وتوبع الأشخاص الاثنى عشر بتهمة التخطيط للعملية الإرهابية وتنفيذها، بينما وجهت تهمة «التواطؤ» في التحضير للاعتداء الإرهابي لشخصين آخرين أدان القاضي أحدهما بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات، و3 سنوات للثاني. كما وجهت لكل أفراد المجموعة تهم «الانضمام إلى جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج البلاد، والقتل العمد مع استعمال المتفجرات، والمساس بأمن ووحدة التراب الوطني».

وقال ممثل النيابة خلال مرافعته إن المتهمين «اقترفوا جرائم أودت بحياة مئات الأشخاص ما بين 2006 و2008». وتحدث ممثل النيابة عن مسؤولية المجموعة في محاولة اغتيال ضابط شرطة اسمه علي بدوي معروف بحربه بلا هوادة على الإرهاب، بمنطقة بومرداس (45 كلم شرق العاصمة)، وعن مسؤوليتهم في استهداف ركاب حافلة تابعة للشركة الأميركية «بروان روت أند كوندور» نهاية 2006 بالعاصمة، الذي خلف الاعتداء قتيلا وجرحى وتبنته آنذاك «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت مطلع العام الموالي لـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وينسب إلى المجموعة المسلحة أيضا محاولة تفجير «الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة» الواقعة بغرب العاصمة.