أوباما بعد تنصيبه لولاية ثانية: انتهى عقد الحروب

في خطاب فصيح ورصين استغرق 15 دقيقة

الرئيس باراك أوباما يؤدي اليمين لولاية رئاسية ثانية من أربع سنوات رئيسا للولايات المتحدة، أمام حشد من مئات آلاف الأشخاص في وسط واشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

في خطاب تاريخي لا يتكرر إلا مرة كل 4 سنوات، تحدث الرئيس باراك أوباما كثيرا عن المبادئ التي تأسست عليها الولايات المتحدة، ودعا الأميركيين للعمل من أجل مجتمع أفضل، مع إشارات عابرة للسياسة الخارجية الأميركية.

وقال أوباما، في خطاب فصيح ورصين وقصير نسبيا، استغرق 15 دقيقة فقط: «انتهي عقد من الحروب»، في إشارة، من دون تفصيل، إلى قراراته التي سحبت القوات الأميركية من العراق، ويتوقع أن تسحب القوات الأميركية من أفغانستان في العام المقبل. وقال إن الأميركيين لا بد أن يتعاونوا مع بعضهم على الرغم من خلافاتهم، وبالمقياس نفسها، لا تستطع أميركا أن تتصرف وحدها في عالم معقد وعريض.

لكنه شدد على أن الولايات المتحدة يجب أن تقود العالم في سبيل الحرية والسلام والرخاء، وأنه «يجب أن نعمل لقيادة العالم، لا أن تنتظر من العالم أن يقودنا». وتعهد أوباما، أمس، في خطاب تنصيبه لولاية ثانية بأن تحافظ الولايات المتحدة على «تحالفات قوية» في كل أنحاء العالم، وتعزز «المؤسسات» التي تتيح لها التحرك في شكل أفضل حيال الأزمات في الخارج.

وقال أوباما إن «البلد الأقوى له مصلحة في عالم يعيش بسلام», واعدا بـ«دعم الديمقراطية من آسيا إلى أفريقيا، ومن الأميركتين إلى الشرق الأوسط». وأضاف: «لا نحتاج لحروب مستمرة لحماية الحربة والسلام في العالم». ومن دون الإشارة مباشرة إلى دور القوات الأميركية المسلحة في حروب أفغانستان، والعراق، والحرب ضد الإرهاب، قال: «العسكريون الأميركيون لا مثيل لهم في العالم في الشجاعة». ومن دون الإشارة مباشرة إلى هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، الذي كان سبب الحروب التي أعلنتها الولايات المتحدة خلال الـ10 سنوات الماضية، قال: «مع حزننا للذين فقدناهم، وخوفنا من تربص الأعداء بنا، لا بد أن نظل أقوياء، وأن نظل يقظين ضد الذين يعادوننا».

لكنه قال إن «هناك كثيرين يريدون السلام لا الحرب»، وإن على الولايات المتحدة أن تظل حذرة، ويقظة، و«قوية دائما»، وإن هدفه هو أن «نحمي شعبنا، ونقوى قواتنا العسكرية، ونمد يد السلام لغيرنا».

وفي إشارة واضحة إلى نهاية سنوات الحروب والمواجهات، وبداية سنوات التفاوض، ومن دون أن يشير إلى أي دولة، قال: «لا أقول ذلك لأننا سذّج، ولكن لأن التفاوض يقلل الخوف والشكوك», وقال، بعد أن تحدث عن «الفقراء والمهشمين»: «لا أقول ذلك تفضلا، ولكن لأن السلام يحتاج إلى التسامح، والكرامة، والعدل».

لكنه قال: «سنظل في كل ركن في العالم. سنظل مع الديمقراطية في آسيا، وأفريقيا، الشرق الأوسط والأميركتين».

وفي القضايا الداخلية، وفي خطاب فلسفي مع نظرة للتاريخ الأميركي، أشاد بالدستور الأميركي، وقال إنه يربط الأميركيين أكثر من ألوانهم، وأصولهم، وجنسياتهم. وقال: «نحن نؤمن بفكرة أعلنت قبل أكثر من قرنين، بأن كل الناس خلقوا متساوين، وأن خالقهم أعطاهم حقوق الحياة والحرية والبحث عن السعادة». وأضاف: «الحرية هدية من الله، لكن يجب أن يحافظ عليها الناس هنا على الأرض». وأمام حشد يعتقد أنه مليون شخص تقريبا، وهو أكثر مما توقع المراقبون، وكان عدد كبير أمام أوباما يرفعون الإعلام الأميركية، ومع صلوات ودعوات من متحدثين يمثلون مختلف قطاعات الشعب الأميركي، وخاصة الأميركيين السود، أكد أوباما أنه سيعمل على دعم الحرية الأميركية لتشمل الأقليات، والمهاجرين، والنساء، والمثليين جنسيا. وعن المشكلة الاقتصادية التي ورثها قبل 4 سنوات، ولا يزال يعمل للخروج منها، قال: «بدأ الاقتصاد يتحسن». وأشار إلى أهمية «تقاسم الحقوق والواجبات»، وإلى برنامجه بزيادة الضرائب على الأغنياء، وأن «الذين يقدرون يساهمون أكثر من الذين لا يقدرون». وقال: «المساواة ليس فقط أمام الله، ولكنها يجب أن تكون وسط بعضنا»، وأن «الحرية ليست للمحظوظين، وهي أيضا للذين لا تساعدهم الحياة».