أكراد سوريون يدعون «الحر» لوقف «الحرب» ضد مناطقهم

قيادي كردي: النظام موجود بالحسكة.. فليذهبوا إلى هناك لإسقاطه

TT

تتفاعل قضية الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون الكرد السوريون بمدنهم ومناطقهم المحررة من قبل مجاميع مسلحة يقولون إنها محسوبة على الجيش الحر، حيث دعا المجلس الوطني الكردي السوري الائتلاف الوطني المعارض وقيادة الجيش الحر إلى التدخل لوقف اعتداءات منظمات محسوبة على تركيا ضد المواطنين الكرد وقصف منازلهم واعتقال الكثير منهم.

وقال عبد الباقي يوسف، عضو اللجنة السياسة لحزب اليكيتي الكردي، وعضو المجلس الوطني الكردي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم القتل والدمار الحاصل في سوريا على يد النظام السوري المجرم الذي فقد كل شرعيته، وفي هذا الوقت الحرج الذي يتطلب تكثيف كل القوى العسكرية والسياسية من قبل المعارضة لمحاصرة النظام في دمشق، نرى بعض الفصائل وباسم الجيش السوري الحر وبتغطية تركية تقوم بمهاجمة المناطق الكردية، حيث تستخدم هذه الكتائب الأراضي التركية لفتح جبهة عسكرية وبشكل خاص بمدينة رأس العين على الحدود مع تركيا. فمدفعية ودبابات هذه الكتائب متمركزة عند المعبر الحدودي مع تركيا، ومن هناك تقوم بقصف الأحياء المدنية بشكل عشوائي، وتبث الرعب والذعر لدى السكان. وقد أوقعت اعتداءاتهم الكثير من الضحايا، وألحقت الكثير من الخراب بالمدينة».

وأضاف أن «هذه الأعمال العدوانية تجاه الكرد لا تخدم قضية الشعب السوري، بل على العكس ستؤدي إلى إحداث شرخ كبير بين مكونات الشعب السوري، وبشكل خاص بين المكونين الرئيسيين الكرد والعرب، في ظل سكوت قيادة الجيش الحر والائتلاف الوطني، وكذلك المجلس الوطني وعدم إدانتهم لهذه الكتائب ومطالبتهم بالانسحاب من تلك المناطق، التي ليست فيها أي قوى عسكرية أو أمنية تابعة للنظام منذ عدة أشهر، بينما لا يزال المحافظ يحكم في مدينة الحسكة، وأيضا قيادة الشرطة وجميع قيادات الأجهزة الأمنية مقيمون هناك، وكان الأولى بهذه الكتائب أن تتوجه إلى الحسكة وليست مدينة نائية كرأس العين إن كانوا فعلا يريدون إسقاط النظام».

وكان بيان صدر عن المجلس الوطني الكردي السوري، تلقت «الشرق الأوسط» نصه، دعا إلى وقف تلك الهجمات. وقال: «مرة أخرى وبتاريخ 16 / 1 / 2013 تعرضت مدينة رأس العين (سري كانيه) الحدودية في محافظة الحسكة، ومن بقي من سكانها أو عادوا إليها بعد هدنة لم تدُم طويلا، لويلات العمل العسكري والقصف العشوائي للأحياء السكنية والخطف على الحواجز، إثر دخول مجموعات مسلحة جديدة مستقدمة من الحدود التركية إلى المدينة رغم خلوها من النظام الأسدي ومن مؤسساته العسكرية والأمنية، الأمر الذي يثير مخاوف جدية لدى المواطنين، وخصوصا الكرد منهم، من أهداف دخول تلك المجموعات التي تتخذ من الجيش الحر غطاء لعملياتها». وتابع البيان: «إن المجلس الوطني الكردي في الوقت الذي يعرب فيه عن قلقه بتوسيع دائرة العنف بعيدا عن ساحتها الحقيقية في مواجهة النظام المستفيد الأول من توسيعها والساعي إلى تأجيجها، بغية استدامة بقائه، يطالب بوقف الأعمال العسكرية والعنفية وإطلاق سراح الموقوفين والمخطوفين وانسحاب كل المسلحين من المدينة، والعودة لتنفيذ الاتفاق الذي تم سابقا بأن تقوم لجان مشتركة من مكونات المدينة بالإشراف على الأوضاع الأمنية والخدمية والإدارية فيها».

من جانبه دعا المجلس المحلي بمدينة رأس العين إلى «الوقف الفوري لهذه الحرب والقصف العشوائي بالدبابات والمدافع حفاظا على أرواح المدنيين»، وطالب الائتلاف الوطني والمجلس الوطني السوري والجيش الحر بالضغط على المسلحين لوقف هذه الحرب؛ «كونها تسيء لمبادئ وأهداف الثورة السورية. ونناشد المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية في العالم بالتدخل الفوري لوقف الحرب ضد أبنائنا، ونطالب السلطات التركية بالكف عن التدخل ودعمها للمجموعات المسلحة تنفيذا لأجندتها الخاصة».