البنتاغون يحقق في فيلم «بن لادن»

جمهوريون يتهمونه بتصوير أوباما بطلا

TT

قال مسؤولون في البنتاغون إن المراقب العام في البنتاغون يحقق في اتهامات بأن مسؤولين كبارا قدموا معلومات سرية إلى منتجي فيلم «قتل بن لادن»، وذلك بعد كشف وثائق توضح ذلك. وقال مسؤول في مركز «جوديشيال ووتش» (مراقبة قضائية) الذي قاد الحملة ضد البنتاغون إن الوثائق تؤكد أن البنتاغون تعمد الدعاية للرئيس باراك أوباما، وإبرازه كبطل عملية قتل بن لادن.

وأوضحت الوثائق التي اضطر البنتاغون لكشفها حسب قانون حرية المعلومات، وحسب طلب من «جوديشيال ووتش» أن مايكل فيكارز، مساعد وزير الدفاع للاستخبارات، وهو أكبر مدني في استخبارات الوزارة، ساعد كاثرين بيغلو، منتجة الفيلم، عندما اتصلت به في السنة الماضية، وطلبت المساعدة بتقديم معلومات عن عملية القتل. ومايكل موريل، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أيضا قدم معلومات للمخرجة.

وعلى الرغم من أن البنتاغون وعد بالتحقيق، رفضت «سي آي إيه» الرد على أسئلة صحافيين عما إذا كان سيحقق أيضا.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه ليست أول مرة يتعاون فيها البنتاغون مع مخرجين في هوليوود، لكن المغزى السياسي لفيلم قتل بن لادن، «زيرو دارك ثيرتي» (ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل) أثار اتهامات بأن إدارة الرئيس أوباما تعمدت الدعاية له في الفيلم.

وأشارت المصادر إلى أنه، مثل في فيلم «وينغز»، عن الحرب العالمية الأولي، الذي جدد خلال الحرب العالمية الثانية، يرحب البنتاغون بأفلام تشيد بالعسكريين الأميركيين في الحروب الخارجية. وأن مساعدات البنتاغون، في أغلب الأحيان، تتعلق بدعم تقني لإضفاء مصداقية على شخصية عسكرية، أو على عمل عسكري. وأيضا للحصول على إذن بدخول منشآت عسكرية، أو استخدام دبابات، أو طائرات، أو سفن ستظهر في الفيلم. وهذه المعدات يتم «تأجيرها» كما أن البنتاغون يشترط منحه حق الاطلاع على السيناريو.

وقالت المصادر إنه، في الجانب الآخر، لا يتعاون البنتاغون أبدا في فيلم يظهر مدربا عسكريا عنيفا، مثل في فيلم «فول ميتال جاكت» (السترة العسكرية المعدنية)، أو جنديا متهورا، مثل في فيلم «ذي هيرت لوكر» (مانع الأذى) عن حرب العراق، الذي أنتجته نفس منتجة فيلم «قتل بن لادن»، ونالت عنه جائزة «أوسكار» لأحسن إخراج سينمائي.

وقال ديفيد روب، مؤلف كتاب «أوبريشن هوليوود» (عملية هوليوود العسكرية، إشارة إلى استخدام البنتاغون لعاصمة السينما لإنتاج أفلام تشيد به)، إن البنتاغون يتشدد نحو الأفلام التي تنتقده. وإن المخرج أوليفر ستون وجد معارضة كاملة من البنتاغون بسبب انتقاداته للتدخل الأميركي في فيتنام. ورفض البنتاغون مساعدته في فيلمي «بلاتون» (فرقة عسكرية) و«بورن أون ذي فورث أوف جولاي» (ولدت في الرابع من يوليو «تموز») حول الحرب في فيتنام.

وقال ستون نفسه: «يستغلوننا (البنتاغون) لأنهم يريدون أن نؤيد وجهة نظرهم. لهذا، أقول إن أغلبية الأفلام حول العسكريين الأميركيين هي ملصقات دعائية للتجنيد».

لكن، قال المخرج جيري براكهايمر إن البنتاغون ساعده في 3 أفلام «محايدة»: «بيرل هاربر» (عن الهجوم الياباني على الأسطول الأميركي مع بداية الحرب العالمية الثانية) و«بلاك هوك داون» (عن التدخل العسكري الأميركي في الصومال) و«توب غان» (عن مزايا السلاح الجوي الأميركي).

وقال براكهايمر: «يتوقف الأمر على المفاوضات. إذا كانت مطالب البنتاغون تشمل مراجعة الفيلم كله، نرفض ذلك. لكن يوجد هامش، إذ يمكن مثلا إلغاء عبارات بذيئة من حوار».

وأيضا، شن عدد من أعضاء الكونغرس هجوما عنيفا على الفيلم. وأرسل 3 من أعضاء مجلس الشيوخ خطاب احتجاج إلى مايكل ليندون، رئيس شركة «سوني» للإنتاج السينمائي التي أنتجت الفيلم، بأن في الفيلم «معلومات خطأ عن أن تعذيب معتقلين كان سبب الحصول على معلومات عن مكان بن لادن في باكستان».

وقال الثلاثة، دايان فاينشتاين (ديمقراطية من ولاية كليفورنيا)، وكارل ليلفين (ديمقراطي من ولاية ميتشيغان)، وجون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا) إن تقريرا صدر مؤخرا عن مطاردة «سي آي إيه» لبن لادن أوضح أن التعذيب، وخاصة «ووتربوردينغ» (ربط الشخص على خشبة وإيهامه بأنه سيغرق)، لم يقدم معلومات مفيدة للمحققين.

في الوقت نفسه، بسبب الفيلم، نشبت أزمة جديدة بين الحكومتين الأميركية والباكستانية بسبب معلومات في الفيلم بأن الحكومة الباكستانية أمدت الحكومة الأميركية بأرقام هواتف بن لادن، التي استعملتها «سي آي إيه»، حسب الفيلم، في الوصول إلى مكان بن لادن.

وكان الفيلم سبب مشكلة أخرى داخل «سي آي إيه»، التي بدأت في التحقيق مع الجاسوسة التي يعتقد أنها مدت مخرجة الفيلم بمعلومات عن قتل بن لادن.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الجاسوسة، التي لم ينشر اسمها، لا تزال تعمل في الوكالة، وإن زملاء وزميلات معها اشتكوا، ليس فقط من تسريبها معلومات إلى منتج الفيلم، ولكن، أيضا، من تصرفاتها معهم ومع غيرهم داخل الوكالة.