يقظة في الدقيقة الأخيرة: ارتفاع كبير في نسبة المقترعين بإسرائيل

400 شكوى من تجاوزات قانونية واستخدام العنف في الساعتين الأوليين من بدء التصويت

TT

بعد نحو شهرين من البرود والركود في المعركة الانتخابية، ووسط توقع فوز اليمين بالعدد الأكبر من المقاعد التي تسمح له بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، شهد يوم الانتخابات أمس يقظة مفاجئة، إذ ارتفعت نسبة المقبلين على صناديق الاقتراع بشكل ملحوظ منذ الساعات الأولى لافتتاح المعركة. وحاول كل حزب تجيير هذه اليقظة لصالحه. وفي مرحلة ما، تصاعد التوتر في صناديق الاقتراع. وسجلت في أول ساعتين 400 شكوى في الشرطة لاستخدام العنف أو تجاوز قانون الانتخابات.

وكان قد توجه إلى صناديق الاقتراع، أمس، ملايين الإسرائيليين بشعور أن المعركة محسومة لصالح اليمين واليمين المتطرف، نتيجة لاستطلاعات الرأي التي دلت على أكثرية مضمونة لهذه الأحزاب. ولكن ارتفاع نسبة التصويت بثت الأمل في أحزاب الوسط واليسار، بحيث تضعف أكثرية اليمين فلا يستطيع زعيم «الليكود» ورئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، تشكيل حكومة من دونها.

وحرص كل واحد من قادة الأحزاب المتنافسة على التصويت رفقة كوكبة من الصحافيين، مختارا رمزا ما له، في الصباح الباكر. فتوجه نتنياهو مع زوجته إلى صندوق الاقتراع في القدس، ومن هناك مباشرة إلى حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى في القدس الشرقية المحتلة، ليظهر التصاقه بالتراث الديني ويرضي بذلك قوى اليمين والمتدينين. وخرجت رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، مع كلبها إلى رياضة الصباح، أمس، أيضا مع كوكبة من الصحافيين والمصورين، وذلك لترضي أنصار البيئة وجمهور النساء، خصوصا بعد نشر تقديرات أمس تقول إن هناك 500 ألف امرأة مترددات في التصويت. وقام رئيس حزب المستوطنين، نفتالي بينيت، بجولة في الشمال ليعلن أن حزبه يستقطب مصوتين من جميع التيارات بمن في ذلك مصوتون عرب.

وتوجه قادة حزب «شاس» إلى بيت الرئيس الروحي، عوفاديا يوسيف، لإقامة صلاة خاصة من أجل النصر. وأما الخاسر الأكبر في الانتخابات حسب توقعات استطلاعات الرأي، شاؤول موفاز، رئيس حزب «كديما»، الذي كان أكبر الأحزاب في إسرائيل في الانتخابات السابقة وتقلص إلى 2 - 3 مقاعد حسب الاستطلاعات، فقد حضر إلى الصندوق رفقة زوجته وأحفاده.

يذكر أن عدد من لهم حق الاقتراع في إسرائيل 5 ملايين وسبعمائة وخمسون ألفا، بينهم 750 ألف عربي من فلسطينيي 48. وتوجه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، أمس، بنداء أخير يطلب فيه من الجمهور التدفق على صناديق الاقتراع لممارسة هذا الحق، الذي يجب أن يكون واجبا على كل مواطن. كما أدارت لجنة الانتخابات المركزية، برئاسة القاضي، آلياكيم روبنشتاين، حملة دعائية واسعة بلغت أمس ذروتها في حث المواطنين في إسرائيل، على التصويت و«المشاركة في صنع مستقبل إسرائيل». وتوجه القاضي في كلمة باللغة العربية إلى الجمهور العربي في إسرائيل، مشجعا إياه على التصويت والتأثير في مستقبل الدولة ومستقبله.

وتتنافس على أصوات الناخبين 32 قائمة، ويتوقع أن يصل منها إلى نسبة الحسم لدخول الكنيست التي تعادل 2% من الأصوات الصحيحة، 12 أو 13 قائمة. وكانت نسبة الحسم في الانتخابات الأخيرة، عام 2009، تعادل 67.470 صوتا، وقد فشلت يومها نحو 21 قائمة واحترقت الأصوات التي حصلت عليها وبلغت 103.904 أصوات.

وسئل المواطنون، في أحد استطلاعات الرأي، عن أهم المواضيع التي تهمهم في هذه الانتخابات، فأجاب 47% منهم، الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، و10% الملف الإيراني، و18% المفاوضات مع الفلسطينيين، و12% تجنيد «الحريديم» (المتشددين دينيا) للجيش.

وجدير بالذكر أن الانتخابات الحالية قدمت إلى موعد غير موعدها الأصلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، والسبب الرئيسي غير المعلن كان أزمة نتنياهو مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وخوفه أن يمارس عليه الضغوط في دورته الثانية والتسبب في إسقاطه. وقد بدا أن نتنياهو يخسر نسبة كبيرة من أصوات المؤيدين له، حتى بعد تقديم موعد الانتخابات، فلجأ إلى حيلة جديدة لضمان كرسي الرئاسة، إذ أقام تحالفا مع حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. لكن، حتى هذا التحالف بدأ يخسر هو أيضا الأصوات، ويتوقع أن تنخفض عدد مقاعده في الكنيست من 42 مقعدا الآن، إلى 32 - 33 مقعدا، حسب الاستطلاعات الرأي.

المعروف أن نتائج الانتخابات الفعلية ستنشر في إسرائيل في ظهيرة اليوم الأربعاء، والنتائج الرسمية ستنشر في يوم غد الخميس. لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تنتظر حتى صدور النتائج، ولذلك نشرت عشرات صناديق الاقتراع النموذجية، التي يصوت فيها المواطنون عندما يصلون إلى صناديق الاقتراع. وفي الساعة الثامنة مساء تغلق الصناديق النموذجية. وعندما تغلق الصناديق الفعلية في الساعة العاشرة ليلا، تنشر القنوات التلفزيونية الثلاث نتائجها، كل على حدة. وغالبا ما تكون نتائج هذه الصناديق صائبة وقريبة جدا من النتائج الفعلية.