إسرائيل تجري تجارب جديدة على منظومة القبة الحديدية

بعد تعديلات تمت عقب عدوان «عامود السحاب»

TT

كشف الجيش الإسرائيلي عن أن قواته أجرت في الأيام الأخيرة سلسلة تجارب جديدة على المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ، التي تعرف باسم «القبة الحديدية». وقال الناطق بلسانه إن هذه التجارب انتهت بنجاح.

وأضاف أنه في أعقاب «عملية عامود السحاب»، التي تم بموجبها العدوان الإسرائيلي على القطاع، جرت تجديدات كثيرة على هذه المنظومة. والتجارب ركزت على هذه التجديدات. وقال إن دائرة «حوماه» (السور الواقي) التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن تطور أنظمة الدفاع متعدد المستويات، مثل «القبة الحديدة» و«العصا السحرية» و«حيتس».. وغيرها من الدفاعات الصاروخية، هي التي تولت إدارة هذه التجارب بالاشتراك مع شركة تطوير الوسائل القتالية «رفائيل».

ونفى أن تكون هناك أي علاقة لهذه التجارب مع الانتخابات الإسرائيلية. وقال إنها «مقررة سلفا ضمن عملية تطوير وتحسين منظومة القبة الحديدية».

وخصصت التجارب التي وصفت بـالناجحة لاختبار تحسينات تتعلق بالمدى العملياتي وتهيئة منظومة القبة الحديدية للتعامل مع سلسلة طويلة وغير مسبوقة من التهديدات والأخطار.. ما سيؤدي في النهاية إلى تطوير المنظومة بشكل كبير وجوهري.

وهدفت التجربة الأخيرة إلى اختبار منظومات توجيه وأخرى متعلقة بتحسين دقة الإصابة وزيادة مدى الصواريخ الاعتراضية التي تطلقها المنظومة.

يذكر أن العدوان الأخير على غزة قبل شهرين، يعتبر أهم التجارب على منظومة «القبة الحديدية»؛ ففي حينه تم تفعيلها لإسقاط الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيون من غزة باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية. ووفرت هذه الصواريخ الفرصة للقوات الإسرائيلية أن تجري تجارب متعددة على مختلف أنواع الصواريخ، قصيرة ومتوسطة المدى، التي وصلت حتى إلى تل أبيب. وحرصت الوزارة على توثيق كيفية نجاح صواريخ القبة الحديدية في إسقاط الصواريخ. وادعى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في حينه، أن نسبة نجاح المنظومة (القبة الحديدية) في اعتراض الصواريخ الفلسطينية بلغت 85 في المائة. وأضاف أن أجهزة تطوير المنظومة تعمل على تحسين هذا الأداء لتحقيق نجاحات أكبر في المستقبل.

يشار إلى أن «القبة الحديدية» هي منظومة تكتيكية للدفاع الجوي مخصصة للحماية من صواريخ تكتيكية غير موجهة من مسافة يبلغ مداها بين 4 كيلومترات و70 كيلومترا. وهناك مساع إسرائيلية لزيادة مداها لمواجهة صواريخ تطلق حتى 250 كيلومترا. وقد دخلت حيز التنفيذ في الجيش الإسرائيلي رسميا في مطلع عام 2011، علما بأن الجيش تسلمها في عام 2010، وخصصت لمواجهة قصف صواريخ «القسام» و«غراد» من قطاع غزة، باتجاه البلدات الإسرائيلية. وبوسع كل بطارية لهذه الصواريخ حماية مساحة 150 كيلومترا مربعا، وهي تستطيع أن تسقط طائرات أيضا على ارتفاع حتى 10 كيلومترات.

وتتألف المنظومة من رادار يكتشف الأهداف، أي الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل، حال إطلاقها. ويتم إرسال المعلومات عن الأهداف إلى مركز التحكم والتوجيه الذي يعالجها فورا ويقوم بإرسالها إلى منصات الإطلاق. ومنصات الصواريخ الثابتة أو المتحركة تقوم من جهتها بإطلاق صواريخ موجهة بغية تدمير هذه الأهداف الجوية. وتتم هذه العملية في غضون ثوان معدودات.

وتسعى إسرائيل لبيع هذه المنظومة إلى عشر دول في العالم، بينها الولايات المتحدة التي تقوم بتمويل تطويرها بنحو نصف مليار دولار. وتهتم بها كل من الهند وكوريا الجنوبية وعدة دول في أميركا اللاتينية.