24 قتيلا بتفجير في ريف حماه

في مدينة حافظت على سلمية تحركاتها حتى الآن

TT

تضاربت المعلومات حول الانفجار الكبير الذي هز مدينة السلمية في ريف حماه (وسط) وأودى بحياة نحو 40 شخصا وجرح العشرات، بينهم حالات خطرة، وبينما قالت السلطات السورية إن انتحاريا قاد سيارة مفخخة فجرها في شارع حماه بوسط مدينة السلمية، قال ناشطون معارضون للنظام إن انفجارا استهدف مقرا للجان الشعبية الموالية للنظام بالقرب من معمل السجاد، وإن «الانفجار وقع داخل المبنى، وليس خارجه»، مع الإشارة إلى صعوبة دخول أي سيارة غريبة إلى داخل المقر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن مصادر طبية وأهلية في مدينة السلمية إن «عدد الذين لقوا مصرعهم إثر التفجير الذي يعتبر مقرا للجان الشعبي المسلحة الموالية للنظام السوري ارتفع إلى أكثر من 42 بينهم كثير من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال». وأشار المرصد إلى «سقوط قتلى في صفوف اللجان الشعبية المسلحة أيضا والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود أشلاء». وبدورها، أشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى مقتل 25 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في مدينة السلمية، متهمة من وصفته بأنه «إرهابي انتحاري» بتنفيذ الهجوم.

وأكد أبو غازي الحموي عضو مجلس ثوار حماه لـ«الشرق الأوسط» أن «الجهة التي تقف وراء هذا التفجير لا تزال مجهولة»، مرجحا أن «يكون هذا العمل جزءا من مخطط محكم يتبعه النظام السوري بغرض إخافة الأقليات، ودفعها إلى الاصطفاف معه».

وذكر أن عددا من التفجيرات السابقة قد أتى في هذا السياق كتفجيرات جرمانا ذات الغالبية الدرزية، إضافة إلى تفجيرات محردة القرية المسيحية القريبة من السلمية.

ولم يستبعد الناشط المعارض أن تكون جبهة النصرة الإسلامية هي التي تقف وراء التفجير، مشيرا إلى أن «هذه الجبهة تقوم بتنفيذ عمليات ضد النظام على الرغم من معرفتها باحتمال وقوع ضحايا مدنيين، كما حدث في السلمية، أول من أمس»، موضحا أن «كثيرا من علامات الغموض تعتري هذه الجبهة من تمويل مالي وارتباطات خارجية».

ويشار إلى أن مدينة السلمية الواقعة وسط البلاد حيث يتركز أبناء الطائفة الإسماعيلية، تتمتع بخصوصية عن سائر المدن والبلدات السورية، من حيث استمرارها بالحراك السلمي منذ بدء الانتفاضة ضد النظام قبل نحو عامين، كما تتميز بطابع ثقافي علماني منفتح مرده انخراط معظم أبناء من الأجيال السابقة في الحركات والتيارات السياسية والثقافية اليسارية والعلمانية، وهو ما جعل أبناءها المتمردين على النظام يتمسكون بالحراك الثوري السلمي ولم ينخرطوا بعد بالعمل الثوري المسلح كباقي المناطق الأخرى المتمردة، مع أن النظام قام بتسليح مواليه في السلمية مشكلا لجانا شعبية تولت مهمة قمع الحراك السلمي فيها، سواء بقمع المظاهرات السلمية التي كانت تخرج بعيدا عن الأضواء الإعلامية أو بإرشاد قوات الأمن إلى الناشطين الثوريين، من أجل اعتقالهم.