76 روسيا غادروا سوريا.. وموسكو تؤكد أنه ليس «إجلاء»

عدد المغادرين يفوق أعداد رعايا دول أجنبية أجليت من لبنان

عائلة روسية تغادر نقطة الأمن العام اللبناني في طريقها إلى مطار بيروت عائدة إلى بلادها
TT

غادر 76 مواطنا روسيا سوريا إلى موسكو انطلاقا من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمس، عبر طائرتين روسيتين أرسلتهما وزارة الطوارئ الروسية خصيصا لنقل مواطنيها الخارجين من مدن سورية تشهد معارك عسكرية.

ووصلت 4 حافلات تقل المواطنين الروس إلى المطار في بيروت، تواكبها سيارتان أمنيتان لبنانيتان، بعدما غادرت نقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية عند الساعة الخامسة مساء. وتوقفت الحافلات عند المصنع نحو ثلاث ساعات لاستكمال إجراءات المغادرين الروس، تمهيدا لانطلاقهم إلى بيروت. وفرض الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، استعدادا لمغادرة المواطنين الروس الذين انتظرتهم طائرتان مقبلتان من روسيا حطتا على المدرج الجنوبي رقم 1 ورقم 3 قرب إطفائية المطار وسط إجراءات أمنية مشددة.

ونفى مصدر دبلوماسي روسي لـ«الشرق الأوسط» أن تكون العملية «إجلاء للمواطنين الروس»، واصفا الأنباء التي تم تناقلها أمس بـ«الزوبعة في كوب الماء». وأكد أن هؤلاء المواطنين «قرروا مغادرة المناطق التي تشهد أعمال عنف، والعودة إلى بلادهم بمساعدة السلطات الروسية».

وأوضحت المصادر أن «مكتب الخطوط الجوية الروسية في سوريا مغلق؛ حيث لا رحلات تنظم من دمشق إلى موسكو وبالعكس، ما دفع بعدد من المواطنين الروس المقيمين في دمشق إلى الطلب من السفارة الروسية في دمشق تأمين طائرة لهم للعودة إلى بلادهم». وأضاف المصدر أن السفارة في دمشق «رتبت الموضوع مع وزارة الطوارئ في موسكو التي أمنت طائرتين لنقل الراغبين بالعودة إلى روسيا عبر مطار بيروت».

وفي حين أعلنت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية أيرينا روسيوس أن روسيا ترسل طائرتين إلى بيروت لإجلاء أكثر من 100 من رعاياها من سوريا، أكد المصدر الدبلوماسي الروسي لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الراغبين بالسفر «لم يصل إلى ثمانين روسيا»، مشيرا إلى أن السفارة الروسية في دمشق «تلقت 150 طلبا للراغبين بالسفر، لكن العدد الذي غادر لم يصل إلى ثمانين».

وإذ شدد المصدر على أنه «لا برنامج إجلاء منظم للمواطنين الروس من سوريا»، أشار إلى أن العملية «تم تنسيقها بين السفارة الروسية في دمشق ووزارة الطوارئ في موسكو»، لافتا إلى أن «الأسبوعين المقبلين قد يشهدان سفر مجموعة أخرى من المواطنين الروس يغادرون من سوريا عبر مطار بيروت».

وتلاقت تصريحات المصدر مع ما أكده مسؤول في السفارة الروسية في دمشق أن «الحديث لا يدور عن إجلاء جميع المواطنين الروس من سوريا بل عن الراغبين بالسفر إلى روسيا بمن فيهم أولئك الذين دمرت منازلهم في سوريا». وأكدت السفارة أن المسألة بأكملها كانت «نزولا عند إرادة المواطنين الراغبين بمغادرة روسيا والذين أعربوا عبر اتصالات متواصلة مع القنصلية عن إرادتهم العودة إلى روسيا لأسباب شخصية أو غيرها».

وفي سياق متصل، أكدت مصادر متابعة لملف إجلاء المواطنين الأجانب من سوريا عبر مطار بيروت، أن عدة عمليات إجلاء حصلت عبر مطار بيروت، لكن سفر المواطنين الروس أمس «هو الأكبر من حيث العدد». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن آخر عملية إجلاء لمواطنين أجانب عبر مرفأ بيروت الجوي «حصلت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ حيث أجلت إحدى الدول الأوروبية ستين شخصا من رعاياها في سوريا عبر مطار رفيق الحريري الدولي»، وهي العملية التي أعقبت إجلاء مئات المواطنين المصريين في سوريا عبر الحدود اللبنانية البرية مع سوريا.

وتعد الجالية الروسية في سوريا «الأكبر من حيث العدد»، كما تؤكد مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن العدد يناهز المائة ألف روسي. وقالت المصادر إن هذا الرقم ازداد بشكل كبير خلال مرحلة الثمانينات في ظل توفير الاتحاد السوفياتي سابقا، وبعده روسيا الاتحادية، منحا دراسية للطلاب السوريين للدراسة في روسيا. وفي ظل المعارك في المدن السورية، ينزح بعض المواطنين الروس وعائلاتهم إلى مناطق آمنة داخل سوريا، مثل محافظات القامشلي والحسكة والرقة وطرطوس واللاذقية.