مسؤول يمني يشكك في مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة

لندن تستضيف اجتماع «أصدقاء اليمن» في مارس المقبل في ظل تدهور الوضع الإنساني

TT

نفى مسؤول يمني أن يكون لدى الحكومة اليمنية أي معلومات حول مقتل سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أو خلال العملية التي تمت أول من أمس وقتل فيها عنصران من «القاعدة» أحدهما سعودي الجنسية. في حين أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عقد اجتماع لمجموعة أصدقاء اليمن في لندن في شهر مارس (آذار) المقبل.

وقال راجح بادي مستشار رئيس الوزراء اليمني في تصريح أدلى به عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» من صنعاء: «ليس لدينا أي معلومات عن مقتل سعيد الشهر في غارات شنت خلال شهر ديسمبر الماضي أو قبل ذلك التاريخ أو بعده»، وأكد المسؤول اليمني أنه لا يوجد ما يؤكد أن القتيل السعودي الذي قضى في غارة شنت، أول من أمس (الاثنين) على عدد من عناصر القاعدة في منطقة صحراوية شرق صنعاء هو سعيد الشهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له. وأضاف: «قتل أمس (أول من أمس) عنصران من (القاعدة) في اليمن؛ أحدهما سعودي الجنسية في الثلاثينات من العمر، لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه سعيد الشهري». وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن مقتل نائب رئيس تنظيم القاعدة في اليمن سعيد الشهري المطلوب للسلطات الأمنية السعودية واليمنية. وذكرت وسائل إعلامية تفاصيل سربت من محيط عائلة الشهري تقول إنه أ صيب في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر (كانون الثاني) الماضي 2012 ضمن عمليات كانت تقوم بها قوات يمنية وأميركية تستهدف تنظيم القاعدة، مؤكدة أنه قضى مع أحد السعوديين ويمني، حيث أصيب بإصابات بالغة أدت إلى دخوله غيبوبة حتى توفي متأثرا بجروحه ودفن باليمن. وسبق أن أعلن عن مقتل الشهري أكثر من مرة، وكان آخر ظهور صوتي للشهري في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، لينفي أنباء عن مقتله بغارة جوية حينها. وتوضح معلومات «الشرق الأوسط» أن سعيد الشهري يستخدم ما يربو على 9 أسماء وهمية في التحرك، منها أبو سفيان الأزدي ونور الدين أفغاني وأزبك. ويواجه الشهري اتهامات لخصها الأمن السعودي بالتسلل إلى اليمن «والانضمام إلى صفوف تنظيم القاعدة بقيادة المطلوب ناصر الوحيشي وإعلان الشهري كنائب لرئيس التنظيم في اليمن، إضافة إلى تهديده المباشر بتنفيذ أعمال إرهابية وعمليات اغتيال لكبار المسؤولين ورجال الأمن في السعودية».

إلى ذلك، قالت مصادر قبلية في محافظة الجوف اليمنية بشرق البلاد إن عددا من عناصر تنظيم القاعدة المطلوبين لقوا مصرعهم، مساء أمس، في قصف نفذته طائرات أميركية من دون طيار، وذلك في سياق سلسلة الغارات المتواصلة منذ السبت الماضي، التي تُنفّذ على المناطق التي يعتقد أن قيادات وعناصر التنظيم تختبئ فيها.

وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن طائرتين أميركيتين من دون طيار نفذتا غارتين جويتين على منطقة «المهاشمة» في مديرية خب والشعف، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وأفاد شهود عيان بأن سكان المنطقة التي قصفت شوهدوا وهم يقومون بحفر قبور ودفن عدد من الجثث، وتبعد المنطقة التي استهدفت بالقصف بضعة كيلومترات عن الحدود اليمنية - السعودية، وقالت المصادر إن القتلى والجرحى ليسوا جميعا من أبناء المنطقة، وإنما ينتمون لمناطق أخرى.

وفي موضوع آخر، أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس أن لندن ستستضيف في السابع من مارس اجتماعا لـ«أصدقاء اليمن» مخصصا للمساعدة في المرحلة الانتقالية السياسية في هذا البلد. وصرح هيغ في بيان بخصوص الاجتماع الخامس من نوعه الذي يعقد على المستوى الوزاري: «يسرني استقبال أكثر من 35 بلدا ومنظمة في المملكة المتحدة في مارس لعقد الاجتماع المقبل لـ(أصدقاء اليمن)».

ووعدت المجموعة التي تتصدرها بريطانيا والسعودية في لقائها الأخير في نيويورك في سبتمبر (أيلول) 2012 بتقديم 1.5 مليارات دولار إضافية إلى اليمن. بذلك يرتفع المبلغ الممنوح إلى البلاد إلى 7.9 مليارات من أجل دعمها في عملية الانتقال السياسي. وتابع هيغ أن «المجموعة ترغب في رؤية نتائج ملموسة لإجمالي 7.9 مليارات قطعت وعود بتقديمها، وتطورات فعلية على مستوى الانتقال السياسي». وقال إن «اليمن على مفترق طرق؛ فالرئيس (اليمني عبد ربه منصور) هادي يعمل من أجل تنظيم مؤتمر للحوار الوطني بينما الاستعدادات جارية للانتخابات عام 2014، لكن التقدم بطيء». وأضاف: «حان وقت العمل».

وفي السياق ذاته، قدرت وكالات الأمم المتحدة، أمس، احتياجات اليمن من المساعدة الإنسانية بـ716 مليون دولار في 2013، أي بزيادة 12 في المائة عن السنة السابقة، بعد إعادة تقييم حاجات السكان. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال رئيس مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوشا) في اليمن تروند ينسن على هامش مؤتمر صحافي في دبي: «نأمل في جمع هذا المبلغ كاملا حتى نتمكن من تلبية الحاجات وإنقاذ حياة الناس». وأضاف: «ثمة حاجة ملحة في اليمن وحياة الناس في خطر». وتقول وكالات الأمم المتحدة إنها تأمل في أن «تكون الجهات التقليدية المانحة وشركاء اليمن قادرة على جمع كامل هذا المبلغ».

وفي 2012، تم جمع 329 مليون دولار من هذه الحاجات المقدرة بـ585 مليون دولار. وقال ينسن إن «عودة الاستقرار إلى بعض مناطق شمال اليمن وجنوبه أتاحت هذه السنة إعادة تقييم الحاجات». وأضاف: «وجدنا أشخاصا يواجهون نقصا غذائيا أكثر مما كنا نعتقد، ومزيدا من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة غذائية». وأكد ينسن، قائلا: «حصلت تطورات إيجابية في اليمن، لكن الوضع الإنساني لم يتغير». ولا يستفيد 13 مليون يمني من إجمالي 24 مليون يمني من مياه الشرب والمرافق الصحية، بينما يواجه 10.5 ملايين وضعا غذائيا صعبا، كما تفيد إحصاءات الأمم المتحدة.

ويعاني اليمن من تدهور في الوضع الأمني، وعززت «القاعدة» سطوتها في شرق البلاد وجنوبها مستفيدة من ضعف السلطة المركزية في 2011 نتيجة الثورة الشعبية.

وأصبحت منذ ذلك الوقت ضربات الطائرات الأميركية من دون طيار أكثر كثافة على أهداف تخص التنظيم الإسلامي، في حين يزداد الوضع الإنساني سوءا مع تدهور الأوضاع الأمنية.