نواكشوط تدين عملية عين أميناس. وتعتبرها «مذبحة جماعية مفزعة»

عبد الله ولد احميده المشارك الموريتاني في هجوم الجزائر انضم لـ«القاعدة» في سن الـ14

TT

أعربت الحكومة الموريتانية عن استنكارها للعملية الإرهابية التي استهدفت محطة لإنتاج الغاز في عين أميناس (جنوب شرقي الجزائر)، واصفة ما حدث بأنها «مذبحة جماعية مفزعة راح ضحيتها العديد من الضحايا والجرحى من الأشقاء الجزائريين ومواطني بعض البلدان الصديقة».

والتزمت نواكشوط الصمت حتى قدمت السلطات الجزائرية مساء أول من أمس حصيلة الهجوم الذي شنه الجيش على المنشأة من أجل تحرير الرهائن.

ووصفت الحكومة الموريتانية الهجوم على منشأة الغاز بأنها «جريمة نكراء وعمل إرهابي»؛ فيما كانت كتيبة «الموقعون بالدماء» تطلق على العملية اسم «غزوة عبد الرحيم الموريتاني»، استذكارا لأحد عناصر الكتيبة يدعى الطيب ولد سيدي عالي، الملقب بـ«عبد الرحيم الموريتاني»، وتوفي في حادث سير قبل بدء الأحداث في «إقليم أزواد» المالي.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية في بيان صدر عنها أمس إنها «علمت ببالغ الحزن والاستنكار بالجريمة البشعة التي ارتكبتها ثلة بغيضة من الإرهابيين القتلة بعد احتجازهم لرهائن جزائريين وأجانب أبرياء في (عين أميناس) الجزائرية».

وكان الجزائري مختار بلمختار، الملقب بـ«خالد أبو العباس» و«بلعور»، قد أعلن تبني تنظيم «القاعدة الأم» العملية التي استهدفت منشأة الغاز، معتبرا أنها انتقام من «رأس النظام الجزائري» لسماحه للطائرات الفرنسية بعبور أجواء بلاده.

وتتهم موريتانيا بلمختار بالتورط في عمليات قتل واسعة في صفوف الجيش الموريتاني، كان أشهرها عملية لمغيطي (شمال موريتانيا) في يونيو (حزيران) 2005، التي أطلقت عليها الجماعة السلفية للدعوة والقتال آنذاك «بدر موريتانيا»، حيث راح ضحيتها 15 جنديا موريتانيا.

وتعتبر بعض الأوساط الأمنية الموريتانية أن الكثير من الشباب الموريتاني انخرطوا عن طريق «بلعور» في كتيبة «الملثمون»، وفي تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، و«جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا».

وعلى الرغم من إجماع أغلب المراقبين على أن الموريتانيين الذين ينشطون في هذه الجماعات الجهادية، برعوا في الجانب الفقهي والدعوي، حيث كانوا على رأس هيئات الإفتاء والتشريع؛ فإن هنالك موريتانيين رغم صغر سنهم نفذوا عمليات قتالية في غاية الحساسية، ولعل آخرهم عبد الله ولد احميده، الذي شارك في هجوم عين أميناس.

وانضم ولد احميده إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» سنة 2009، وهو في ربيعه الرابع عشر، في إطار حملات انخراط واسعة استهدفت الشباب والأطفال الموريتانيين خلال السنوات الماضية.

وعرف ولد احميده بالتهور والاندفاع خلال تدريبات التنظيم، قبل أن ينشط في صفوف كتيبة «الملثمون» التي يتزعمها بلعور، والتي انشقت مؤخرا عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، لتؤسس فرعا جديدا تمثل في كتيبة «الموقعون بالدماء» التي نفذت هجوم «عين أميناس».

وكان ولد احميده قد قتل في بداية الهجوم الذي نفذه الجيش الجزائري على منشأة الغاز يوم الخميس الماضي، ليكون بذلك أول ضحية موريتاني في عملية سماها منفذوها «غزوة عبد الرحيم الموريتاني»، وترى الحكومة الموريتانية أنها «جريمة نكراء وعمل إرهابي بغيض».