رئيس وزراء ماليزيا في غزة: هذا الصراع هو صراع الأمة

التقى هنية وزار برفقة زوجته منزل قائد القسام الراحل أحمد الجعبري

TT

في زيارة هي الأولى لزعيم دولة إسلامية غير عربية، لقطاع غزة، التقى رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرازق رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية وعددا من وزرائه. وتفقد محمد خلال الزيارة التي استمرت بضع ساعات، المناطق التي تعرضت للقصف خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، وزار برفقة زوجته منزل عائلة أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الذي اغتالته إسرائيل خلال عدوانها الأخير. وافتتح نجيب عددا من المشاريع تمولها ماليزيا في القطاع، سيما في المنطقة الوسطى.

وفي كلمة له أثناء تفقده آثار عمليات القصف برفقة هنية، دعا نجيب قادة دول العالم الحر لزيارة غزة والاطلاع على آثار العدوان الإسرائيلي وتقديم الدعم لها في ظل الحصار والعدوان. واعتبر أن زيارته لغزة تمثل حدثا: «تاريخيا ذا مغزى كبير في تاريخ دعمنا للشعب الفلسطيني، دعمنا الذي لا يعرف الملل ولا الكلل لفلسطين». وأضاف: «جئنا أنا وزوجتي والوفد لنعبر عن اعتقاد شعب ماليزيا بحق فلسطين المشروع في تحقيق العدالة، وقررت إجراء هذه الزيارة لأني اتبعت ما يقوله لي قلبي، وقد قال قلبي: إنني أريد أن أكون مع الشعب الفلسطيني، ليس هناك من طريقة أفضل من طريقة الوجود على أرض غزة لنكون مع الشعب الفلسطيني». واستدرك قائلا: «كان بالإمكان أن نصدر البيانات من ماليزيا ونرسل الوفود، لكنا أصررنا أن نجعل من هذه الزيارة زيارة رمزية لدعمنا لغزة من أرض غزة، التي لن تموت أبدا، آمل أن يقوم مزيد من القادة المسلمين حول العالم بفعل نفس الشيء».

ووجه نجيب حديثه للفلسطينيين قائلا: «هذا الصراع لا يرتبط فقط بالفلسطينيين، بل هو صراع الأمة، أحييكم على صمودكم أمام العدوان الفج، لقد حققتم نصرا أخلاقيا كبيرا وجديرا بالاهتمام، شجاعتكم وتميزكم تدفعنا للوقوف احتراما لكم وتحيتكم على ما أبديتموه من الشجاعة»، مشيرا إلى أنه والوفد «رأى خلال هذه الزيارة بعض معالم الدمار التي أحدثتها آلة الحرب الإسرائيلية في المدارس والمساجد والمنازل والمنشآت، وهذا بالكلية غير مقبول، ويتناقض مع المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، وكلما عرف العالم تفاصيل أكثر عما حدث زادت قوة دعمه للقضية العادلة لفلسطين». وعبر نجيب عن دعمه لجهود المصالحة، قائلا: «أرغب في تهنئتكم جميعا على مشاركتكم في محادثات الوحدة بين حركتي فتح وحماس، هذه الوحدة ستعطي مزيدا من القوة للكفاح إذا كان مبنيا على حكومة وحدة مشتركة».

من ناحيته قال هنية: «هذه الزيارة الأولى لرئيس وزراء غير عربي لدولة إسلامية للقطاع، لذا هي زيارة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وتأتي بعد العدوان على غزة، الذي وقف فيه هذا الشعب بصمود وبمقاومة ورد هذا العدوان وانتصر على هذا الجيش الباغي». وأضاف: «نرى أن هذه الزيارة من دولة رئيس الوزراء الماليزي إنما هي تأكيد على هذا النصر وتعزيز لصمود شعبنا الفلسطيني في غزة وفي كل مكان». وأضاف: «قلت لدولته إن أهل غزة بسطاء لكنهم عظماء، ومن هذه البيوت المتواضعة التي زارها، ومن الأزقة الضيقة التي دخل منها موكبه تخرج القادة العظماء، ومنها سيكبر الصغار ليحرروا القدس والأقصى ونصلي معا».

وأدان هنية زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فجر أمس لحائط البراق، معتبرا إياها: «إمعانا في السياسات الإسرائيلية الهادفة لتهويد الأقصى». وقال «وإننا نعتبر زيارة الوفد الماليزي أبلغ رد على هذه الزيارة المستنكرة». وأردف هنية قائلا: «نتطلع إلى مزيد من هذا الدعم الماليزي في كل المجالات، خاصة أننا نتحدث عن دولة عريقة وذات رسالة حضارية سامية، دولة تشكل نموذج فخر لكل حر في العالم».