كشفت مصادر وزارة الداخلية الروسية عن توقيع اتفاقية حول التعاون الأمني المشترك بين روسيا وإيران قالت إنها الأولى من نوعها تتناول التنسيق المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الجريمة المنظمة. وقالت إن الزيارة الرسمية التي قام بها فلاديمير كولوكولتسيف وزير الداخلية الروسية لطهران بدعوة من نظيره الإيراني مصطفى محمد نجار تعتبر الأولى لوزير داخلية روسيا في تاريخ العلاقات المعاصرة للبلدين. وأضافت المصادر الروسية أن الجانبين تناولا خلال هذه الزيارة بحث مختلف جوانب التعاون الأمني بين البلدين والمواقف المبدئية لكل من روسيا وإيران تجاه مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات. وكان الوزير الروسي طرح خلال مباحثاته في طهران فكرة إنشاء «تحالف قانوني» قال إنه سيسهم في توسيع الشراكة بين البلدين، بينما أعلن عن استعداد موسكو لبحث الوثائق والتشريعات المطلوبة لتقنين عمل هذا التحالف. وأشارت وكالة أنباء «إيتار تاس» إلى أن الوزيرين ناقشا خلال مباحثاتهما في طهران المسائل المتعلقة بسبل الارتقاء بمستوى تنفيذ الاتفاقيات الروسية الإيرانية حول التعاون في مجالات الأمن وحفظ النظام وحماية الحدود. وأضافت أن الوزير الروسي كشف خلال مباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين عن اهتمامه بالتعاون المكثف بين قوات الأمن الروسية والإيرانية في مختلف المجالات، بينما أكد ضرورة المزيد من التعاون المشترك من أجل التصدي لجرائم الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات. وأشارت مصادر الجهاز الصحافي لوزارة الداخلية الروسية إلى أن رئيسي جهازي الشرطة في كل من البلدين وقعا اتفاقية حول التعاون بين شرطة البلدين في مجال تنفيذ مختلف العمليات المشتركة تجاه مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» حول هذه القضية قال رجب صفروف مستشار نائب رئيس مجلس الدوما ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية أن نتائج الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الروسية لطهران تتسق مع توجهات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين انطلاقا من قناعات الكرملين بأهمية دور إيران في مجال الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المتاخمة للحدود الروسية. وقال إن الجانبين الروسي والإيراني حرصا، ومنذ عودة الرئيس فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم في الكرملين، على إعارة الكثير من الاهتمام إلى تنسيق المواقف والسياسات بين البلدين تجاه القضايا الأمنية لا سيما في مجالات التصدي للإرهاب الدولي وتهريب الأسلحة والمخدرات انطلاقا من إدراك موسكو لدور طهران الإقليمي. وأشار صفروف إلى تنشيط الزيارات المتبادلة بين قيادات الأجهزة الأمنية ومنها زيارة كولوكولتسيف لطهران التي تعد الأولى منذ 34 عاما.