وزير الخارجية الأردني: الانتخابات خطوة مهمة على طريق الإصلاح

ناصر جودة يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: أن قمة الرياض العربية الإقتصادية كانت ناجحة

ناصر جودة
TT

قال ناصر جودة، وزير الخارجية الأردني، إن القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الرياض بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نجحت في تحقيق أهدافها، مضيفا أنها أكدت الالتزام العربي بالمواضيع المهمة التي تضمنها جدول الأعمال.

وفي ما يتعلق بنتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أوضح جودة في حوار قصير مع «الشرق الأوسط» أن «ما يهمنا كعرب من نتائج الانتخابات الإسرائيلية هو التزام الحكومة القادمة أيا كان توجهها بحل الدولتين الذي أجمع العالم عليه». وشدد على ضرورة إطلاق مفاوضات مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تعالج جميع قضايا الحل النهائي، داعيا في هذا الصدد الدول العربية إلى بذل جهود واتصالات مع العواصم المؤثرة في العالم.

وعن الأزمة السورية قال جودة، إنها حملت الاقتصاد الأردني المثقل بالأعباء تداعيات إضافية في البنية التحتية في المياه والتعليم والصحة، مؤكدا أن الأردن سيستمر في استقبال الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين ما دامت تحت السيطرة، داعيا دول العالم إلى مزيد من المساعدات الإنسانية لمواجهة هذه الأعداد.

ورأى جودة أن الانتخابات النيابية تمثل خطوة مهمة على طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن.

وفي يلي نص الحوار:

* كيف تقيم نتائج قمة الرياض العربية الاقتصادية؟

- أعتقد أن القمة كانت ناجحة جدا، وهي القمة الثالثة كما تعلم بعد قمتي شرم الشيخ والكويت، والحمد لله صار هناك انتظام بالقمة العربية التنموية الاقتصادية تعالج القضايا الاقتصادية، بينما تعالج القمة العادية القادمة التي ستعقد في مارس (آذار) المقبل القضايا السياسية. ووجود عدد كبير من القادة والزعماء العرب دليل على اهتمام القادة بالمواضيع التي تناولها جدول أعمال القمة التي تم الإعداد لها خاصة في اجتماع وزراء الخارجية وخرج بإعلان الرياض المتضمن قضايا كثيرة منها تحديات الطاقة المتجددة والحديث في مجالات التعاون المختلفة ممثل السوق العربية المشتركة والاتحاد الجمركي العربي وغيرها من القضايا، إضافة إلى الاستثمار في قضايا تعزز العلاقات الاقتصادية وخاصة الاستثمارية، وأعتقد أن القمة كانت ناجحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية.

* متى سيلمس المواطن العربي نتائج هذه القمة؟

- ما دام هناك اهتمام من القادة يترجم إلى برامج تنفيذية تلقى الاهتمام من قبل الحكومات تترجم هذه القرارات والاهتمام من كل المسؤولين في الدول العربية وأنها ستكون ملموسة ولا يستطيع إنسان أن يضع لها إطار زمني وكلها قضايا تم الاتفاق على البدء في تنفيذها.

* كيف تقرأون العملية السياسية في إسرائيل بعد النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات البرلمانية؟

- واضح تماما أن اليمين الإسرائيلي (حسب النتائج الأولية) اجتاز الانتخابات ونجح بفوارق بسيطة مقارنة مع النتائج التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، وأعتقد في نهاية المطاف بصرف النظر عن الشأن الداخلي الإسرائيلي في ما يتعلق بانتخاباتهم، أن علينا أن ننتظر في الفترة المقبلة الائتلافات والمشاورات السياسية التي تحدث داخل إسرائيل. ولكن ما يهمنا في الأمر أن تلتزم حكومة إسرائيل أيا كانت وبصرف النظر عن تشكيلتها السياسية، بمبدأ حل الدولتين الذي أجمع عليه العالم وأن تمتنع وتتوقف عن الإجراءات أحادية الجانب خاصة في ما يتعلق الاستيطان الذي يجمع العالم أيضا على عدم شرعيته.. نريد أن نرى مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في قضايا الحل النهائي، وهذا البرنامج يجب الالتزام به من قبل أي حكومة إسرائيلية.. فهناك كثير من المبادرات التي شاهدناها في الآونة الأخيرة وهناك إدارة أميركية جديدة الآن بعد أن تسلم الرئيس باراك أوباما ولايته الثانية وسيكون هناك وزير خارجية أميركي جديد وهناك اهتمام أوروبي ومن دول المنطقة وتبقى القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في الأردن على رأس الأولوية، وكذلك ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وفقا للقرارات الشرعية الدولية وكل المرجعيات المتفق عليها وخاصة مبادرة السلام العربية.. أنا أعتقد أن على الدول العربية أن تكثف جهودها الآن بالتشاور مع عواصم الدول المؤثرة في أوروبا وفي أميركا وغيرها لينتج عن جهدنا إطلاق لهذه المفاوضات التي تعد مصلحة أردنية عليا.

* بعد الاعتراف الأممي بفلسطين كدولة مراقب.. ما الخطوات الأردنية لإخراج هذا المولود الجديد؟

- نحن في المملكة الأردنية الهاشمية اعترفنا بدولة فلسطين عندما أعلنت قبل عشرين عاما، وسفارة فلسطين موجودة في الأردن منذ ذلك التاريخ، والذي حدث في الجمعية العامة مؤخرا هو اعتراف دولي بصفة جديدة لفلسطين كدولة مراقب غير عضو، وهذا الإنجاز كان تاريخيا للسلطة الوطنية الفلسطينية ولدولة فلسطين ولكن ترجم هذا الموقف الأردني بزيارة تاريخية للملك عبد الله الثاني إلى أراضي الدولة الفلسطينية وكان بالأمس لقاء بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على هامش القمة الاقتصادية العربية الثالثة في الرياض وتم التأكيد من الطرفين على ضرورة أن يترجم هذا الإنجاز التاريخي إلى واقع جديد من خلال المفاوضات التي تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وهذا ما نريده الآن.

* كيف تقرأ تطور الملف السوري في ظل تزايد أعداد اللاجئين في الأردن؟

- لا شك أن نزيف الدماء مستمر والعنف مستمر والقتل مستمر والإضراب مستمر في سوريا، وما أود الإشارة إليه أن هناك ما يزيد على 300 ألف لاجئ سوري على الأراضي الأردنية منذ مارس 2011 ووصل عشرات الآلاف في الأيام الأخيرة.. وهناك 80 ألفا في مخيم الزعتري وما يقارب 230 ألفا في المدن الأردنية.. ونحن مستمرون في توفير هذا الملاذ الآمن للإخوة والأخوات السوريين ولكن في نفس الوقت نحن نذكر أن هذا يشكل عبئا على اقتصاد الأردن الذي يواجه تحديات أصلا خاصة في قطاعات حيوية مثل المياه والتعليم والصحة. وقد ناشدنا العالم ووجهنا نداء لدول العالم لذلك أن يبذلوا كل ما يستطيعون من جهد في مجال الإغاثة الإنسانية.. علما بأن هناك مساعدات إنسانية تأتي من دول صديقة ودول عربية شقيقة ولكنها ما زالت غير كافية في ظل الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين.

* هل باستطاعة الأردن أن يتحمل استقبال 5 آلاف لاجئ سوري يوميا؟

- هناك لجنة توجيهية عليا وهناك إدارة للمخيمات وقنوات يتم من خلالها النظر في هذا الأمر وتأثيره على الأردن وتمكين الأجهزة المعنية من استقبال هذه الأعداد ولا شك أن هناك دورا عظيما للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في استقبال وتوفير العناية الطبية لهم خاصة أن البعض يدخل وهم جرحى ومصابون، إضافة إلى عمليات نقلهم وتسجيلهم وهذه جهود عظيمة تقوم بها القوات المسلحة الأردنية وكذلك الهيئات المشرفة على إدارة مخيمات اللاجئين بالتعاون مع الهيئات الدولية.. وقال إن البنية التحتية وعقولنا البشرية وأجهزتنا الفاعلة تقوم على أكمل وجه ولكن لا شك أن العبء يتزايد.

* ما الخطوة القادمة أمام الأردن وهل سيقوم بعمل مناطق عازلة؟

- هذه أسئلة افتراضية ونحن الآن نتعامل مع الأعداد التي تصل من اللاجئين السوريين إلى الأردن ولغاية الآن مسيطر عليها من خلال نقلهم إلى المخيمات وتوفير الإيواء اللازم لهم.

* هل المساعدات التي تصل إلى الأردن كافية لمواجهة تلك التدفقات المتزايدة؟

- هناك مساعدات تأتي من الدول الصديقة والدول العربية الشقيقة ومن دول الخليج ولكن المطلوب مساعدات أكثر لمواجهة الأعداد المتزايدة التي تصل إلى الأردن.

* هل العلاقات الأردنية - العراقية تتأثر بما يجري داخل العراق؟

- إغلاق الحدود من الجانب العراقي كان لأسباب وظروف متعلقة بداخل العراق وهذا الأمر ليس لها علاقة بالأمور السياسية والاقتصادية مع الأردن وكانت هناك اتصالات أدت إلى فتح الحدود.

* في الشأن الداخلي كيف تقرأ عدم إقبال سكان المدن على التصويت في الانتخابات النيابية؟

- عادة السلوك الانتخابي في القرى والأرياف والبادية يكون فيه إقبال وعزوف في المساء والعكس في المدن وهذا ما نشاهده والحمد لله نسب المشاركة في الظهيرة بدأت تزداد وندعو الناخبين إلى الإقبال على الصناديق خاصة أن هذه الانتخابات محطة رئيسية أخرى ويقودها الملك عبد الله الثاني بعد أن شاهدنا في الشهور الماضية التعديلات الدستورية وإنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب التي تشرف وتدير عملية الانتخابات، وهذا اليوم تكتمل فيه السلطات الدستورية والتنفيذية والقضائية وهناك عملية إحياء للسلطة التشريعية في انتخاب مجلس النواب الذي يقوم بدوره في مسيرة الإصلاح التي يقودها الملك عبد الله الثاني وأعتقد أنه يوم تاريخي وإدارة جديدة لعملية الانتخاب ونموذج نسطره لعملية الحوار السياسي والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال الحوار والمشاركة.

* هل تعتقد أن يبقى الحراك في الشارع؟

- أي حراك يثري المسيرة مرحب به، ولكن نأمل من خلال انتخاب مجلس النواب أن يتم التغيير من الداخل.