650 ألف هارب من الأزمة.. وبوتين يقترح استضافة مؤتمر حول اللاجئين

انطباعات مسؤول دولي زار سوريا: تتعرض لتدمير ممنهج على أيدي شعبها

TT

أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 650 ألف هارب من الأزمة السورية يتلقون المساعدات في البلدان المجاورة لسوريا، في حين خرج مسؤول أممي زار سوريا لعدة أيام بانطباع مفاده أن «سوريا تتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبها». وأكد أن «لا حل إنسانيا لتلك المشكلة حتى لو بذلت المنظمة الدولية كل جهدها».

وأوضحت مسؤولة الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس، أمس، في كلمة في منتدى دافوس الاقتصادي، أن الوضع الإنساني في سوريا «كارثي ويتدهور بشكل واضح»، وأن «الشتاء القارس يزيد من الأوضاع السيئة.. لأكثر من 650 ألف شخص غادروا البلاد». وأضافت: «آمل ألا يكون قد بقي أي شك عند زعمائنا السياسيين بشأن حجم المأساة الإنسانية التي تتكشف في سوريا».

وبدوره، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده تؤوي نحو 160 ألف لاجئ في 16 مخيما، معلنا أن حكومته تقوم ببناء مخيم جديد لإيواء اللاجئين الذين يتدفقون باستمرار فرارا من النزاع في سوريا. وأضاف: «سنواصل اتباع سياسة الأبواب المفتوحة، ولن نغلق حدودنا أبدا»، إلا أنه أقر بأن «تدفق اللاجئين يثير قلقنا بحق».

وتابع أنه يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراء بشأن جرائم الحرب والأزمة الإنسانية في سوريا، مع ضمان وصول المساعدة الإنسانية بشكل أفضل إلى المناطق المتضررة. وقال إنه يتوجب بحث مسألة فرض مناطق حظر جوي أو استراتيجيات أخرى وإلا فإن صمت مجلس الأمن في الصمت سيعني استمرار منح ضوء أخضر للنظام السوري لمواصلة ارتكاب جرائم حرب.

وعلى صعيد ذي صلة، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، تنظيم مؤتمر دولي في روسيا حول اللاجئين السوريين، دون الإشارة إلى موعد محدد، وذلك لدى استقباله الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وقال: «نحن مستعدون لتنظيم هذا اللقاء إذا وافقت الدول المعنية على ذلك»، كما وعد بتقديم المساعدة المالية للبنان «من خلال الكثير من القنوات المختلفة، عبر التمويل المباشر أو المساعدة المرتبطة بدعم اللاجئين» لدعمه في إيواء اللاجئين السوريين على أراضيه، بحسب وكالات الأنباء الروسية.

وتأتي تلك الإشارات المتزايدة على سوء أوضاع اللاجئين بالتزامن مع إعلان جون جينغ، مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه لا يوجد «حل إنساني» في النزاع الدائر في هذا البلد، حتى وإن كانت المنظمة الدولية ستبذل كل ما بوسعها لتقديم العون من هم بحاجة للمساعدة.

وقال جينغ أول من أمس في بيروت، إثر زيارة لمدة أربعة أيام إلى سوريا، إن «مصير الشعب السوري مزر.. ولكن هذا بالتحديد ما يمكنه أن ينتظركم بعد عامين من نزاع قاس. لقد قضى الكثير من الناس وجرح الكثير وزهقت أرواح الكثيرين»، مشيرا إلى أن «الأمر يتعلق بمشكلة سياسية.. لا يوجد حل إنساني للنزاع»، وأنه «يتوجب على المنظمات الإنسانية القيام بكل ما يمكنها القيام به لمساعدة الناس للبقاء على قيد الحياة.. لكن نداءنا الأول هو إلى القادة السياسيين في الخارج».

وأوضح جينغ أن البعثة «زارت أحد خطوط الجبهات.. اضطررنا إلى التفاوض مع الحكومة وقادة المعارضة، والخبر السار هو أن الطرفين التزما بنقل المساعدة الإنسانية كلما تطلب الأمر ذلك». لكنه أكد رغم ذلك أنه «لم أكن أتصور حتى دخلت البلد وتجولت فيه مقدار ما لحق من دمار بالبنية التحتية الحيوية اللازمة لحياة المجتمع»، مضيفا: «إنه بلد يتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبه».

وفي غضون ذلك، تشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إلى أن الفلسطينيين الذين غادروا سوريا ولجأوا إلى لبنان، ويقدر عددهم بنحو 20 ألف شخص، يعانون ظروفا مأساوية، في حين تواصل تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، حيث وصل إليها أكثر من ستة آلاف شخص خلال 24 ساعة أول من أمس، ليصل عدد اللاجئين خلال الأسبوع الأخير إلى أكثر من 20 ألف شخص.