تركيا: أول اعتداء على جنود من فريق «الباتريوت» الألماني

الخارجية تنفي أي علاقة مع «الأزمة السورية».. و«الناتو» يقلل من أهميته

TT

تعرض جنود ألمان يشاركون في تشغيل بطاريات صواريخ «الباتريوت» التي بدأ حلف شمال الأطلسي نشرها في تركيا، إلى اعتداء يرجح أن يكون نفذه قوميون أتراك يعارضون الوجود الأجنبي في بلادهم، فيما نفى الناطق بلسان الخارجية التركية سلجوق أونال أن يكون الأمر مرتبطا بالملف السوري.

وهاجم نحو 40 شخصا جنودا ألمانا خلال وجودهم في إحدى الأسواق المحلية في مدينة الإسكندرونة التي تسكنها غالبية من أصول عربية، لكن أونال أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحادثة كانت في «إطار الاحتجاجات العامة» التي يقوم بها معارضون قوميون.

وأعلن الجيش الألماني أول من أمس الثلاثاء أن نحو 40 شخصا تحرشوا بالجنود الذين كانوا يرتدون زيا مدنيا خلال مغادرتهم أحد المحال التجارية. وقال بيان للجيش إنه «تم وضع كيس بداخله مسحوق أبيض على رأس أحد الجنود، وتمكن الآخرون من الفرار داخل المحلات الموجودة بالمنطقة».

وبينما تدخلت الشرطة التركية مباشرة للحيلولة دون مزيد من التصعيد، لم يسفر الاعتداء عن إصابات بين الجنود الألمان.

وذكرت تقارير إعلامية تركية أمس أن المتظاهرين الذين ينتمون إلى منظمة «تي جي بي» التابعة لحزب العمل اليساري القومي، كانوا هاجموا خلال الأعوام الماضية جنودا أجانب وسائحين عدة مرات. وكان متظاهرون أتراك تجمعوا في أنقرة أمام السفارة الألمانية وفي الإسكندرونة؛ احتجاجا على نشر الصواريخ. وردد المتظاهرون عبارات معادية لحلف الأطلسي ومهمته في تركيا.

وأرسلت هولندا الصواريخ في إطار عملية لحلف شمال الأطلسي لتعزيز دفاعات تركيا في مواجهة الهجمات الجوية من سوريا. ووصل أكثر من 130 حاوية إلى تركيا على متن السفينة «لويس راس». وترسل كل من هولندا وألمانيا والولايات المتحدة بطاريتي صواريخ «باتريوت» وما يصل إلى 400 جندي إلى تركيا بعد أن طلبت أنقرة مساعدة الحلف. ومن المنتظر أن تكون بطاريات الصواريخ جاهزة للعمل بكامل طاقتها مطلع فبراير (شباط) المقبل.

وجدد أمس حلف «الناتو» التأكيد على الدور الدفاعي البحت لمهمة نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» التي تجرى حاليا على الحدود بين تركيا وسوريا. وأكد الحلف أيضا أن أي احتجاجات ضد نشر البطاريات لن تعيق المهمة الأطلسية؛ من منطلق أن تركيا بلد ديمقراطي وللجميع الحق في التعبير عن رأيه، مع الإشارة إلى أن عددا قليلا هو الذي شارك في الاحتجاجات التي جرت في إحدى المناطق التركية خلال الساعات القليلة الماضية بالتزامن مع نشر البطاريات، وفي مؤتمر صحافي شاركت فيه المتحدثة باسم الناتو لوانا انجيسيكو والجنرال جاري دياكين رئيس مركز العمليات الاستراتيجية، أكد الأخير على أن عمل بطاريات الصواريخ والجنود المرافقين لها سيكون من داخل الأراضي التركية. ورفض الجنرال دياكين إعطاء أي أرقام تتعلق بالوجود العسكري على الحدود، مشيرا إلى أن الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا تمتد إلى مسافة 900 كم مربع، ويعيش بالمناطق الحدودية ما يقرب من 5 ملايين شخص في الجانب التركي، وأن الهدف معروف لتلك المهمة، وهو دفاعي في المقام الأول، حيث سيتم توفير الحماية والدعم للمواطنين والسلطات في تركيا. وقال: «إن عملية نشر البطاريات بدأته الولايات المتحدة الأميركية، ثم أعقب ذلك وصول البطاريات الهولندية والألمانية وبدأت بالفعل عملية نشر البطاريات في الأماكن المحددة وحسب المخطط، وفي إطار تنسيق مع السلطات التركية ومن خلال شبكة مراقبة وتبادل معلومات لتسهيل وتنسيق العمل المشترك.