قائد الحرس الثوري الإيراني يؤكد أنهم ركيزة أمن الطاقة في الخليج ونفوذهم يمتد لما وراء البحار

البنتاغون يراقب الوضع في إيران باستراتيجية تضمن مواجهة التحديات

TT

أكد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، دور ومكانة الحرس في الخليج، وقال إن الحرس الثوري يعتبر الركيزة لتوفير الأمن لحركة الطاقة في الخليج وفقا لوكالة فارس الإيرانية.

وجاء ذلك خلال تفقد القائد العام للحرس الثوري أمس الأربعاء، مستوى الجهوزية القتالية والمعنوية للوحدات الصاروخية والسفن الحربية للقوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز جنوب البلاد.

وأكد اللواء جعفري القيمة والأهمية الجيوسياسية للخليج الفارسي في السياسة والطاقة والاقتصاد العالمي، والقدرات الدفاعية للحرس الثوري في هذه المنطقة، وأضاف أن هذه القدرات الدفاعية الهائلة تمكنت في إطار توفير الأمن القومي والاستراتيجية الدفاعية للبلاد، من توسيع نطاق نفوذ عملياتها إلى ما وراء البحار الحرة.. وأشار اللواء جعفري إلى أن القوة البحرية للحرس الثوري تعتبر الركن الدفاعي للبلاد في الخليج ومضيق هرمز، وقال: «إن الحرس الثوري بقدراته البحرية في الخليج الفارسي يتابع مسؤولياته في صون الثورة الإسلامية».

واعتبر القائد العام للحرس الثوري أن القدرات الدفاعية الإيرانية في البحر تعمل دوما على تعزيز القيم المعنوية في الحرس الثوري.

وأتى ذلك في توقيت متزامن مع نشر تقرير للمحلل الأميركي مايكل روبين بمعهد أميركان إنتربرايز حذر فيه من التطور السريع في قدرات القوات البحرية الإيرانية وحرس الثورة الإسلامية.

وقال روبين إن أنظار العالم تتركز على البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، في حين أن طهران تركز على تطوير القوات البحرية للجيش وحرس الثورة، مدعما تقريره بالكثير من المواقع والتصريحات للقادة إيرانيين. ويقول التقرير إنه في الخامس والعشرين من شهر يوليو (تموز) عام 2011م أعرب قائد الثورة الإسلامية عن دعمه للقوات البحرية للجيش وحرس الثورة، وأكد بالقول: «القوات البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوات حرس الثورة البحرية هما رمز لاقتدار الشعب الإيراني على دفاعه عن مصالح البلد في الخليج الفارسي وبحر عمان». كما أعلن قائد القوة البحرية للجيش الأدميرال حبيب الله سياري أن إيران تنوي إرسال قواتها البحرية إلى المحيط الأطلسي، فيما أكد «منصور مقصود لو» مساعد شؤون الأبحاث والاكتفاء الذاتي في القوات البحرية، أن إيران تهدف إلى صناعة حاملات طائرات، ومن بعده صرح عباس زميني المساعد التقني للقوات البحرية، بأن طهران تنوي صناعة غواصة نووية. وبالطبع فإن صناعة هذا النوع من الغواصات يتطلب تخصيب اليورانيوم بنسبة 97 في المائة.

ويضيف روبين في تقريره: «في خضم هذه التصريحات فإن القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش ولحرس الثورة قد شهدت تطورا ملحوظا، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979م قامت السفن البحرية الإيرانية في الأشهر الماضية بعبور قناة السويس لأول مرة، وكذلك فإن القوات البحرية الإيرانية تتصدى للقراصنة خارج منطقة القرن الأفريقي. وخلال الشهرين الماضيين رست بارجتان حربيتان إيرانيتان في ميناء بالسودان، حيث يرى البعض أن طهران تسعى لتأسيس مقر دائم في سواحل البحر الأحمر. وخلال الأسابيع الماضية أزاحت القوات البحرية الستار عن عوامة مطورة وطوربيد جديد له القدرة على إطلاق صاروخ (سينا 7)، وبث التلفزيون الإيراني خبرا عن تدشين غواصتين جديدتين».

ولو كان من المقرر أن يقتصر نشاط قوات حرس الثورة على المياه الداخلية، فإن القوات البحرية التابعة لها وللجيش ستضطر لأن تغطي الشريط الساحلي البالغ 1500كم - بما في ذلك سواحل بحر خزر - باعتباره الخط الأمامي لها، بينما حزم القوات البحرية الإيرانية يشير إلى تأسيس جيل جديد.

ففي الوقت الذي اعتاد فيه الجيش الأميركي التعامل مع القوات البحرية الإيرانية داخل مياه الخليج التي هي أقل عمقا وأضيق مساحة من المحيط، فإن إيران تسعى للسير قدما في بحر عمان وشمال المحيط الهندي. وطلبات طهران بضرورة خروج القوات البحرية الأجنبية من الخليج سوف تتزايد مستقبلا.

وبالطبع فإن تطوير مقرات القوات البحرية في سواحل بحر عمان هو علامة على سعي إيران لإغلاق مضيق هرمز عند اقتضاء الحاجة. والبيان الصادر عن سياري حول عدم شرعية استقرار القوات البحرية الدولية في شمال المحيط الهندي يشير إلى أن تطوير قدرات إيران يزيد من طلبات إيران التقليدية في ضرورة خروج القوات البحرية الأجنبية من الخليج، وأن الأهداف الإيرانية قد تؤدي إلى انتهاء عهد الملاحة الآمنة في شمال المحيط الهندي سريعا.

من جانبها قللت وزارة الدفاع الأميركية من التصريحات والتقارير التي تشير إلى تطور في القدرات العسكرية الإيرانية البحرية وقوة الحرس الثوري الإيراني، وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الدفاع الأميركية تراقب عن كثب الإمكانات العسكرية الإيرانية والتدريبات التي تقوم بها، كما تراقب كافة التحركات عند مضيق هرمز، وقال: «الشيء الذي نقوم به الآن هو تشديد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على القادة الإيرانيين لكي يقوموا بالشيء الصحيح، والتأكد من أنهم لا يمضون قدما في تطوير سلاح نووي، ولدينا كافة الاستراتيجيات لحماية أمن المنطقة ومواجهة أي تحديات».