قيادي في حزب مرسي: الظروف غير مناسبة لاستضافة محادثات إيران النووية في مصر

مسؤولون غربيون يؤكدون أنه لم يتم الاتفاق بشأن المكان

TT

نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، أمس، عن وزير الخارجية الإيراني قوله إن طهران اقترحت أن تجري الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع القوى العالمية في العاصمة المصرية القاهرة، لكن دون أن يحدد موعدا للاجتماع، الذي يهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع الغرب.

ونقلت الوكالة عن علي أكبر صالحي قوله: «عندما كنت في مصر... كان هناك اقتراح بعقد الاجتماع المقبل في القاهرة... رحب بهذا الأمر أصدقاؤنا الأعزاء في مصر، وستتشاور مصر مع مجموعة الـ(خمسة زائد واحد) لاستضافة هذا الاجتماع». وكان دبلوماسيون غربيون ووسائل إعلام إيرانية، ذكروا أن المحادثات قد تعقد الأسبوع المقبل، لكن لم يتم الاتفاق بشأن المكان، حسب «رويترز».

ومن جانبه، أكد مصدر دبلوماسي غربي مطلع، ردا على سؤال من «الشرق الأوسط» إن كان الاقتراح الإيراني بعقد جلسة المفاوضات المتوقعة في القاهرة مقبولا من جانب المجموعة الدولية؟، أن بلاده لم تتسلم أي إشارة رسمية بموقع أو موعد المفاوضات، وأن كل ما وصل لعلمهم هو تصريح صحافي منسوب لوزير الخارجية الإيراني، مسترسلا أنه لا يتوقع اعتراض أي من الأطراف على العاصمة المصرية من ناحية سياسية طالما تيسرت الاحتياجات اللوجيستية اللازمة لعقد الجلسات، مشيرا إلى أن إيران سبق أن اقترحت من قبل مدينتي إسطنبول وموسكو، مشددا على أن الأهم حاليا هو تحديد الموقع والموعد والالتزام بهما.

من جهته، قال قيادي في حزب الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، إن الظروف غير مناسبة لاستضافة محادثات إيران النووية، وإن عودة العلاقة معها مرهونة بشروط. وأضاف الدكتور سعد عمارة، وكيل لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري، وهو نائب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن هناك إشكاليات عميقة في العلاقة مع إيران، وإن مصر مشغولة بما هو أهم من استضافة المحادثات النووية بين طهران والعالم. وأوضح الدكتور عمارة قائلا إن «مصر مشغولة في الوقت الحالي بأمور وقضايا أهم وأكبر كثيرا من موضوع استضافة المحادثات النووية».

وتحدثت وكالات أنباء ومواقع إيرانية، أمس، عن أن زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لمصر ليست لمجرد حضور القمة الإسلامية (المقرر لها يوم السابع من الشهر المقبل)، ولكن لإذابة الجليد في العلاقة بين الجانبين، قد تصل إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية خلال الزيارة. لكن عمارة علق قائلا: «هناك إشكاليات عميقة في العلاقة مع إيران». وأضاف ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت مصر مستعدة لعودة العلاقات مع إيران أو أن هناك ملامح لهذا التوجه مع زيارة نجاد، بقوله إن «هناك إشكاليات عميقة في العلاقات.. وربما الأزمة السورية أحد ملامحها الأساسية وإصرار إيران على دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل كبير».

وتابع الدكتور عمارة قائلا: «أعتقد أن موضوع سوريا من أكبر المعوقات أمام عودة العلاقات مع إيران أو الانفراجة في هذه العلاقات المقطوعة منذ عام 1979».

وعن تفسيره لكثرة الحديث من الجانب الإيراني عن قرب عودة العلاقات مع مصر، قال: «أتصور أن إيران ربما هي مدركة أن الرهان على النظام السوري على المدى المتوسط والبعيد قد يكون رهانا خاسرا، وهي تحاول منذ فترة طويلة أن تكون علاقاتها بمصر علاقة قوية، خاصة أن مصر دولة محورية في المنطقة».

وتابع عمارة موضحا: «أتصور أن إيران بسقوط النظام السوري ستكون خسارتها ضخمة جدا في المنطقة، وربما هي تحاول أن يكون لها قدم في المنطقة وفي الخريطة السياسية للمنطقة بعد زوال النظام السوري، ولذلك تحتاج إلى مصر».

وكانت وكالة «فارس» الإيرانية بثت تقريرا أمس قالت فيه إنه بعد 33 عاما من قطع العلاقات بين البلدين يتوجه نجاد الشهر المقبل إلى القاهرة، «مما يمكن أن يذوب الجليد المتراكم على العلاقات الإيرانية - المصرية». ونقلت عن المحلل السياسي الإيراني، مهدي بورصفا، توقعه أن «يتصدر خبر عودة العلاقات الرسمية بين البلدين أخبار وكالات الأنباء قريبا».