الملتقى الرابع للأمن بأفريقيا يبحث في مراكش أزمة الساحل والصحراء

يشارك فيه مسؤولون عسكريون وخبراء في القضايا الأمنية من 64 دولة

TT

يبحث منتدى الأمن في أفريقيا في مراكش تطورات الوضع في مالي والأزمات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، وتداعياتها على الاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي.

ويشارك في الدورة الرابعة للمنتدى، الذي تنظمه «الفيدرالية الأفريقية للدراسات الاستراتيجية» غدا في مراكش، على امتداد يومين، نحو مائتي شخصية بينهم قيادات عسكرية وأمنية وخبراء دوليون من 64 دولة، من أفريقيا وأوروبا وأميركا وآسيا.

وقال محمد بن حمو، رئيس الفيدرالية الأفريقية للدراسات الاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنتدى سيحاول تحليل الوضعية المعقدة في منطقة الساحل، والبحث عن حلول لأزماتها المتعددة والمتشعبة. وأضاف بن حمو «لا يمكن اختزال إشكاليات الساحل في أزمة واحدة، فالمنطقة تعرف أزمات متعددة ومتداخلة، بعضها قديم ومزمن، كالصراعات الترابية الموروثة عن حقبة الحرب الباردة، وصعوبات بناء الثقة بين دول المنطقة، إضافة إلى إشكاليات الدول الفاشلة في المنطقة، والتي تعتبر من أفقر دول العالم، والمشاكل الناتجة عن عدم قدرة هذه الدول على بسط سيطرتها ومراقبتها لكامل ترابها الوطني بسبب شساعتها وصعوبتها وضعف كثافة سكانها، وما نتج عن ذلك من تحول مناطق مهمة منها إلى ملاجئ للجماعات المتطرفة الهاربة من الجزائر والتي تناسلت وفرخت الكثير من التنظيمات المسلحة كتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بسبب الصراعات والانقسامات التي تعرفها، وصولا إلى ظهور مجموعات أخرى كأنصار الدين، والملثمون، والتوحيد والجهاد».

وأضاف أن المنطقة أصبحت ملجأ للعصابات الإجرامية الدولية ومعبرا للمخدرات القادمة من أميركا الجنوبية، مشيرا إلى أن منطقة الساحل يعبرها نحو 150 طنا من الكوكايين سنويا، وتزود 32% من الاستهلاك الأوروبي لهذه المخدرات، دون إغفال شبكات الهجرة السرية والاتجار في البشر.

غير أن بن حمو يرى أن حل مشاكل وأزمات منطقة الساحل لا يمكن أن يكون عسكريا صرفا. وقال: «هذا جانب من الأمور التي سينكب عليها المشاركون في المنتدى خلال دورته الرابعة. فنحن أمام وضع شديد التعقيد والتداخل. ويتطلب التعامل بحذر وحرص كبيرين، وبحث حلول تأخذ كافة جوانب الأزمات والإشكاليات التي تعرفها المنطقة بعين الاعتبار، خاصة الإشكاليات المتعلقة بالتحديات التي يطرحها النمو الديموغرافي المتسارع لسكان المنطقة في بيئة قاحلة وهشة وشديدة الحساسية للتغيرات المناخية، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من كوارث بشرية ومن حركات هجرة جماعية».

وبالموازاة مع الحلول العسكرية، يضيف بن حمو: «يجب وضع خطط للتنمية الاجتماعية والبشرية. كما لا يجب أن نغفل تفاعلات منطقة الساحل مع منطقة شمال أفريقيا، والأحداث والتحولات التي عرفتها بلدان المغرب العربي، خاصة تونس وليبيا، خلال العامين الأخيرين، والتي نتجت عنها تحديات سياسية وأمنية جديدة سواء بالنسبة لدول المنطقة أو بالنسبة للسلم والاستقرار العالمي».

وحول أزمة مالي، قال بن حمو إنها أصبحت تشكل عين الإعصار بالنسبة للمنطقة، وإنها أتت بعد سلسلة من الأزمات التي عرفتها البلاد. غير أنه أشار إلى أن «الموقف الدولي من هذه الأزمة لا يزال يلفه الغموض والتضارب بسب تداخل أزمة مالي مع الصراعات الدولية حول مناطق النفوذ، والأدوار التي تلعبها بعض الدول التي تعتبر نفسها وصية على دول المنطقة. لذلك نتخوف من أن تتحول مالي إلى مستنقع، وأن يتم تفتيتها إلى مجموعة من المناطق الخارجة على القانون».

وعلق بن حمو على التدخل العسكري الفرنسي بأنه لم يكن متوقعا. وقال «نحن أمام حرب تدور بشكل مقلق، لا صور ولا بيانات ولا أخبار. والغموض هو سيد الموقف».