مصر: قلق جيران «التحرير» من مظاهرات الجمعة يدفعهم لبناء جدران أمام منازلهم

استنسخوا تجربة الأمن في غلق الشوارع

TT

بينما استعدت قوى سياسية مختلفة لمظاهرات دعت لها في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير (كانون الثاني)2011، بإعلان خريطة للتحرك وأماكن للتجمع، يترقب مواطنون مصريون بحذر هذه الدعوات خشية تحول المظاهرات إلى أعمال عنف أو اشتباكات، لا سيما سكان المناطق المجاورة للأماكن الرئيسية لتجمع المظاهرات، مثل ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة (شمال القاهرة). وخلال اليومين الماضيين بدأ جيران «التحرير»، أشهر ميادين العاصمة، في بناء جدران أمام منازلهم خشية وقوع فوضى مثل تلك التي ضربت البلاد أيام الثورة على نظام الرئيس السابق حسني مبارك مطلع عام 2011.

وشهدت الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية الرئاسي اشتباكات بين مؤيدين للرئيس محمد مرسي ومعارضين له في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص وإصابة المئات، على خلفية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، وأعلن فيه تحصين قراراته من الطعن عليها أمام أي جهة، كما تشهد الشوارع المحيطة بميدان التحرير من وقت لآخر اشتباكات بين المعتصمين في الميدان ومجهولين.

ويقول شادي عبد الهادي، عامل في محل ملابس بشارع طلعت حرب، المتفرع من ميدان التحرير «صاحب العمل قرر إغلاق المحل يوم 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، نظرا للمظاهرات المتوقعة في هذا اليوم». ويضيف «بدأنا منذ أمس (الأربعاء) في إخلاء المحل من معظم الملابس التي نبيعها، ونقلها إلى المخازن خشية حدوث أعمال سلب أو نهب مثلما حدث وقت الثورة»، موضحا أن صاحب المحل أبلغ العاملين لديه بأن عودة العمل مرهونة بتوقف المظاهرات.

من جانبه، يقول حاتم الجيزاوي (45 عاما)، الذي يقطن في شارع الميرغني الذي يقع به قصر الاتحادية «اشتريت كميات كبيرة من الطعام والشراب تكفي أسرتي لفترة طويلة، تحسبا لحدوث أي شيء يمنع الخروج من المنزل». ويضيف «عانينا كثيرا خلال الأحداث التي وقعت الشهر الماضي، وأمضيت وأسرتي نحو 10 أيام بعيدا عن منزلنا بعدما انتقلنا للإقامة في منزل والدي، بسبب الإطلاق المتواصل لقنابل الغاز والرصاص من كل الأطراف».

أما إبراهيم عواد (35 عاما) الذي جلس أمام منزله يدخن سيجارته محلية الصنع، وهو يتابع عمال بناء وهم يقيمون حائطا أمام منزله في حي عابدين بوسط القاهرة المجاور لميدان التحرير، فقال «عشنا أيام رعب وقت الثورة قبل عامين، وكنا نبيت طوال الليل في الشارع أمام منزلنا لحمايته من هجمات البلطجية الذين كانوا يعيثون فسادا في البلاد يومها». وأضاف «فكرنا هذا العام في بناء حائط تتوسطه بوابة ضخمة لإغلاق الممر الذي يقع به مدخل منزلنا، وسنغلقه بسلسلة حديدية ضخمة حتى نتجنب الوقوف في الشارع طوال الليل إذا حدثت أعمال عنف أو انفلات أمني من جديد».

ويبدو أن فكرة بناء حوائط أمام المنازل قد انتقلت من الأهالي إلى مسؤولي الأماكن الحكومية بل والسفارات أيضا، حيث أقدم المسؤولون في مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي بمنطقة ماسبيرو المجاورة لميدان التحرير على بناء حائط أمام المبنى لحمايته قبل أيام من الذكرى الثانية للثورة.

وقال محسن الشهاوي، رئيس قطاع الأمن بوزارة الإعلام، إن الوزارة حصلت على موافقة وزارة الدفاع على بناء سور حديدي على قاعدة إسمنتية أمام مبنى التلفزيون، بهدف تأمينه والحفاظ على مظهره الحضاري في الوقت نفسه، موضحا أن السور سيقام على واجهة المبنى كله، المطلة على طريق الكورنيش، بطول 4 أمتار بجوار السلك الشائك، مشيرا إلى أن السور لن يكون عازلا، بل سيتم تصميم فتحات به للدخول والخروج منها بشكل منظم.

كما قامت أجهزة الأمنية بتعلية الحاجز الخرساني في ميدان سيمون بوليفار بحي جاردن سيتي المجاور لميدان التحرير والمؤدي إلى السفارة الأميركية بالقاهرة، كما يمكن ملاحظة زيادة أعداد قوات الأمن المركزي المتمركزة قرب السفارة تحسبا لأي محاولة لاقتحامها مثل تلك التي حدثت في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.