بعد إرسال مساعداتها إلى النازحين في لبنان.. إيران في «مؤتمر المانحين الدولي»

المعارضة تعتبر حضورها مؤتمر الكويت تواجدا للنظام السوري فيه

TT

في وقت يتم العمل فيه على التحضير لـ«مؤتمر المانحين الدولي حول سوريا» المزمع عقده في الكويت نهاية الشهر الحالي، بدعوة من الأمم المتحدة، حيث من المرجح أن تكون إيران حاضرة فيه بعد تلقيها دعوة للمشاركة، في غياب كل من النظام السوري والمعارضة، وصلت الدفعة الأولى من المساعدات الإيرانية إلى النازحين السوريين في لبنان، وهي عبارة عن عشرة آلاف حصة من المواد الغذائية والأغطية من إجمالي 30 ألف حصة سترسلها طهران للاجئين. وقد أكّدت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أنّه كان هناك توجّه لتقديم الدعوة إلى النظام السوري الذي لا يزال بالنسبة إلى الأمم المتحدة ممثلا رسميا، لحضور مؤتمر الكويت، لكن هذا الأمر لاقى اعتراض بعض الدول، فتم التوصّل إلى حل يقضي بعدم دعوة الطرفين.

وفي حين لم تعوّل المعارضة على نتائج هذا المؤتمر لا سيما إذا استمرت الأمم المتحدة بانحيازها إلى جانب النظام ضدّ الشعب على غرار ما فعلت في المساعدات السابقة التي قدمتها إلى منظمات إنسانية حدّدتها السلطات السورية، فقد ذكرت المعلومات أنّ المؤتمر سيعقد بحضور نحو 60 دولة إضافة إلى 20 منظمة دولية، ومن المتوقع أن تصل قيمة المساعدات إلى مليار ونصف المليار دولار أميركي، سيتم تسليمها إلى الأمم المتحدة التي ستسلمها بدورها إلى المعنيين، بحسب ما أعلنت وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس.

وفي حين أشارت معلومات صحافية إلى أنّ دولة الكويت هي التي قدّمت الدعوة إلى إيران، لفت أديب الشيشكلي، المنسق الإنساني في وحدة الدعم وممثل الائتلاف في مجلس التعاون الخليجي، لـ«الشرق الأوسط» أنّه لغاية الآن لم تتلق المعارضة الدعوة لحضور المؤتمر وقد تم التواصل مع دولة الكويت بهذا الشأن فكان تأكيد أنّ الأمم المتحدة وتحديدا مكتب الأمين العام، هو الذي تولى تقديم الدعوات.

من جهتها، اعتبرت نائبة رئيس الائتلاف الوطني، سهير الأتاسي، أنّ حضور إيران في مؤتمر الكويت يوازي حضور النظام الذي يقوم بقتل الشعب ومن ثم يقدّم له المساعدات. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعوّل كثيرا على مؤتمر الكويت، وانطباعاتنا لغاية الآن سلبية بشأن نتائجه»، سائلة: «كيف يعقل أن يتم تسليم الإغاثة إلى النظام نفسه الذي يشرّد ويقتل، ويبحث في موضوع مساعدة الشعب السوري في حضور إيران الداعم الأول للنظام، واستبعاد الائتلاف الوطني، الجهة الرسمية التي تمثّل الشعب السوري، رغم الاعتراف به من قبل أكثر من 120 دولة؟». وتضيف «لا نريد لجهة إنسانية، كالأمم المتحدة، من المفترض أن تكون محايدة، أن تنحاز إلى جانب النظام بدل الشعب الذي يقتل كلّ يوم»، مشيرة إلى أنّ النظام قدّم للأمم المتحدة، أسماء لمنظمات وهمية يدّعي أنّها إنسانية لتتولى مهمة توزيع المساعدات، مؤكدة أنّ إحدى هذه المنظمات يملكها رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد، وأخرى، باسم زوجته أسماء الأسد.

لكن ورغم ذلك، تبقى جهود المعارضة منصبة على خطّ تصويب مسار المساعدات بهدف إيصالها إلى أكبر عدد من اللاجئين السوريين، وهذا ما تركّز عليه الاجتماع الذي جمع أمس وفدا من وحدة تنسيق الدعم الإنساني ومن الائتلاف الوطني لقوى الثورة بمدير مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية، جون كينغ، للبحث في الموضوع الإغاثي، بحسب ما كشف أديب الشيشكلي، لـ«الشرق الأوسط» قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنّه تم التباحث في مسألة إيصال المساعدات إلى اللاجئين السوريين في مختلف المناطق وعدم حصرها بيد النظام السوري والمنظمات التابعة له، لا سيمّا أنّ هذه المساعدات يتم إدخالها فقط عن طريق دمشق، الأمر الذي يجعل توزيعها مقتصرا على مناطق محددة لا تتجاوز نسبة الـ10% من النازحين والعائلات، من دون أن تصل إلى المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، لذا طالبنا باتخاذ قرار لفتح الحدود وإيصالها عبر الدول إلى كل المناطق.

مع العلم، أنّ المساعدات الإيرانية التي وصلت إلى ميناء بيروت أوّل من أمس، لتقديمها إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى 220 ألف شخص، كانت محملة في شاحنات تحمل العلم الإيراني، وقد كتب عليها «هدية الجمهورية الإسلامية الإيرانية للإخوة النازحين السوريين والفلسطينيين».

وهذا الدعم الإغاثي هو الدفعة الأولى من المساعدات وتضم عشرة آلاف حصة من المواد الغذائية والأغطية من إجمالي 30 ألف حصة سترسلها طهران للاجئين، في وقت لاحق، بحسب ما أعلن السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، مشيرا إلى أنّ توزيع هذه المساعدات يتم عبر الهيئة العليا للإغاثة لتشمل كل النازحين في مختلف المناطق. وذكر ركن أبادي أن المساعدات تهدف لتخفيف العبء عن لبنان في مساعدة اللاجئين. وقال: «نحن مستعدون أن نسلم أي وقت تعلن الحكومة اللبنانية بأنها مستعدة للتلقي منا. نحن نسلم كلها بالدفعات ولكن حسب الخطة لأجل التوزيع هذا يحتاج لبعض الوقت فلذلك اتفقنا أن نسلم عشرة آلاف حصة من هذه المساعدات».