حكومة جديدة بلا أحزاب دينية هي الأكثر واقعية في إسرائيل

تضم الليكود - بيتنا ولبيد وليفني وكديما والمستوطنين

TT

مع الانتهاء من عد الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية، بعد ظهر أمس، وحصول معسكر اليمين واليمين المتطرف على مقعد آخر ليصبح ذا أكثرية (61 مقعدا مقابل 59 لمعسكر الوسط واليسار والعرب)، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رؤساء الأحزاب التي يريدها في ائتلافه الحكومي بطلب أن تتواضع في طلباتها ولا تستغل قوتها لفرض مطالبها الذاتية. وقال إن نتائج الانتخابات دلت على أن الجمهور يريد حكومة وحدة وطنية واسعة، ومثل هذه الحكومة تحتاج إلى توافق يقوم على تغليب مصلحة الدولة على المصالح الحزبية الضيقة.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد تأخرت في نشر النتائج النهائية، بسبب التأخر في فرز 248 ألف صوت غير عادي، هي أصوات الجنود والبحارة والسلك الدبلوماسي والسجناء والمرضى وغيرهم من المواطنين الذين اضطروا إلى الإدلاء بأصواتهم في صناديق متفرقة، بعيدا عن الصناديق القائمة في مناطق سكناهم. لكن المعطيات الأساسية باتت معروفة، وهي أن نسبة التصويت بلغت 67.5% (في الانتخابات السابقة كانت 66.4%). وبناء عليه بلغت نسبة الحسم 75560 صوتا، القائمة التي لا تصل إليها تسقط وتحرق أصواتها. وسقطت 20 قائمة، بينها قائمة «عوتسماه ليسرائيل»، التي تبني برنامجها على خطة ترحيل الفلسطينيين، وحصلت على 68 ألف صوت.

واتضح من فرز أصوات الجنود أن حزب المستوطنين كان أكبر الرابحين، إذ حصل على مقعد إضافي وأصبح رصيده 12 مقعدا، وأن القائمة العربية الموحدة، التي تضم أربعة أحزاب عربية هي الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ إبراهيم صرصور، والحركة العربية للتغيير برئاسة النائب أحمد الطيبي، والحزب الديمقراطي العربي برئاسة طلب الصانع، والحزب القومي العربي برئاسة محمد حسن كنعان، خسرت مقعدها الخامس.

وبناء على ذلك، أصبح ثمن المقعد الواحد 29250 صوتا، وتقاسمت 12 قائمة انتخابية مقاعد الكنيست الت120، على النحو التالي:

معسكر اليمين والمتدينين: تحالف الليكود - بيتنا برئاسة نتنياهو 31 مقعدا (كان له في الكنيست الأخيرة 42 نائبا)، حزب المستوطنين بقيادة نفتالي بينيت 12 مقعدا (كان له 7 مقاعد)، حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس) بقيادة إيلي يشاي 11 مقعدا (كان لها نفس العدد)، وحزب اليهود الغربيين المتدينين (يهدوت هتوراه) 7 مقاعد.

معسكر الوسط واليسار والعرب: حزب يش عتيد برئاسة يائير لبيد 19 مقعدا، حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفتش 15 مقعدا، حزب هتنوعاه برئاسة تسيبي ليفني 6 مقاعد، ميرتس برئاسة زهافا غلأون 6 مقاعد، القائمة العربية الموحدة 4 مقاعد، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة محمد بركة، والتجمع الوطني الديمقراطي برئاسة جمال زحالقة 3 مقاعد، وحزب كديما برئاسة شاؤول موفاز - مقعدين.

وصرح نتنياهو بعد ظهور النتائج بأنه يسعى لإقامة ائتلاف حكومي موسع، أسسه تعزيز المساواة بالأعباء الاجتماعية، وتخفيض أسعار السكن في إسرائيل، وتغيير نظام الحكم المعتمد في إسرائيل. واتفق الإعلام الإسرائيلي على أن نتنياهو يخاطب رئيس حزب يش عتيد (يوجد مستقبل)، يائير لابيد، مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية، والشريك المرغوب لدى نتنياهو، أكثر مما هو يخاطب الشعب الإسرائيلي. وأن الرسائل التي بثها نتنياهو، ولا سيما فكرة «المساواة بالأعباء الاجتماعية»، لا تغازل الأحزاب الدينية، التي بدأت تشعر أن احتمال جلوسها على مقاعد المعارضة في الكنيست أصبح واردا. وقالت مصادر من هذه الأحزاب إن حزب شاس أبدى استعداده لتقديم تنازلات غير مسبوقة، كي يكون جزءا من الحكومة القادمة، وقريبا من الحقائب الوزارية المهمة.

ويزداد احتمال انضمام يائير لابيد إلى حكومة موسعة يرأسها نتنياهو، بعد أن صرح السياسي جديد العهد بأن نتائج الانتخابات الإسرائيلية واضحة، وأنه لن يكون جزءا من كتلة يسار معرقلة لنتنياهو.

ويرجح المحللون السياسيون في إسرائيل أن حكومة «المساواة بالأعباء» ستتشكل من الأحزاب الآتية (من دون الأحزاب الدينية): ليكود - بيتنا بزعامة بنيامين نتنياهو، وهي قائمة مشتركة لحزب الليكود وإسرائيل يبتنا ويش عتيد وحزب المستوطنين (البيت اليهودي) وحزب هتنوعاه وحزب كديما، بحاصل 69 مقعدا من مجموع 120، مما يجعلها حكومة مستقرة وقوية. وقالت مصادر من الأحزاب المذكورة إن حكومة كهذه لن تكون عرضة للابتزاز السياسي أو المالي الذي تقوم به الأحزاب الدينية، والتي اعتادت أن تحصل على ما تشاء مقابل دخولها شريكة في الائتلافات الحكومية. ولكنّ المحذرين يقولون إن حكومة من دون الأحزاب الدينية قد تؤدي إلى حالة غليان في الأوساط الدينية، وقد تشعل احتجاجات شعبية، يقودها رجال الدين اليهود، وينضم إليهم المستوطنون المتدينون.

ويحتدم الخلاف الأساسي بين الأحزاب الليبرالية، وعلى رأسها حزب لبيد، والأحزاب الدينية، وعلى رأسها شاس، في قضية تجنيد الشبيبة المتدينة للجيش الإسرائيلي، حيث يقول لبيد وأنصاره إن الطبقة الوسطى في إسرائيل ترزح تحت الأعباء الاجتماعية، في حين يتمتع المتدينون، وعلى وجه الخصوص الحريديم (المتدينون المتشددون) الذين لا يشتغلون، بثمار الدولة «مجانا».

وتطرق رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، إلى نجاح يائير لبيد في الانتخابات الإسرائيلية، وقال إن «لبيد يستحق أن يكون شريكا ذا وزن في الائتلاف الحكومي، مع العلم أنه حصد 19 مقعدا»، وأضاف أنه من الطبيعي بالنسبة للبيد أن يركز على الشؤون الداخلية وربما أن يحصل على حقيبة المالية.