نائب عراقي يرفض توطين التركمان في إيران وتركيا وأوروبا

الانتحاري الذي فجر نفسه في طوزخورماتو كان يرتدي زي رجل دين

TT

دعا نائب تركماني عراقي أمس إلى إقامة منطقة آمنة لتركمان العراق، ورفض مشروع تهجيرهم وتوطينهم في إيران وتركيا وأوروبا.

وقال النائب أرشد الصالحي عضو البرلمان العراقي رئيس الجبهة التركمانية العراقية، في بيان صحافي أمس، إن «تركمان العراق هم الشريحة المستهدفة جراء ارتفاع حدة التوتر بين حكومة إقليم شمال العراق والحكومة المركزية في بغداد». وأضاف أن «تركمان العراق وجهوا نداء للحكومة المركزية ببغداد لحمايتهم لأن جيش الحكومة المركزية يقوم بحماية المناطق العربية فحسب، بينما تقوم قوات البيشمركة التابعة لإقليم شمال العراق بحماية الأكراد ليترك التركمان في العراق دون سند وحماية لمواجهة مصيرهم». وذكر أن «مستقبل شعب التركمان يتعرض لخطر محدق، ونرفض أي مشروع يستهدف تهجير التركمان وتوطينهم في إيران أو تركيا أو أوروبا».

وقال الصالحي: «ندعو إلى ضرورة تأسيس منطقة آمنة لتركمان العراق، وبغير ذلك فإن الغموض سيكتنف مستقبلهم وعلى الحكومة العراقية تلبية مطالبهم كي لا يلجأوا إلى المحافل الدولية والأمم المتحدة من أجل حماية أنفسهم، وإن حماية التركمان هي مسؤولية الحكومة العراقية بالدرجة الأولى».

يأتي ذلك بعد أن تعرضت مناطق التركمان لعدة هجمات إرهابية كان آخرها أول من أمس في بلدة طوزخورماتو، حيث كشف قائمقام البلدة التي تعرضت لهجوم انتحاري دامٍ استهدف مجلس عزاء أسفر عن مقتل 42 شخصا أول من أمس أن الانتحاري الذي فجر نفسه كان يرتدي زي رجل دين. وأسفر التفجير الذي نفذ داخل حسينية سيد الشهداء أثناء مجلس عزاء صهر عضو مجلس محافظة صلاح الدين علي هاشم عن إصابة 75 آخرين.

وقال شلال عبدول قائمقام طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) أمس إن «الانتحاري الذي قام بتفجير نفسه في مجلس العزاء كان يرتدي لباسا دينيا وعمامة ودخل إلى القاعة وقام بتفجير نفسه»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ولم تتبنَّ أي جهة أو تنظيم مسؤوليتها عن الحادث الذي استهدف التركمان الشيعة في محافظة صلاح الدين، لكن عبدول قال إن «تنظيم القاعدة وراء التفجير الإرهابي». وأضاف: «بالأمس شهدنا استهدافا للأكراد، واليوم للتركمان الشيعة، والقادم سيكون للعرب السنة».

ويشير عبدول إلى التفجيرات التي استهدفت الأكراد في مدينة كركوك المتنازع عليها الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل 33 شخصا.

وقال عبدول، وهو كردي: «لا يعقل أن هناك عشرة آلاف مقاتل، محتشدين على مشارف البلدة الجنوبية والشرقية والشمالية والغربية، ويحدث هذا الحدث الكبير». ويشير المسؤول المحلي إلى قوات الحكومة الاتحادية وقوات إقليم كردستان العراق الموجودة على مشارف مدينة كركوك بعد توتر بين بغداد وأربيل اندلع على خلفية تشكيل الحكومة المركزية قيادة عمليات دجلة وتكليفها مسؤولية حماية مناطق متنازع عليها.

في هذه الأثناء دعا مطران مسيحي في العراق أمس إلى التهدئة ونشر ثقافة الحوار واحترام خصوصية الآخرين «لخدمة العراق الموحد». وقال المطران لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للمسيحيين الكلدان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «أدعو قادة الكتل السياسية في العراق إلى العمل كفريق واحد وتهدئة الأوضاع فورا ونبذ التشنج والعنف والتحارب ونشر ثقافة الحوار والسلام واحترام خصوصية الآخرين والاختلافات الدينية والقومية واللغوية خدمة للعراق الموحد». وأضاف: «نستنكر تفجيرات طوزخورماتو التي وقعت أمس (أول من أمس) الأربعاء وما سبقها من تفجيرات دامية».

وكان 40 شخصا على الأقل لقوا حتفهم أمس عندما فجر انتحاري نفسه داخل حسينية للشيعة في بلدة طوزخورماتو شمال العاصمة العراقية بغداد.