أبناء العشائر وتيار الوسط يكتسحون مقاعد مجلس النواب في الأردن

مقتل وإصابة 4 في أحداث شغب وعنف متفرقة في مختلف المناطق

احد اعضاء اللجنة المستقلة للانتخاب في الأردن أمس (أ.ب)
TT

أعلنت الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن النتائج النهائية للانتخابات النيابية، التي جرت أول من أمس لاختيار الأعضاء الـ150 بمجلس النواب السابع عشر، وسط أعمال شغب واسعة شهدتها مناطق الجنوب في المملكة احتجاجا على النتائج في العديد من الدوائر، وكذا على خلفية تأخر الهيئة كثيرا في الإعلان عنها.

وتبين الأرقام النهائية أن أبناء العشائر حصدوا 60 في المائة من مجمل مقاعد مجلس النواب، أي 90 من أصل 150 مقعدا، بينما حصل تيار أحزاب الوسط على 11 مقعدا.

وأفرزت النتائج أيضا فوز 20 قائمة من القوائم الوطنية (العامة) وعددها 61، التي تنافست على 27 مقعدا مخصصا لها، إذ فاز 8 أحزاب تنتمي للتيار الوسطي بـ11 مقعدا، بينما فاز حزب «حشد» اليساري بمقعد واحد.

وأعلن عن أسماء الفائزين في الدوائر المحلية على المستوى الوطني وعددها 45 للترشيح الفردي، منها 15 مقعدا للكوتة النسائية و9 مقاعد للمسيحيين و15 مقعدا للبدو و3 مقاعد للشركس والشيشان بعد أن تأخر الإعلان جراء إخضاعها لعملية تدقيق من قبل لجنة خاصة شكلتها الهيئة المستقلة وفق قانونها الداخلي.

وفي قراءة لنتائج الانتخابات والأسماء الفائزة في القوائم الوطنية، فقد فازت امرأتان، هما رولا الحروب وعبلة أبو علبة، بينما فازت بالقوائم المحلية بالتنافس امرأتان هما مريم اللوزي في الدائرة الخامسة بالعاصمة عمان، ووفاء بني مصطفى في دائرة جرش، بينما فازت 15 امرأة على نظام الكوتة المخصصة للنساء وفقا لقانون الانتخاب.

وفاز 32 نائبا من المجلس النيابي السابق السادس عشر أو ما يعادل 26 في المائة من مقاعد المجلس السابق، وكذلك رئيس مجلس النواب الأردني السابق عبد الكريم الدغمي، ونائبه عاطف الطراونة، وكذلك رئيسان سابقان للمجلس هما سعد هايل السرور وعبد الهادي المجالي. ويبلغ عدد النواب من أصول فلسطينية 22 نائبا، يتقدمهم خليل عطية من الدائرة الأولى في العاصمة، الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات (19399 صوتا).

وعلى الصعيد الحزبي فقد فاز 3 نواب من حزب الوسط الإسلامي إضافة إلى 5 مرشحين إسلاميين مستقلين.

وحصدت عشيرة بني حسن كبرى العشائر في الأردن التي تقطن محافظات الزرقاء والمفرق وجرش وسط البلاد 9 مقاعد، وعشيرة المجالي في محافظة الكرك 3 نواب، أما الحراك الشعبي فقد فازت «قائمة الأردن أقوى» بمقعدين على نظام القوائم و9 مقاعد في الدوائر المحلية معظمها من دوائر الجنوب (الكرك والطفيلة ومعان) التي شهدت حراكا شعبيا لافتا على مدى أكثر من عامين.

ويرى مراقبون أن معظم من فازوا بالمقاعد النيابية هم من الموالين الوسطيين أبناء العشائر الذين كانوا قد خدموا في القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية أو من أساتذة الجامعات فرزتهم عشائرهم.

وفازت في هذه الانتخابات أيضا وجوه إسلامية مستقلة (إخوانية سابقة) مثل بسام البطوش، وهو أكاديمي، ومد الله الطراونة ونايف الليمون (وهما من دوائر الكرك)، وموسى أبو سويلم، وهو داعية إسلامي في الدائرة الخامسة بعمان.

ودخل المجلس 3 من مالكي القنوات الفضائية المحلية وهم زكريا الشيخ من قائمة الوسط الإسلامي ومالك قناة «الحقيقة» الدولية، والإعلامية رولا الحروب التي تملك هي وزوجها رياض الحروب قناة «جوسات» الفضائية، وأحمد الرقيبات الذي يملك قناة «نورمينا» الفضائية، إضافة إلى عساف الشوبكي وهو مدير سابق في التلفزيون الرسمي.

وفاز أيضا محمد الخشمان رئيس حزب الاتحاد الوطني رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأردنية للطيران الذي يتزعم قائمة «الطائرة»، وكان موقوفا لمخالفته قانون الانتخاب من خلال شراء ذمم الناخبين، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة، إضافة إلى أحمد الصفدي من الدائرة الثالثة بعمان وعدنان أبو ركبة من دائرة مأدبا، اللذين كانا بدورهما موقوفين بتهمة استعمال المال السياسي، وتم الإفراج عنهما بكفالة.

وكان من بين أشهر الخاسرين في الانتخابات رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي في دائرة مدينة العقبة جنوب البلاد.

وبالنسبة للقوائم الوطنية فقد أفرزت نتائجها تشتيتا كاملا في الأصوات، ولوحظ فشل قوائم عديدة، بينما نجح مرشح أو اثنان من بعض القوائم، الأمر الذي سيجعل من الصعب تشكيل ائتلافات برلمانية من هذه القوائم. وأضاف مراقبون أن «العدد الكبير للقوائم التي خاضت الانتخابات أدى إلى تفتيتها وتشتيتها، بالإضافة إلى أننا شهدنا بشكل واضح أن الذين فازوا هم رؤوس القوائم، وتبين أن بقية الأسماء في القوائم كانت وظيفتها جمع الأصوات فقط لرأس القائمة».

من جانبها، جددت غرفة المتابعة والرصد في الحركة الإسلامية التأكيد على أن نسبة الاقتراع الرسمية المعلنة «مزورة»، معلنة أن النسبة «الحقيقية» لا تزيد على 24.8 في المائة من نسبة المسجلين على مستوى الأردن. وأوضحت في تصريح أصدرته مساء أول من أمس أن نسبة المقترعين لم تتجاوز 15.6 في المائة من العدد الإجمالي للذين يحق لهم التصويت أصلا على مستوى الوطن. وتساءلت عن سر الارتفاع المفاجئ خلال الساعات الأخيرة لنسبة التصويت، لترتفع حسب إعلانات الهيئة المستقلة من 31 إلى 56 في المائة.

وقالت غرفة المتابعة إنها رصدت مئات التجاوزات أبرزها شراء الأصوات العلني الذي أكدت أنه «كان الأكثر انتشارا وطعنا في هذه العملية برمتها»، إذ بيعت الأصوات «جهارا نهارا وفي كل مكان وعلى مرأى من الجميع من دون أن يحرك أحد ساكنا».

وأصدر حراك الشباب الإسلامي بيانا اعتبر الانتخابات مأتما ديمقراطيا وطنيا أراد النظام من خلالها الالتفاف على المطالب الإصلاحية العادلة والمشروعة كي يعطي صورة للعالم الخارجي أنه قد توج عملية الإصلاح بهذه الانتخابات البرلمانية.

وأكد الحراك أن هذه المسرحية الانتخابية الشكلية التي أديرت بالتدخل الأمني والمخابراتي وجرى تمويلها بالمال السياسي الفاسد لن توقف مسيرة الحراك الإصلاحي والسلمي بل ستزيده إصرارا على تخليص الأردن من تحالف السلطة ورأس المال الذي أفسد كل شيء في الأردن. كما أكد عدم اعترافه بالمجلس النيابي القادم الذي يتم إفرازه بطريقة لا تنطبق عليها أدنى مبادئ الديمقراطية وتحقيق المشاركة والتمثيل الشعبي.

واعتبر الحراك المجلس النيابي القادم فاقدا لشرعيته وشريكا في الفساد السياسي القائم على تكريس سلطة الفرد وتغييب سلطة الشعب وإرادته.

على صعيد متصل، شهدت مدينة معان جنوب الأردن أعمال شغب، الليلة قبل الماضية، قام بها مجهولون احتجاجا على إعادة فرز أحد الصناديق الانتخابية عدة مرات، مما أدى إلى تأخير إظهار النتائج الرسمية، وفق مصدر أمني في المحافظة. وأكد شهود عيان أن المحتجين قاموا بحرق مقر مدرستين في المدينة والاعتداء على أحد البنوك التجارية، وحرق صالون للسيدات يقع داخل مبنى جمعية الأميرة بسمة في معان. وتم التعامل مع المحتجين من قبل قوات الدرك والأمن العام وتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وقتل شاب عشريني وأصيب اثنان آخران بأعيرة نارية في احتفالية أحد المرشحين داخل المقر الانتخابي، في مدينة معان، وفق مصدر طبي في مستشفى معان الحكومي. وقال المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام إن معلومات وردت لغرفة العمليات الرئيسية في مديرية شرطة معان بتعرض ثلاثة مواطنين للإصابة بأعيرة نارية متفرقة نتيجة فقدان أحد الأشخاص السيطرة على سلاح ناري كان يطلق النار منه ابتهاجا بالنتائج الأولية التي أشارت إلى نجاح أحد المرشحين في إحدى الدوائر الانتخابية.

وأضاف المركز الإعلامي أن المصابين الثلاثة أسعفوا إلى المستشفى وما لبث أحدهم أن فارق الحياة متأثرا بجراحة، بينما تبين أن إصابة الشخصين الآخرين متوسطة وأدخلا للعلاج وفتح تحقيق خاص للوقوف على ملابسات تلك الحادثة.

وأشار المركز الإعلامي في بيان صحافي إلى أن لواء فقوع في محافظة الكرك شهد قبل منتصف ليلة أمس أعمال شغب قام بها نحو 500 شخص احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية غير الرسمية. وأضاف أن المحتجين حرقوا مقر بلدية صرفا ومركبتين تابعتين لها، إضافة إلى رشق مدرسة صرفا الثانوية بالحجارة وإلحاق أضرار مادية كبيرة بها، وتعاملت قوات الدرك والأمن العام مع المحتجين وفرقتهم باستخدام القوة المناسبة.

وفي ذات السياق، دهم شاب بسيارته في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، المئات من المحتفلين بفوز مرشحتهم عن مقعد الكوتة في لواء كفرنجة بمحافظة عجلون، مما أدى إلى إصابة نحو 19 شخصا منهم بكسور ورضوض وإصابات مختلفة أسعفوا على أثرها إلى مستشفى الإيمان الحكومي.

واندلعت احتجاجات في منطقة بلعما التابعة لمحافظة المفرق، بعد إعلان نتائج الفائزين، فقام حسب شهود عيان عدد من المحتجين بإغلاق طريق بلعما الذي يربط محافظتي الزرقاء وإربد بالكامل وقاموا بإحراق الإطارات، مشيرين إلى أن جميع المركبات هناك تبحث عن طرق بديلة للوصول إلى منازلهم وبيوتهم.

من جهته، قال المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام إن المنطقة شهدت إغلاقا للطريق، وتم تحويل السير حفاظا على سلامة المواطنين، مؤكدا سيطرة رجال الأمن على الوضع هناك.

وكانت الهيئة قد أعلنت على لسان رئيسها عبد الإله الخطيب ظهر أمس، النسب النهائية للاقتراع.. فقد بلغ عدد المقترعين في مختلف محافظات المملكة مليونا و288 ألفا و43 من أصل مليونين و272 ألفا سجلوا في قوائم الناخبين، في حين بلغت نسبة الاقتراع النهائية 56.69 في المائة، موزعة على النحو التالي: العاصمة عمان: العاصمة الأولى 37.99 في المائة، العاصمة الثانية 37.53 في المائة، العاصمة الثالثة 42.61 في المائة، العاصمة الرابعة 50.84 في المائة، العاصمة الخامسة 42.86 في المائة، العاصمة السادسة 50.04 في المائة، العاصمة السابعة 67.01 في المائة.

محافظة إربد: إربد الأولى 49.07 في المائة، إربد الثانية 62.22 في المائة، إربد الثالثة 72.87 في المائة، إربد الرابعة 63.52 في المائة، إربد الخامسة 62.62 في المائة، إربد السادسة 65.96 في المائة، إربد السابعة 64.08 في المائة، إربد الثامنة 70.65 في المائة، إربد التاسعة 70.50 في المائة.

محافظة البلقاء: البلقاء الأولى 66.93 في المائة، البلقاء الثانية 59.79 في المائة، البلقاء الثالثة 77.99 في المائة، البلقاء الرابعة 45.08 في المائة.

محافظة الكرك: الكرك الأولى 62.01 في المائة، الكرك الثانية 72.24 في المائة، الكرك الثالثة 68.06 في المائة، الكرك الرابعة 87.25 في المائة، الكرك الخامسة 69.80 في المائة، الكرك السادسة 89.90 في المائة.

محافظة معان: معان الأولى 57.41 في المائة، معان الثانية 67.34 في المائة، معان الثالثة 85.40 في المائة.

محافظة الزرقاء: الزرقاء الأولى 44.50 في المائة، الزرقاء الثانية 55.21 في المائة، الزرقاء الثالثة 64.29 في المائة، الزرقاء الرابعة 44.37 في المائة، المفرق 73.60 في المائة، محافظة الطفيلة: الطفيلة الأولى 67.10 في المائة، الطفيلة الثانية 78.68 في المائة.

محافظة مأدبا: مأدبا الأولى 69.27 في المائة، مأدبا الثانية 71.28 في المائة.

محافظة جرش: 71.87 في المائة.

محافظة عجلون: عجلون الأولى 68.94 في المائة، عجلون الثانية 77.55 في المائة، العقبة 62.33 في المائة.

بدو الشمال 75.45 في المائة، بدو الوسط 74.78 في المائة، بدو الجنوب 73.35 في المائة.

وأكد الخطيب أن التأخير في إعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية ناتج عن كثرة القوائم الانتخابية. وأوضح أن «الاقتراع للقوائم الوطنية البالغ عددها 61 جرى في 4069 صندوقا، مما يتطلب وقتا أطول لفرز الأصوات»، مشيرا إلى أن لجنة خاصة ستقوم باحتساب ما حصلت عليه كل قائمة في جميع الدوائر الانتخابية المحلية للتمكن من احتساب مقاعد القوائم.