مسلحون يطردون صحافيين وناشطين مدنيين من سراقب بريف إدلب

اتهامات لـ«جبهة النصرة» بطرد غير المحجبات من مناطق وجودها

TT

تضاربت المعلومات حول قيام مجموعة من الملثمين يوم أمس باقتحام المنتدى الاجتماعي بمدينة سراقب في ريف إدلب (شمال)، ومنزل يسكنه صحافيون وناشطون سوريون، والطلب منهم المغادرة فورا، حيث أفاد الناطق باسم شبكة «شام» الإخبارية، أحمد قدور، بأن «جبهة النصرة» في مدينة سراقب بإدلب «اقتحمت المنتدى الثقافي ومشروع التكافل الاجتماعي، وطردت الصحافيين الأجانب من المنزل الذين كانوا يقيمون به هناك»، مشيرا إلى أن «(النصرة) قالت إنها ستمنع دخول أي صحافي أجنبي، كما على الصحافيات السوريات، إما وضع الحجاب أو عدم الدخول إلى مناطق سيطرة (النصرة)، وأنه من الأفضل أن يرسلوا الرجال بدل النساء»، وأضاف: «ما قامت به (جبهة النصرة) أمر لن يمر بهذه السهولة».

واعتبرت تنسيقية سراقب ما جرى «محاولة قذرة»، يقوم بها البعض «لشق صف الثورة وافتعال أزمة بين (لواء جبهة ثوار سراقب) وريفها والنشطاء المدنيين والسياسيين المعارضين من جهة و(جبهة النصرة) من جهة أخرى»، وذلك للنيل مما قدمته مدينة سراقب وريفها من «أرقى أشكال العمل المدني الذي تجلي في جمعياتها الخيرية ومشافيها ومكتبها الإعلامي وتنسيقياتها ومجلسها المحلي ولجان الأمن الثوري».

وفي التفاصيل، قال بيان صادر عن تنسيقية سراقب، التابعة للجان التنسيق المحلية في سوريا، إن «ملثمين ادعوا أنهم من اللجنة الأمنية التي شكلها المجلس المحلي لمدينة سراقب، وفي سابقة خطيرة قاموا باقتحام المنتدى الاجتماعي، ومكتب مشروع التكافل الاجتماعي، والبيت الذي يقطنه صحافيون دنماركيون والناشطتان عبيدة زيتون ودانا بقدونس. وطلبوا منهم المغادرة»، وأوضح البيان أن النشطاء هناك، وحرصا على سلامتهم جميعا، قاموا بإيصالهم للحدود التركية.

كما أشار البيان إلى قيام التنسيقية بالاتصال بقادة «لواء جبهة ثوار سراقب» والمحكمة الشرعية للاستيضاح حول ما جرى، و«أكدوا عدم علمهم بما جرى، كما طلبت المحكمة تقديم شكوى رسمية إليها. وحملت التنسيقية (لواء جبهة ثوار سراقب) وريفها وقادة الكتائب شخصيا «مسؤولية حماية أمن المواطنين والنازحين والصحافيين العرب والأجانب وضمان الحريات الفردية للجميع». وأضافت: «ننتظر تحقيق المحكمة الشرعية ومحاسبة كل من تورط في هذا الفعل القذر بالسرعة القصوى منعا للتصيد في المياه العكرة»، مؤكدة أن مدينة سراقب التي «احتضنت (الجيش الحر) وغيره من الكتائب لا تقبل بما يهين أبناءها أيا كان الفاعل، وستسحب الشرعية عن كل مسلح يغرد خارج أخلاق الثورة كما فعلت سابقا».

وتعاني مناطق شمال سوريا، وغالبية المناطق التي خرجت عن سيطرة قوات النظام، فوضى كبيرة، ناجمة عن تعدد المجموعات المسلحة وتعدد قياداتها، بالإضافة إلى انتشار عصابات السرقة والنهب، وبحسب ناشطين هناك «تنشط في سراقب مجموعات مسلحة تدعي أنها تابعة لـ(الجيش الحر)، ولكنها مجموعات قطاع طرق، وأن تلك المجموعات ازدادت شراسة في الفترة الأخيرة، وباتت تشكل خطرا كبيرا على الثورة، وحصل أكثر من مرة مواجهات عنيفة بينها وبين مقاتلي (الجيش الحر)، على خلفية محاولة (الجيش الحر) وضع حد لعمليات السلب والنهب وقطع الطرق على المسافرين على طريق حلب - سراقب»، ويواجه المدنيون في المناطق الساخنة صعوبات كبيرة في التغلب على ظاهرة انتشار العصابات المسلحة التي باتت عبئا على المجتمع والثورة.