الغنوشي يقوم بزيارة ثانية لـ«سيدي بوسعيد» بتونس

بعد أن قوبلت زيارة السبسي خصم «النهضة» بالزغاريد

TT

عاد أمس راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة لزيارة مقام الولي سيدي بوسعيد بعد تعرضه منذ عشرة أيام لعملية حرق أتت على جانب كبير من المخطوطات الثمينة وأثارت غضب الأهالي ورفضهم زيارة أداها كل من الغنوشي والمنصف المرزوقي رئيس الجمهورية خلال نفس اليوم. وفي المقابل، قوبلت زيارة الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» خصم حركة النهضة العنيد بالزغاريد على حد قول بعض شهود العيان.

ووجه رئيس النيابة الخصوصية لبلدية سيدي بوسعيد في الحين اتهامات لراشد الغنوشي بالوقوف وراء حادثة حرق مقام الولي الصالح المعروف باسم «سيدي بوسعيد الباجي»، وهو مقام مصنف من قبل اليونيسكو ضمن التراث العالمي، وأدت تلك الاتهامات إلى رفع شعار «ديقاج» في وجه المسؤولين من حكومة الائتلاف الثلاثي الحاكم.

وخلافا للزيارة الأولى التي أداها الغنوشي يوم 13 يناير (كانون الثاني) الجاري، كانت زيارة أمس عبارة عن تجمع لأنصار حركة النهضة في منطقة سيدي بوسعيد والضاحية الشمالية للعاصمة بأكملها، وهدفها إظهار «الشعبية التي تحظى بها الحركة» في الضاحية الشمالية للعاصمة خلافا لما تم تناقله من رفض لـ«النهضة» وقبول بحركة نداء تونس التي يقودها الباجي قائد السبسي.

وفي هذا الشأن صرح سمير العيوني الكاتب العام للمكتب المحلي لحركة النهضة في قرطاج (الضاحية الشمالية للعاصمة) لـ«الشرق الأوسط» بأن الحركة لم تقبل ولن تقبل عمليات الاعتداء على مقامات الأولياء وأن المعتدين سيلاحقهم القضاء. واعتبر أن تلك الأعمال مخالفة لطبيعة الاعتدال والتسامح التي عرف بها التونسيون. وحول الزيارة الثانية للغنوشي لمقام سيدي بوسعيد، قال العيوني إنها لا تأتي لمعارضة أي طرف سياسي بل في إطار احتفالات التونسيين بالمولد النبوي الشريف لا غير.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة أن زيارة الشيخ راشد الغنوشي بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي «مقصودة وليست عفوية» وهي تريد أن تظهر قبول سكان مدينة سيدي بوسعيد زيارة الغنوشي بعد أن رفعت في وجهه عبارة «ديقاج» مما اضطره للرحيل تحت وابل من صيحات الاستهجان وهي المرة الأولى التي يتجرأ فيها مواطنون على الاعتراض بتلك الطريقة على زيارة قيادي من حركة النهضة.