هيثم المالح: تشكيل حكومة سورية مؤقتة دون موارد مالية غير ممكن

قال إن إيران أمدت الأسد بعشرة مليارات دولار.. واعتبر أن سوريا مفتاح الحل في المنطقة

هيثم المالح
TT

أكد هيثم المالح رئيس مجلس أمناء الثورة السورية أن تشكيل حكومة سورية مؤقتة دون موارد مالية غير ممكن، نافيا أن يكون سبب الإخفاق في تشكيل تلك الحكومة حتى الآن هو المخاوف من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين عليها.

وقال المالح في حوار خاص: «الوضع العسكري على الأرض في صالحنا لأن معظم المراكز العسكرية الرئيسية التابعة لنظام بشار الأسد محاصرة»، مضيفا: «نحن قادرون على الحسم إذا وصل إلينا بعض السلاح النوعي، وسبق وأن قصف الثوار القصر الجمهوري بالصواريخ مرتين، وسيقع بشار الأسد بيد الجيش الحر مهما حاول فرض الغموض حول مقر إقامته».

وأضاف المالح: «سوريا هي مفتاح الحل بالمنطقة، بمعنى أنه مع سقوط نظام الأسد، سوف تتغير معادلة المنطقة كلها، وسوف ينتهي الدور الإيراني بشكل كامل».

واعتبر المالح أن الروس باتوا يشعرون أن الوضع في سوريا خطير. وقال: «لا أمل لبقاء الروس في سوريا»، مشيرا إلى أن سحب الرعايا الروس من حلب قد يكون بداية لسحب الخبراء الروس الذين وصل عددهم إلى 35 ألف خبير. وقال: «هم الذين يديرون عملية القصف بالصواريخ».

وفيما يلي نص أهم ما جاء في الحوار..

* ما أسباب إخفاق الائتلاف السوري في تشكيل الحكومة حتى الآن؟ ألا تخشون من الرؤية السلبية للمجتمع الدولي الذي يتحدث عن الفوضى في حال سقوط نظام بشار الأسد وعدم وجود بديل أو تحول سوريا إلى صومال جديد؟

- نحن لم نخفق في تشكيل الحكومة، ولكن هناك خلافا حول ضرورة تشكيلها، وكما تعرفون وعد اجتماع مراكش بتقديم المساعدات والدعم المالي للائتلاف، وحتى اليوم لم يقدم أحد شيئا، لذا نرى أن تشكيل حكومة دون وجود موارد مالية غير ممكن، وعليه فقد دُعي معاذ الخطيب إلى زيارة قطر ليلة الأحد الماضي لمعرفة أسباب عدم تشكيل الحكومة، وقال الخطيب للمسؤولين في قطر إنه من الصعب تشكيل حكومة دون وجود حد أدنى ثلاثة مليارات دولار، لأنه لا يمكن تشكيل حكومة لإدارة بلد دون موارد، وعليه نحن نهتم في الفترة الراهنة بإسقاط الحكومة وحكم الأسد ولا عودة للوراء مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

* هل حصل معاذ الخطيب على وعد بتقديم الدعم المالي المطلوب لتشكيل الحكومة؟

- وعدت قطر بذلك، ولكني قلت للائتلاف يمكن أن نسجل هذا المبلغ باعتباره قرضا على الدولة السورية يسدد بعد سقوط النظام.

* ما حجم الخسائر التي رصدها الائتلاف حتى هذه اللحظة؟

- أكثر من ستين ألف شهيد و60 في المائة من البلد مدمر وخمسة آلاف طفل شهيد أعمارهم دون الـ12 عاما، وأكثر من أربعة آلاف امرأة، وأكثر من ستة آلاف حالة اغتصاب لفتيات أعمارهن تتراوح ما بين 10 - 15 عاما، وهدفه كسر إرادة الناس، ونظام بهذا الشكل لا يمكن أن يتحدث عن مفاوضات أو حوار في الوقت الذي يحارب فيه النظام الشعب بكل الوسائل من قتل إلى تجويع إلى تهجير وكل أنواع التخريب التي لا يمكن لأي عقل أن يتصورها.

* هل كان من ضمن أسباب تأجيل تشكيل الحكومة مخاوف سيطرة الإخوان على الحكومة؟

- هذا لا يهمنا، وهو كلام سخيف لأن إخوان سوريا هم جزء من تركيبة السكان ولا أحد يسيطر على أحد، وعندما يسقط النظام ويذهب الجميع للانتخابات سيفوز من لديه وجود على الأرض، وهذه هي أصول الديمقراطية.

* هل ترون أن تعطيل الحل في سوريا مرتبط بالدول التي شهدت ثورات الربيع العربي؟

- أتصور العكس.. وأرى أن سوريا هي مفتاح الحل بالمنطقة، بمعنى أنه مع سقوط نظام الأسد، سوف تتغير معادلة المنطقة كلها، وسوف ينتهي الدور الإيراني بشكل كامل، كما يتغير العراق للأفضل لصالح سوريا والعراق والمنطقة، وأعتقد أن انهيار النظام السوري سوف يتبعه انهيار أو تحجيم النظام في إيران وتنتهي مشكلة التمدد كما سينتهي دور حزب الله في لبنان، لأن العلاقات الاستراتيجية التي أقامها الرئيس حافظ الأسد مع إيران كانت لهدفين، فتح أبواب سوريا لدخول الشيعة الإيرانية الصفوية بأعداد كبيرة وفتح حوزات في مناطق السنة فقط، بينما لا يوجد في المناطق العلوية حوزة واحدة وكذلك في منطقة الدروز.

ولكي أن تعلمي أن السُنة في سوريا نسبتهم نحو 80 في المائة من السكان، وهذا يؤدي إلى تمزيق سوريا، وكل هذه الحوزات تتبع ولاية الفقيه في قم بإيران، والأمر الثاني أن يكون هذا الوجود له صلة مع حزب الله وهذا عمل هدفه سياسي وليس عقائديا وهو يشكل خطرا على السياسة السورية، والآن الحاكم الفعلي في سوريا هو السفير الإيراني ولا تستطيع أي جهة في الدولة رفض مطالبه.

* ما تصوركم لخطوة ما بعد إجلاء رعايا الروس من حلب؟ هل هذا يعني اجتياح المدينة من جديد والسيطرة عليها؟

- الروس باتوا يشعرون أن الوضع في سوريا خطير، ولا أمل لبقاء الروس في سوريا، وقد تكون هذه الخطوة بداية لسحب الخبراء خاصة أن عددهم وصل إلى 35 ألف خبير روسي وهم الذين يديرون عملية القصف بالصواريخ.

* وما الذي تديره إيران؟

- إيران لديها أعداد كبيرة من الحرس الثوري لدعم النظام بالمال وقد أعطوا للأسد نحو عشرة مليارات دولار وأمدوه بالصواريخ المتطورة.

* هل تتوقع أن يكون الحل في إطار صفقة روسية أميركية في المنظور القريب؟

- لن يحدث اتفاق بين روسيا وأميركا حول سوريا.. والشعب السوري له خيار وحيد وهو إسقاط النظام، وأي لعبة تندرج تحت خط الخروج السياسي لن تتم، والحل سيكون عسكريا وسينتهي النظام عسكريا بعد حديث طويل مع الجامعة العربية منذ عام 2011 للحل في إطار الأسرة العربية، وحذرت من خطورة الوضع وفشل الحل العربي والسياسي بعد توقيع النظام على اتفاق ولم ينفذ منه شيئا في مهمات قام بها كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي وقلت لهما إن النظام لن يلتزم.

* هل تتوقع صدور قرار من مجلس الأمن لوقف القتال تحت بند الفصل السابع كفرصة أخيرة إذا ما تقدم بها الأخضر الإبراهيمي؟

- الإبراهيمي مطلوب منه التقدم إلى مجلس الأمن بتقرير يقول فيه إن ما يحدث يؤثر على الأمن والسلم العالمي، وإذا قال ذلك، فإنه لن يكون أمام مجلس الأمن سوى خيار واحد هو إصدار قرار تحت بند الفصل السابع، ونحن لدينا خيار أخير بأن نذهب إلى الأمم المتحدة بمذكرة لاتخاذ قرار تحت بند الائتلاف من أجل السلم وبموجبه سبق للأمم المتحدة أن استخدمت القوة في الكوريتين وبعدها اتخذت قرارا مناسبا في البوسنة والهرسك، واليوم هي مدعوة لاتخاذ قرار بعد فشل مجلس الأمن، وسيفشل في اتخاذ قرار بسبب الفيتو الروسي والصيني بشأن سوريا للحسم، وإلا سوف يسير الأمر نحو الانفلات وسيواجه العالم بأعداد كبيرة من المتطرفين وقد أبلغت الاتحاد الأوروبي بذلك عبر مسؤولين يعملون في مكتب آشتون.

* كيف ترون استراتيجية إيران في العمل والتحريض داخل سوريا والسيطرة عليها؟

- علي خامنئي، وهو المرجعية الشيعية المعصومة والتي يطلقون عليها ولاية الفقيه، قال في مطلع هذا العام إن الطريق الذي يسلكه الأسد في سوريا صحيح، وهو ما يعني إعطاء شرعية لجرائم القتل التي تحدث في سوريا وهي فوق تصور الإنسان، على سبيل المثال القناص يمسك بالبندقية ويطلق الرصاص على كل من يراه دون تمييز؛ طفل امرأة شيخ كلهم يقتلون دون معرفة أي شيء عنهم، ولمجرد مرورهم من أمامه، وهل يمكن أن تتصوري أن طفلة عمرها أربع سنوات يرفعون لها جلد وجهها، وأن بنتا عمرها ست سنوات يقطعون رأسها.. هل يمكن أن نتصور هذا؟ وكيف يمكن لنا أن نصدقه.

* إلى أين يسير الأسد بهذه الطريقة التي يصفها خامنئي بالصحيحة؟

- إلى تدمير سوريا.

* ولمصلحة من تدمير سوريا؟

- لمصلحة إسرائيل.

* هل يمكن تصديق ما يحدث بأن تتحول سوريا من دولة مواجهة ضد إسرائيل إلى العمل لصالحها؟

- مواجهة ماذا؟ من الذي أطلق هذا، الجولان محتلة، وكان يعمل من تحت الطاولة مع الأتراك من أجل التفاوض مع إسرائيل، ولن ننسى بيع الأسد الأب للجولان.

* كيف ترى الوضع الراهن؟ وما مصير بشار الأسد؟

- تجاوزنا مرحلة الحل السلمي ولم يعد هناك شيء سوى الحسم العسكري، ولا يوجد شيء اسمه حل سياسي، فمنذ خمس سنوات، قال مصطفى طلاس وزير الدفاع في إحدى الصحف الألمانية: «نحن أخذنا الحكم بالقوة ولن نتركه إلا بالقوة».

* ألا ترى أن تطبيق هذه النظرية يؤدي إلى حرب إقليمية ودولية؛ بمعنى قتال روسيا وإيران بجانب سوريا وفي المعسكر الآخر من يقاتل معكم؟

- معنا الله، أما الوضع العسكري على الأرض فهو لصالحنا لأن معظم المراكز العسكرية الرئيسية التابعة للأسد محاصرة، والمطارات العسكرية معظمها سقط في يد الجيش الحر، والمطارات المدنية محاصرة وحتى مطار دمشق معطل ولا يوجد سوى مطار واحد في اللاذقية هو الذي يعمل، والجيش النظامي في حالة تراجع والجيش الحر في حالة تقدم.

* لكن لا توجد جهة قادرة على الحسم لا أنتم ولا قوات بشار الأسد؟

- نحن قادرون على الحسم إذا وصل إلينا بعض السلاح النوعي، وسبق أن قصف الثوار القصر الجمهوري بالصواريخ مرتين، وسيقع بشار الأسد بيد الجيش الحر مهما حاول فرض الغموض حول مقر إقامته.