البحرية الأميركية «مطمئنة» لوضعها في الخليج.. و«تراقب التحركات الإيرانية عن كثب»

رئيس وكالة الطاقة: ملتزمون بحل القضايا النووية مع إيران بالسبل الدبلوماسية

TT

شدد الكولونيل جاك ميلر المسؤول الصحافي لمنطقة الشرق الأوسط بمكتب وزير الدفاع الأميركي على أنه على إيران أن تقوم بخطوات تزيد من ثقة دول العالم في نيتها، ومعالجة مخاوف المجتمع الدولي، مؤكدا أن القوات الأميركية تشعر بـ«ارتياح» لوضعها الخاص في منطقة الخليج. وقال الكولونيل ميلر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» حول طموحات إيران النووية وتأثيرها على منطقة الخليج: «على إيران أن تسعى إلى اتخاذ خطوات تؤدي إلى تعزيز ثقة دول المنطقة في نيتها، وليس القيام بتصرفات تؤدي إلى إثارة المخاوف»، وأشار إلى أزمة ثقة كبيرة بين إيران والمجتمع الدولي بسبب الملف النووي الإيراني، وقال: «بالتأكيد ليس هناك ثقة لدى المجتمع الدولي حول نية إيران النووية، ولهذا نحن مستمرون في تنفيذ سياسة مزدوجة المسار (العقوبات والمفاوضات) حتى تدرك إيران أن عليها الاستجابة ومعالجة مخاوف المجتمع الدولي».

وحول التدريبات البحرية التي تقوم بها السفن الحربية التابعة للحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز، قال الكولونيل ميلر «إننا مستمرون في مراقبة الأنشطة الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، ومرتاحون جدا مع وضعنا الخاص في المنطقة، أما أهداف البحرية الإيرانية من تلك التحركات، فنحن لن نتكهن بشأن دوافع أو الحقيقة وراء تلك التقارير والتصريحات الصادرة من البحرية الإيرانية».

وقلل الكولونيل ميلر من قدرة إيران على تصنيع غواصة نووية (التي تتطلب تخصيب اليورانيوم بنسبة 97 في المائة)، وقال: «في حال أرادت إيران تخصيب يورانيوم لإنتاج وقود نووي، لاستخدامه في غواصات نووية، فإن ذلك يتطلب من إيران أن تخطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخططها لتخصيب اليورانيوم، ونحن لسنا على علم بأي إخطارات إيرانية بهذا الشأن».

يذكر أن عباس زميني المساعد التقني بالقوات البحرية الإيرانية صرح بأن طهران تنوي صناعة غواصة نووية، وخلال الأسابيع الماضية أزاحت القوات البحرية الستار عن عوامة مطورة وطوربيد جديد له القدرة على إطلاق صاروخ «سيناء 7».

من جانب آخر، أكد مكتب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، على ضرورة حل الخلافات مع إيران بالوسائل الدبلوماسية، وليس بالتلويح بالحرب. وقال بيان للوكالة الجمعة إن أمانو اجتمع خلال المنتدى الاقتصادي بسويسرا مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، وأكد له أن الوكالة تكثف الحوار مع طهران، وأن الوكالة ملتزمة بضرورة إيجاد حل للقضايا العالقة مع إيران بالسبل الدبلوماسية. يأتي ذلك بينما لا توجد أخبار مؤكدة حول عقد جولة من المفاوضات بين إيران ومجموعة الدول الـ«5+1» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا المقررة يومي 28 و29 يناير (كانون الثاني). ولا يوجد معلومات مؤكدة حول مكان وجدول أعمال تلك الجولة من المفاوضات. وفي سياق متصل، تقدم برلمانيون إيرانيون سابقون في الخارج باقتراح لتسوية الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، داعين إلى وقف تخصيب اليورانيوم، وتخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وفي رسالة وجهت إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشد الأعلى للثورة الإسلامي آية الله علي خامنئي والاتحاد الأوروبي، قال النواب السبعة السابقون إن حل الأزمة ممكن إذا سعت كل الأطراف إلى مخرج «رابح» لها.

واقترح البرلمانيون السابقون الذي يؤيدون منح مزيد من الحرية داخل إيران، أن يوقف النظام الإيراني تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ووضع مخزونها من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويمكن أن تستخدم إيران حقها في التخصيب بمستوى أقل مع ضمانات بالحصول على كميات كافية من الوقود لمفاعلات الأبحاث لأغراض سلمية.

في المقابل، تضع الولايات المتحدة والدول الـ5 الأخرى التي تتفاوض مع إيران برنامجا زمنيا واضحا لتخفيف العقوبات التي أضرت بالبلاد.

وقالت فاطمة حقيغاتجو النائبة الإصلاحية السابقة التي تقيم حاليا في بوسطن إن تخفيف العقوبات الغربية يمكن أن يدفع إيران إلى الجلوس مجددا على طاولة المفاوضات، لكنه قد لا يغير سلوك النظام.

وأضافت في مركز وودرو ولسون: «نعرف أن هذه العقوبات مؤلمة. حتى الشعب لم يعد يجد الأدوية الكافية». وتابعت أن «مشاعر العداء للغرب ستزداد إذا استمرت العقوبات، وسنفقد تدريجيا رأس المال الاجتماعي هذا».

من جهته، قال علي أكبر موسوي وهو نائب إصلاحي سابق يقيم في الولايات المتحدة إن آية الله خامنئي «يحتاج إلى انتصار صغير على الأقل»، مثل اعتراف غربي بحق إيران في التخصيب بمستويات منخفضة. وقال إنه «يريد أن يقول لخصومه: انظروا أنا ربحت وأنتم خسرتم».