كوريا الجنوبية تكشف تحويلات غير مشروعة بمليار دولار من الأموال الإيرانية

«سامسونغ توتال» الكورية الجنوبية تعيد إحياء عقد لشراء النفط الإيراني بعد توقفه عاما

TT

قال محامون أمس إن الادعاء الكوري الجنوبي اعتقل رجلا كوريا يحمل الجنسية الأميركية ووجه إليه تهمة تحويل 1,09 تريليون وون (1,02 مليار دولار) من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الدولية بطريقة غير مشروعة.

وقال مكتب الادعاء المركزي في سول إن رجلا عمره 73 عاما تم تعريفه باسم عائلته فقط وهو تشونج يشتبه في قيامه بتحويلات بطريق الاحتيال في 2011 من حساب البنك المركزي الإيراني بالعملة الكورية الوون لدى بنك كوري جنوبي من خلال أوامر دفع مزيفة.

وأبدى الادعاء اندهاشه من حجم المبالغ المسحوبة مشيرا إلى اعتقاده بأن هناك أكثر من شخص مشارك في القضية. وقال مكتب الادعاء إن المتورطين استغلوا إجراء بنكيا تم الآن تشديد الرقابة عليه.

وما لم يتضح حتى الآن هو ما إذا كانت هذه محاولة لانتهاك العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي أم أنها جريمة احتيال كبيرة. ورفض رجل ادعاء مطلع على القضية الكشف عما إذا كانت التحويلات انتهكت العقوبات.

وقال الادعاء إن تشونج كانت له اتصالات مع جهات في إيران والإمارات ويشتبه في أنه حول الأموال لحسابات في دول أخرى. حسب «رويترز».

في غضون ذلك قالت مصادر إن شركة «سامسونغ توتال» الكورية الجنوبية للبتروكيماويات أعادت إحياء عقد لشراء النفط الإيراني بعد توقف لمدة عام إذ إن انخفاض هوامش الربح في الصناعة يجعل من الصعب عليها مقاومة إغراء الخام الإيراني الرخيص.

وبسبب العقوبات الأميركية والأوروبية المشددة التي تهدف لتقليل إيرادات النفط الإيرانية وإجبار طهران على كبح برنامجها النووي أصبح شحن النفط ودفع ثمنه عملية أكثر صعوبة مما دفع صادرات النفط الإيرانية للانخفاض إلى النصف. وتمثل هذه الصفقة حالة نادرة لعودة أحد العملاء لشراء النفط الإيراني.

وبعد انخفاضات شديدة في صادرات إيران العام الماضي مع توقف شحناتها إلى اليابان وكوريا الجنوبية وهما من أكبر الدول المستهلكة للنفط الإيراني وجد المستوردون سبلا للحفاظ على تدفق النفط دون انتهاك العقوبات.

وكان النفط الرخيص وتحسن هامش الربح مغريا لـ«سامسونغ توتال» المشروع المشترك بين شركتين من الشركات العالمية الكبرى - لتحاول التغلب على الصعوبات. وتشير حسابات «رويترز» إلى أن الصفقة ربما تخفض تكاليف «سامسونغ توتال» بمقدار6,7 مليون دولار. وقال مصدر حكومي في سيول على دراية مباشرة بالأمر «يمكن فهم الصفقة بسهولة عند النظر إلى الوضع المالي لسامسونغ توتال».

وشركة «سامسونغ توتال» هي مشروع مشترك بين مجموعة «سامسونغ» الكورية الجنوبية وشركة الطاقة الفرنسية العملاقة «توتال». ورفض متحدثون باسم «توتال» و«سامسونغ توتال» و«سامسونغ» التعليق.

وتوقفت «سامسونغ توتال» عن استيراد النفط من إيران العام الماضي بعد أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات لكبح برنامج نووي يشتبه الغرب بأن إيران تستخدمه لإنتاج أسلحة وهو ما تنفيه طهران. وتلزم العقوبات الأميركية الدول المستوردة بتقليص مشترياتها من النفط الإيراني. وكان لدى «سامسونغ توتال» عقد سنوي لشراء نحو 550 ألف برميل شهريا من مكثفات قنجان الإيرانية حتى يونيو (حزيران) العام الماضي لكن لم يتضح ما إذا كانت الشركة استوردت الكمية كلها بالفعل خلال النصف الأول من العام الماضي. ولم تتضح أيضا الكمية المتفق عليها في العقد الجديد.

وستضطر شركات تكرير كورية جنوبية أخرى لاستيراد كميات أقل لإفساح المجال للعقد الجديد لشركة «سامسونغ توتال» إذا أرادت سيول الامتثال للعقوبات الأميركية.

ولتجديد الإعفاء من العقوبات الذي منحته واشنطن لمدة ستة أشهر يجب أن يواصل مشترو النفط الإيراني خفض وارداتهم. ومن المقرر إجراء المراجعة التالية لإعفاء كوريا الجنوبية من العقوبات في مايو (أيار) المقبل.

وقالت المصادر إن شركة «سامسونغ توتال» بدأت الاستيراد من إيران بشراء 30 ألف طن أو 280 ألف برميل من مكثفات قنجان سيتم تسليمها في مارس (آذار) إلى مصنع شركة البتروكيماويات في دايسان.