الجبهة التركمانية تطالب بحماية دولية ومرجعية النجف تحذر من التداعيات

رئيسها لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة عاجزة عن حمايتنا

TT

أعلن رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي أن «هناك مخططا ممنهجا ومبرمجا يهدف إلى إفراغ العراق من أبناء القومية الثالثة في البلاد لأن وجود أبناء هذه القومية في شريط ممتد بين وسط وشمالي العراق هو الضمانة لوحدة البلاد وعدم تقسيمها». وقال الصالحي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «التركمان تحولوا للأسف إلى ضحية للصراعات الدولية والإقليمية حيث إن هناك مؤامرات تهدف إلى تقسيم العراق إلى دويلات كردية وسنية وشيعية»، معتبرا «وجود التركمان على الشريط الممتد من وسط إلى شمال العراق عبر صلاح الدين وكركوك والتون كوبري وتلعفر هو ما يمنع هذا التقسيم وبالتالي فإنه ليس هناك من حل أمام أصحاب هذه الأجندات سوى استخدام مختلف أنواع السيناريوهات الهادفة إلى إيذاء التركمان واضطهادهم بهدف حملهم على الهجرة إلى خارج البلاد أو إلى مناطق أخرى». وأشار إلى أن «عملية استهداف التركمان كانت قد بدأت في زمن النظام السابق عندما تم الاستيلاء على أراض في هذا الشريط تعود لمواطنين تركمان وبعد سقوط النظام بقيت هذه الأراضي تحت تصرف وزارات المالية والزراعة والبلديات ولم تعَد إلى أصحابها ممن يملكون سندات تمليك». وأكد الصالحي أن «هناك سيناريو آخر يمارس ضد التركمان وهو اعتماد سياسة الاغتيالات والخطف خصوصا في كركوك بهدف ضرب الاقتصاد التركماني وبالفعل نجحوا في ذلك حيث اضطر رجال الاقتصاد من التركمان إلى ترك كركوك إلى أماكن أخرى أكثر أمنا بهدف تنمية مواردهم». ومضى الصالحي قائلا «إننا طرقنا كل الأبواب من أجل توفير الحماية لنا دون جدوى فالحكومة عاجزة عن ذلك بينما هناك حواضن للإرهاب في مناطق محيطة بكركوك تمارس عملية القتل على الهوية التركمانية إلى الحد الذي وصل ببعضهم إلى حرق مواطنين تركمان مؤخرا وهم أحياء». ويرى الصالحي أن «هناك مصالح لبعض الكتل السياسية في إفراغ العراق من التركمان وهو ما جعلنا نطلب حماية دولية بهدف إرسال قوات حفظ سلام من أجل حماية التركمان».

من جهته حذر ممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكربلائي من تداعيات خطيرة لاستمرار استهداف أبناء القومية التركمانية وباقي الأقليات في البلاد. وقال الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء أمس إن «ما حصل من تفجير انتحاري إرهابي لمجلس العزاء في قضاء طوزخورماتو التابع إلى محافظة كركوك، والذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء، ما هو إلا جريمة مروعة». وأضاف «إننا لا نتكلم عن هذه الجريمة وحدها، لكننا نريد أن نركز على أن هناك أهدافا متكررة ومستمرة منذ سنوات لأقلية تركمانية، ومن لون طائفي معين، الذين أصبح أبناؤها هدفا سهلا للاستهدافات الإرهابية المتكررة». وأشار الكربلائي «وهنا نريد أن نبين أن الأقليات في العراق سواء مسيحية أو صابئة أو ايزيدية أو تركمانية، كفل لها الدستور والأعراف الحماية، ولكن على الرغم من الاستغاثات والنداءات المتكررة إلى الحكومة ولعدة سنوات بحماية هذه الأقليات ومنها التركمان، لا مجيب، ولم يتخذ أي إجراء يردع من يريد أن يستهدفهم». وتساءل الكربلائي عن سبب ذلك بالقول «أليس هؤلاء عراقيين ومشمولين بالحقوق والواجبات المدنية والرعاية من قبل الدولة والسلطات المحلية؟».