نابوليتانو: يجب عدم الانتظار حتى يقع الهجوم الإلكتروني

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية حذرت من هجوم بقوة الإعصار «ساندي»

جانيت نابوليتانو («نيويورك تايمز»)
TT

حذرت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو من «هجوم إلكتروني كبير» قريبا. وقالت إن تأثيره ربما سيكون مثل تأثير الإعصار «ساندي» الذي أدى إلى قطع الكهرباء في مناطق شاسعة في الولايات الشمالية الشرقية في العام الماضي. وأن الهجوم ربما سيكون مثل هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001.

وقالت إن البنيات التحتية الحيوية، مثل الكهرباء، والماء، والغاز، والهواتف يمكن أن «تتعرض بشكل كبير للخطر» بسبب الهجوم.

وقالت، وكانت تتحدث في مركز ويلسون في واشنطن: «ينبغي ألا ننتظر حتى 11 سبتمبر. هناك أشياء نستطيع القيام بها الآن، قبل الهجوم».

تدير نابوليتانو وزارة الأمن الداخلي التي تأسست قبل أكثر من عشر سنوات في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر سنة 2001، والوزارة مسؤولة عن الحيلولة دون وقوع هجوم آخر من هذا النوع.

ودعت نابوليتانو الكونغرس إلى الموافقة على تشريع ينظم الأمن الإلكتروني حتى تتمكن الحكومة من تبادل المعلومات مع القطاع الخاص لمنع هجوم على البنيات التحتية، خاصة أن كثيرا منها مملوك للقطاع الخاص. وكان الكونغرس رفض، في العام الماضي، الموافقة على مشروع قانون ينظم الأمن الإلكتروني بسبب معارضة رجال الأعمال والشركات والبنوك. وأيضا، معارضة محامي ودعاة الفردية والخصوصية الخائفين على تدخل الحكومة في شؤونهم الداخلية، مهما كانت الأسباب. ومن هذه التدخلات، التصنت على الإنترنت، إن لم يكن التأثير عليه بوضع قوانين، أو بنود في قوانين.

ومن المتوقع أن يصدر الرئيس باراك أوباما قريبا أمرا تنفيذيا يضع نظاما طوعياً للمساعدة في حماية البنيات التحتية الحيوية، ويقدم حوافز للشركات المشاركة.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن وزارات ومؤسسات وشركات في الولايات المتحدة ظلت تتعرض إلى هجمات «الهاكرز» (قراصنة الإنترنت). وبعضها خطر جدا لأنه يهدد البنتاغون نفسه.

وكان قراصنة اخترقوا، في عام 2010. موقع شركة «ستراتفور» الأمنية الأميركية الهامة. وقالوا إنهم فعلوا ذلك بهدف جمع أموال من الشركة وتوزيعها على الفقراء بمناسبة الكريسماس. حدث ذلك رغم أن الشركة كانت وضعت حواجز أمنية إلكترونية، واعتقدت أن القراصنة لن يقدروا على اختراقها.

واعتبر الهجوم خطرا كبيرا لأن الشركة كانت وقعت عقودا مع مؤسسات حكومية أمنية لضمان المحافظة على مواقعهم من القرصنة. من بين الشركات والمؤسسات التي تعاقدت مع شركة «ستراتفور»: شركة «أبل» لصناعة الكومبيوترات والتلفونات الذكية، والسلاح الجوي الأميركي، وشرطة ميامي (ولاية فلوريدا). ونشر القراصنة أسماء عملاء لشركة «ستراتفور»، وقالوا إنهم سينشرون أسماء أخرى في المستقبل القريب. وقالوا إن مهمتهم كانت سهلة لأن الشركة كانت نشرت أسماء العملاء وأرقام بطاقات الائتمان في موقعها من دون أن تحميها حماية كافية.

وقال خبراء أمنيون إنه «مضحك ومؤسف» أن الشركة العملاقة وضعت أسماء وأرقام من دون تشفيرها.

وكان مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آى) اكتشف، عام 2011. واحدة من أكبر مراكز «الهاكرز» (القراصنة) في الإنترنت: «أنونيماص» (المجهولين).

عرفت «إف بي آي» واحدا من قادة المركز، وعن طريقه، تابعت نشاطات المركز. وبالتعاون مع شرطة دول أخرى، اعتقلت خمسة من كبار المسؤولين فيه: اثنين من بريطانيا، واثنين من آيرلندا، وواحدا من شيكاغو. ووجهت لهم تهمة سرقة معلومات سرية من الحكومة الأميركية، ومن شركات أميركية. وأنهم، أكثر من مرة، سيطروا على مواقع حكومية أميركية، وأغلقوها لفترة من الزمن.

وقال رتشارد ستينون، خبير قرصنة في الإنترنت وكان يتابع، لسنوات، قراصنة «انونيماص»: «هذا هو أهم قبض على قراصنة منذ أي وقت مضى. لكن، لنتصور عدد القراصنة الذين لم يعتقلوا، ولنتصور عدد القراصنة في المستقبل. كلما تتطور التكنولوجيا، تتطور إمكانيات (إف بي آي) في اكتشاف القراصنة. لكن، في نفس الوقت، تتطور إمكانيات القراصنة في القرصنة».

ورغم أن الوزيرة نابوليتانو لم تتحدث عن مصدر الهجمات الإلكترونية المتوقعة، يعتقد أنها ليست فقط جماعات خاصة، ولكن حكومات، وخاصة حكومات الصين وكوريا الشمالية وروسيا.

وبوم الخميس، هددت كوريا الشمالية بهجوم «شامل» على الولايات المتحدة، وحملتها مسؤولية المقاطعة التي تتعرض لها. وأشارت إلى إمكانياتها النووية والإلكترونية. ويعتقد أن تحذيرات نابوليتانو لها صلة بهذه التهديدات.