انتقادات متواصلة لحماس بعد اعتقالها صحافيين في غزة

الحركة قالت إنهم يخططون لتخريب المصالحة.. و«وفا»: لأن الزهار يريد تخريب المصالحة

TT

تصاعدت الانتقادات المحلية والدولية لحركة حماس بعد استمرار احتجاز صحافيين من غزة، قالت إنهم كانوا يخططون لتخريب المصالحة، وهو نفس الاتهام الذي واجهته حماس من قبل منتقديها. وانضم الاتحاد الدولي للصحافيين، لنقابة الصحافيين الفلسطينيين ومؤسسات محلية في انتقاد حماس وقال بيان للاتحاد إنه يساند نقابة الصحافيين «في مطالبتها بالإفراج الفوري عن الصحافيين الذين اعتقلتهم قوات الأمن التابعة لحماس».

وقال جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي «يظهر المناخ الوحشي، والترهيب الشرس الذي تفرضه حماس على الإعلام في غزة مرة تلو أخرى بأنها ليست من أصدقاء الصحافة الحرة. لقد تم احتجاز هؤلاء الصحافيين من دون توجيه أي تهمة لهم، بينما تعيش عائلاتهم وزملاؤهم في ظل الخوف من المداهمات والاعتقالات. يجب إطلاق سراحهم فورا وأن تعيش أسرهم بسلام». وتحتجز حماس منذ عدة أيام 7 صحافيين قالت إنهم كانوا يخططون لتخريب المصالحة عبر بث أخبار كاذبة أو العمل في مواقع معادية للمصالحة. وقالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس داهمت منازلهم منذ يوم الأحد الماضي، واستمرت في ذلك لأيام، واعتقلت كلا من مهند الكحلوت، وأشرف أبو خصيوان، ومنير المنيراوي، ومصطفى مقداد، وجمعة شومر، وعمر الداهودي، ومجدي أسليم. واتهمت النقابة، حركة حماس، وبالتعاون مع الصحافيين المؤيدين لها «بالعمل على تقويض جهود النقابة الرامية لبناء التضامن والوحدة النقابية للصحافيين في قطاع غزة وتقوية مواقفهم بين زملائهم الصحافيين على المستوى الإقليمي بما في ذلك داخل اتحاد الصحافيين العرب». واعتبرت النقابة أن «تدابير حماس الأخيرة هي محاولة لإفشال الجهود الجارية لتحقيق وحدة وطنية والتي من المتوقع أن تكتمل قريبا مع توقيع اتفاقية المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وطنية موحدة».

وقدم الاتحاد الدولي للصحافيين دعمه الكامل لنقابة الصحافيين الفلسطينيين في موقفها الرافض للتدخل السياسي في شؤون الصحافيين ومطالبتها لكافة القوى السياسية باحترام استقلالية الإعلام. وقال بوملحة «إننا نقف إلى جانب زملائنا في غزة الذين يصدون كل المحاولات الرامية لتقسيم الصحافيين. لقد حققت نقابة الصحافيين الفلسطينيين قفزات هائلة في تعزيز الصحافة المهنية ودعمنا لها راسخ لا يتزحزح».

ورفضت حماس الإفراج عن الصحافيين، واستهجنت وزارة الداخلية المقالة الهجمة عليها من قبل جهات وصفتها بالمشبوهة. وقالت في بيان صحافي إنها قامت باستدعاء عدد من المواطنين الذين يعملون في مهن مختلفة للتحقيق معهم حول بعض القضايا التي تهدد الأمن. وأضافت: «هناك خطة أمنية تستهدف ضرب جهود المصالحة وتخريب الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الفترة الماضية وأن هذه الخطة تتقاطع مع أجندات خارجية وعدد من الشخصيات الأمنية السابقة المشهورة (بحقدها) على حماس وحكومتها ولديها مشكلات حالية مع السلطة في رام الله والرئيس عباس».

وبحسب الداخلية المقالة فإن هذه الجهات «تقوم باستغلال بعض الأشخاص في غزة وعبر التمويل وبأسماء مستعارة حيث يقوموا ببث الأراجيف والإشاعات واختلاق الأكاذيب مستخدمين الكثير من المواقع الصفراء التي يظن البعض أنها محسوبة على حركة فتح». وتابعت القول: «ثبت من خلال التحقيقات تورط بعض هؤلاء الأشخاص في إدارة هذه الشبكات وتزويدها بالتمويل والمحفزات الأخرى».

وردت منظمة التحرير الفلسطينية وفتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية ومؤسسات بنفس منطق حماس، واتهموها بالسعي لتخريب المصالحة باعتقالها الصحافيين. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية «وفا» أمس، تقول إن اعتقال الصحافيين المحسوبين على حركة فتح «جاء في سياق الخلافات العاصفة بين أقطاب حركة حماس، وتحديدا خالد مشعل ومحمود الزهار».

وأَضافت: «إن تيار الزهار الذي يتبع له جهاز الأمن الداخلي وما يقارب نصف قيادة القسام يساند بقوة توجهات الزهار الذي يعارض تنفيذ المصالحة ويعارض بشدة توجهات خالد مشعل». وذكرت «وفا» أن عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، يقف على رأس التيار المساند لمشعل الذي كان لجانبه أحمد الجعبري الذي تعرض تيار مشعل بمقتله لضربة قوية أضعفت السيطرة على كتائب القسام التي تشتت ولاؤها في ظل الخلافات القائمة وتصاعدت قبل أشهر بسبب تشكيلة المكتب السياسي لحماس ورئاسته، حسب ما قالته «وفا».

وأضافت الوكالة، أن «الزهار أوعز لجهاز الأمن الداخلي بتنفيذ حملة اختطافات بحق نشطاء من فتح ومقربين من القيادي محمد دحلان للعب على وتر الخلافات الداخلية في فتح وكي تشارك تيارات في فتح أيضا بإفشال جهود المصالحة». وبحسب «وفا» فإن «فتحي حماد (وزير الداخلية في الحكومة المقالة) لم يكن يعلم بما قام به جهاز الأمن الداخلي وإنه لا يملك أي سيطرة على الجهاز سوى من الناحية الإدارية فقط ويعتبر حماد من الموالين لهنية الذي يقف على الحياد في الخلافات الداخلية إلا أن الزهار يرفض توليه أي منصب كبير في الحركة ويصفه بأنه جديد العهد في حماس وأنه لا يصلح سوى خطيب مسجد كما ذكر في أحد الاجتماعات مع خليل الحية الذي نقل تهكم الزهار لهنية».