كوريا الشمالية تهدد بحرب مع جارتها الجنوبية بسبب العقوبات

بكين تهدد بخفض مساعداتها لحليفتها بيونغ يانغ في حال أجرت تجربة نووية

TT

هددت كوريا الشمالية أمس بمهاجمة جارتها الجنوبية إذا انضمت سيول إلى جولة جديدة من عقوبات الأمم المتحدة المشددة بعد أن كشفت واشنطن النقاب عن مزيد من القيود الاقتصادية في أعقاب إطلاق بيونغ يانغ صاروخا الشهر الماضي.

وفي تصريحات نارية لليوم الثالث على التوالي تستهدف القوى الإقليمية وجهت كوريا الشمالية انتقادات إلى جارتها أمس، قائلة إن «العقوبات تعني حربـــا وإعلانــــا للحرب علينــــا». وأعلنت بيونغ يانغ هذا الأسبوع مقاطعة كل أشكال الحوار التي تهدف إلى وقف برنامجها النووي وتعهدت بإطلاق مزيد من الصواريخ وبإجراء تجربة نووية جديدة بعد أن أدانها مجلس الأمن الدولي على إطلاقها صاروخا طويل المدى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وستكون التجربة النووية إذا جرت الثالثة لكوريا الشمالية بعد تجربتي 2006 و2009 اللتين جاءتا أيضا ردا على عقوبات فرصها مجلس الأمن الدولي.

وقالت لجنة إعادة توحيد كوريا سلميا بكوريا الشمالية «إذا لعبت مجموعة الدمى الخائنة دورا مباشرا في عقوبات الأمم المتحدة فإن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستتخذ إجراءات مادية قوية ضدها». وتعد هذه اللجنة واجهة كوريا الشمالية في المعاملات مع كوريا الجنوبية.

وأدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الثلاثاء إطلاق بيونغ يانغ صاروخا ووسعت نطاق عقوبات الأمم المتحدة القائمة. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات يوم الخميس على مسؤولين مصرفيين اثنين من كوريا الشمالية وعلى شركة تجارية في هونغ كونغ اتهمتهم بدعم نشر بيونغ يانغ لأسلحة دمار شامل.

وكانت سيول قد ذكرت أنها ستبحث ما إذا كانت ستفرض عقوبات إلى جانب عقوبات الولايات المتحدة لكنها ستركز في الوقت الحالي على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال القرار إن المجلس «يأسف للانتهاكات» التي ارتكبتها كوريا الشمالية لقراراته السابقة التي منعت بيونغ يانغ من إجراء المزيد من تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية والتجارب النووية ومن استيراد المواد والتكنولوجيا التي تستخدم في هذه البرامج. ولا يفرض القرار عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.

كانت الولايات المتحدة تريد معاقبة كوريا الشمالية على إطلاق الصاروخ بقرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات جديدة تماما على بيونغ يانغ لكن بكين رفضت. ووافقت الصين على فرض عقوبات على بيونغ يانغ بعد التجربتين النوويتين اللتين قامت بهما كوريا الشمالية عامي 2006 و2009.

وقالت كوريا الشمالية أول من أمس إنها ستجري مزيدا من تجارب إطلاق الصواريخ والتجارب النووية وصبت جام غضبها على الولايات المتحدة التي تصفها بأنها «العدو اللدود». وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن التصريحات مثيرة للقلق. وأضاف في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «يساورنا قلق عميق من استمرار سلوك كوريا الشمالية المستفز». ومضى يقول «نحن جاهزون تماما للتعامل مع أي نوع من الاستفزازات من الكوريين الشماليين. لكنني أتمنى أن يقرروا في النهاية أن من الأفضل أن يختاروا أن يصبحوا جزءا من الأسرة الدولية».

وأقر النص الأخير لمجلس الأمن الدولي بعد مشاورات مكثفة بين واشنطن وبكين التي صوتت عليه مع أنها كانت تفضل الاكتفاء بإصدار بيان لا يتخذ صفة القرار. وفي تحذير صريح غير معهود أوردت صحيفة رسمية صينية أمس أن بكين «لن تتردد» في خفض مساعدتها لبيونغ يانغ في حال مضت قدما في التجربة النووية. وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» القريبة من الحزب الشيوعي الحاكم في افتتاحيتها «إذا ما قامت كوريا الشمالية بتجارب نووية جديدة فإن الصين لن تتردد في خفض مساعدتها» لنظام كيم جونغ أون. وأضافت أن الصين «تأمل في قيام شبه جزيرة مستقرة لكن لن تكون نهاية العالم إن حصلت اضطرابات فيها» وهذا «ينبغي أن يشكل أساس موقفنا». وتعتبر الصين التي تؤمن الاستمرار الاقتصادي لكوريا الشمالية، الدولة الوحيدة التي لها تأثير فعلي على النظام الفقير والمعزول في الشمال.

واستغلت بيونغ يانغ باستمرار مخاوف بكين من عواقب انهيار النظام في الشمال لتتحدى جهود بكين من أجل كبح برنامجها للتسلح النووي. وساعدت التجارة المتزايدة مع الصين كوريا الشمالية في التخفيف من وقع العقوبات الدولية التي فرضت بعد التجربتين النوويتين السابقين لبيونغ يانغ في 2006 و2009.

وأعربت افتتاحية «غلوبال تايمز» أيضا عن الاستياء الرسمي من عدم تفهم كوريا الشمالية لدور الصين في التخفيف من العقوبات التي تبناها مجلس الأمن الثلاثاء. وكتبت الصحيفة «يبدو أن كوريا الشمالية لا تقدر جهود الصين».