تأجيل انتخاب المكتب السياسي لحماس لإقناع مشعل بالترشح

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن قيادة حركة حماس قررت تأجيل انتخاب مكتب سياسي جديد لها، في مسعى واضح لإقناع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بالعدول عن قراره بعدم الترشح لهذا الموقع لولاية خامسة. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن تأجيل التئام مجلس الشورى العام للحركة يأتي من أجل إفساح المجال للضغوط التي تبذلها جهات عربية وفلسطينية وإسلامية على مشعل للعدول عن قراره لكي تحقق نتائج.

وقالت المصادر إن الذي عاظم من تأثير الضغوط على مشعل التحول الذي طرأ على مواقف الكثير من قيادات الحركة في الداخل، لا سيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة وزيارة مشعل للقطاع. وأشارت المصادر إلى أن معظم الذين كانت لديهم تحفظات على أداء قيادة الحركة في الخارج باتوا مقتنعين بأنه يتوجب على مشعل مواصلة قيادتها في هذه الظروف، في حين أن الذين ظلوا متمسكين بهذه التحفظات لم يعودوا قادرين على تسويقها بفعل التحول في مواقف الأغلبية تجاه مشعل على وجه الخصوص.

وأكدت المصادر أن من أبرز الضغوط التي تمارس على مشعل في هذه الأيام ضغوط الجانب المصري، وتحديدا جماعة «الإخوان المسلمين»، حيث إن الجماعة ترى في مشعل الشخصية القادرة على قيادة الحركة نحو مصالحة وطنية تنهي حالة الانقسام الفلسطيني، التي تقلص هامش المناورة أمام القيادة المصرية الجديدة. وقالت المصادر إن أطرافا عربية وإسلامية، مثل قطر وتركيا، تشارك مصر ضغوطها على مشعل للعدول عن قرار ترك موقعه الجديد.

وحسب هذه المصادر فإنه على الرغم من حالات التلاسن التي تنشب بين ممثلي فتح وحماس بين الحين والآخر، فإن قيادتي الحركتين أدركتا أن إنجاز المصالحة الوطنية بات مصلحة ملحة للجانبين. وأكدت المصادر أنه في ما يتعلق بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) فإنه يدرك أن نجاح التحركات التي يخطط لها على الصعيد الدولي يتوقف على مدى قدرته على استعادة وحدة الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأوضحت المصادر أن الكثير من الأطراف الأوروبية باتت تقبل وجهة نظر إسرائيل القائلة بأن عباس ليس بوسعه تمثيل الفلسطينيين بسبب وجود حكومتين في غزة ورام الله.