إيران تماطل في العودة إلى المفاوضات حول أسلحتها النووية

قلق أميركي لقلة الشفافية والنزاهة في النظام القضائي الإيراني

ضابط أمن ايراني يتحدث لوسائل إعلام أمام مفاعل بوشهر بجنوب طهران (رويترز)
TT

بعد تصريحات إيرانية فيها تلكؤ عن العودة إلى المفاوضات حول أسلحتها النووية مع مجموعة «خمسة زائد واحد»، إشارة إلى الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن زائدا ألمانيا، وبعد تصريحات أوروبية انتقدت في لهجة حادة التلكؤ الإيراني، قال مسؤول في الخارجية الأميركية إن إيران رفضت بداية المفاوضات في إسطنبول يوم غد الاثنين. ولهذا، اقترحت المجموعة الشهر القادم.

وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن، لا يوجدا اتفاق حول الجولة القادمة، ولكن الاتصالات جارية. كما أن إيران لم تقبل عرضا للذهاب إلى إسطنبول غدا الاثنين. لهذا عرضنا تواريخ جديدة في فبراير (شباط) المقبل».

وقال المسؤول إن تواريخ كثيرة عرضت على إيران منذ الشهر الماضي. لكن، يظل المسؤولون الإيرانيون يتلكأون ويغيرون التواريخ والأمكنة. وكان آخر مكان اقترحه الإيرانيون هو القاهرة، رغم تصريحات مسؤولين مصريين بأن الاضطرابات في مصر في الوقت الحالي تجعل القاهرة ليست المكان المناسب.

وقال المسؤول: «نحس بخيبة أمل لأنه، حتى الآن، لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق حول عقد اجتماع. ونحن من جانبنا أظهرنا مرونة، فيما يتعلق الأمر بالتاريخ والمكان. لكن، تستمر إيران في إعلان شروط جديدة، مما يعنى أنها تماطل».

وكانت فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قالت، في الأسبوع الماضي، إن الاتصالات الدولية مع إيران تعتمد على وسيلتين، المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة النووية «للحصول على كل الشفافية حول ما تفعل إيران». وجهود مجموعة «خمسة زائد واحد» التي تهدف إلى «التراجع عما تفعل إيران في الجانب العسكري».

وقالت إن الولايات المتحدة أصيبت بـ«خيبة أمل» بسبب فشل مهمة وفد الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي كان عاد من إيران.

وكان السيناتور جون كيري، وزير الخارجية المتوقع، قال، يوم الخميس الماضي خلال استجواب في مجلس الشيوخ للموافقة على اختيار الرئيس أوباما له، إن الرئيس أوباما قال إنه مستعد لمفاوضات مباشرة مع إيران حول سلاحها النووي.

وقال كيرى إنه سيلتزم «تماما» بالعقوبات على إيران التي فرضت خلال فترة وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، وقبلها. وإن واشنطن ستعطي الأولوية لاستراتيجية تجمع العقوبات الاقتصادية والمفاوضات.

وأضاف كيري: «أوضح الرئيس ذلك في شكل نهائي، سنبذل ما في وسعنا لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، بما في ذلك المزيد من العقوبات الاقتصادية، مع احتمال استخدام القوة العسكرية».

وأضاف كيري: «لقد أكد الرئيس أوباما الأمر وكرره، أنه يفضل حلا دبلوماسيا، وإعطاء الدبلوماسية كل فرص النجاح. لكن، ينبغي ألا يخطئ أحد في عزمنا على تحقيق هدفنا». وقال موجها كلماته إلى الإيرانيين: «إذا كان برنامجهم سلميا، فيمكنهم إثبات ذلك. هذا هو ما نسعى إليه».

وعن سعيد عابديني، مواطن أميركي معتقل في إيران، ويعمل محاموه للإفراج عنه بكفالة مالية، قالت نولاند: «نظل قلقين حول المواطن الأميركي سعيد عابديني، المعتقل في إيران بتهم تتعلق بمعتقداته الدينية».

وأضافت بأن القلق يشمل النظام القضائي الإيراني، خاصة بسبب قلة الشفافية والنزاهة فيه. وأدانت «استمرار انتهاك إيران للحقوق العالمية لحرية الدين». ودعت السلطات الإيرانية لاحترام حقوق الإنسان وحقوق عابديني، والإفراج عنه. وقالت إن الحكومة الأميركية «على اتصال وثيق مع أسرته». وعن أخبار بأن إيران نقلت كميات كبيرة من الذهب من أفريقيا إلى تركيا إلى دبي ثم إلى إيران، قالت نولاند إنها لا تملك معلومات عن ذلك. لكن، قالت إن الولايات المتحدة وتركيا تتعاونان في مجال تطبيق المقاطعة الدولية على إيران.