المعارضة تستهدف القصر الرئاسي في دمشق ومطار المزة العسكري بالقذائف

الطيران الحربي يستهدف محيط العاصمة.. واشتباكات داخل أسوار سجن إدلب المركزي

جنود هولنديون يقفون قرب منظومة صواريخ باتريوت بعد أن أصبحت جاهزة للتشغيل في قاعدة أضنة العسكرية بتركيا أمس لحماية الحدود من هجمات سورية محتملة (رويترز)
TT

أعلنت «كتائب الصحابة» التابعة لتجمع «أنصار الإسلام» المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ريف دمشق عن استهداف قصر الشعب (القصر الرئاسي) شمال غربي العاصمة ومطار المزة العسكري بالصواريخ، أمس، وذلك بالتعاون مع كتائب «جند التوحيد والسنة». وجاء هذا بينما سقط أكثر من 50 سوريا جراء قصف الطيران الحربي مناطق سوريا عدة لا سيما على أطراف دمشق، وانفجار سيارة ملغومة داخل العاصمة السورية.

وقالت كتائب الصحابة إن الاستهداف جاء «ردا على القصف الهمجي على داريا والمعضمية» وبث ناشطون مقطع فيديو لمقاتل قال إنه من «كتيبة سعد بن أبي وقاص من كتائب الصحابة في تجمع أنصار الإسلام بالتعاون مع جند التوحيد والسنة» يقوم برمي قذائف صاروخية بدائية الصنع باتجاه قصر الشعب والذي بدا في الصور ضمن مرمى الصواريخ.

وفي السياق ذاته بث ناشطون يوم أمس فيديوهات تظهر جانبا من الاشتباكات التي يخوضها لواء أبابيل حوران في عقربا على طريق مطار دمشق الدولي، ويشارك في العمليات هناك بحسب الفيديوهات مجموعة من كتائب الغوطة الشرقية وعناصر من جبهة النصرة، مع الإشارة إلى أن الاشتباكات متواصلة في عقربا منذ 86 يوما ولكنها تصاعدت في الأيام الأخيرة؛ حيث نشطت الكتائب المقاتلة ضد النظام عمليات الهجوم «بغية فتح جبهة جديدة للتخفيف عن مدينة داريا» بحسب ما أفاد ناشطون.

وشن الطيران الحربي أمس عدة غارات على الغوطة الشرقية مستهدفا مدينة زملكا وعقربا أسفر عن احتراق المزيد من المعامل في المنطقة. كما اشتد القصف المتواصل على بلدة بيت سحم لليوم الـ60 على التوالي بالمدفعية الثقيلة ومدافع الهاون والدبابات.

واستهدف القصف أمس الأحياء السكنية في ظل حالة حصار خانق وإغلاق جميع المداخل من قبل قوات النظام مع استمرار الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي وعند مدخل بلدة بيت سحم. كما شن الطيران الحربي أكثر من 16 غارة استهدفت بلدة شبعا القريبة من بيت سحم وأسفرت عن دمار كبير بالبلدة بالإضافة إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى بين صفوف المدنيين.

وفي تطور جديد اتهم ناشطون في داريا قوات النظام بارتكاب مجزرة مروعة بحق مجموعة من الأهالي النازحين من المدينة عند حاجز المروحة حيث تم إعدام 13 شخصا ومن ثم إحراق جثثهم.

وواصلت قوات النظام قصف الأحياء الجنوبية في العاصمة يوم أمس؛ حيث سجل سقوط ستة صواريخ على حي الحجر الأسود، وفي حي تشرين شرق العاصمة دارت اشتباكات عنيفة هناك. وأعلنت كتيبة (دمشق عاصمة الأمويين) في بيان لها أن مقاتلي الكتيبة اشتبكوا مع (لجان الشبيحة) في حي تشرين لدى محاولتهم اقتحام جادة المشروح؛ حيث تم قتل أربعة من لجان الشبيحة التابعة للنظام من خلال ضرب سيارة كانوا يستقلونها، ونشبت بعدها اشتباكات استمرت لعدة ساعات، قامت خلالها قوات النظام برمي قذائف هاون على جادة المشروح الواقعة بين حي برزة وحي تشرين وسط إطلاق نار كثيف.

وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري السوري للجيش الحر في دمشق بوقوع اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش الحر وجيش النظام في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق. وقال المكتب الإعلامي إن «مدن وبلدات ريف دمشق والغوطة الشرقية بقيت هدفا لقصف قوات النظام السبت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وصواريخ الطيران الحربي».

وبدورها، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات السورية عثرت على ثلاثة أنفاق في داريا بريف دمشق كان «الإرهابيون» يستخدمونها في التنقل ونقل الأسلحة والذخيرة. ونقلت الوكالة عن «مصدر مسؤول» أن الأنفاق تصل بين مبنيي المالية والبلدية وجامع أنس باتجاه المركز الثقافي.

وفي غضون ذلك انفجرت سيارة مفخخة في حي الزاهرة في جنوب العاصمة ما أدى إلى احتراقها وإصابة رجل بجراح تبعها انتشار أمني.

وفي محافظة حمص (وسط)، شن الطيران الحربي غارة على مدينة القصير حيث قتل ثمانية مقاتلين جراء قصف من القوات النظامية واشتباكات، بحسب المرصد. وفي مدينة حمص، تعرض حيا جوبر والسلطانية (غرب) للقصف، مع استمرار المعارك المتجددة لليوم السابع على التوالي، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على أحياء ما زالت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين في المدينة التي يعدها الناشطون «عاصمة الثورة» ضد النظام منذ منتصف مارس (آذار) 2011.

وكان المرصد أفاد أن 15 عنصرا على الأقل من القوات النظامية بينهم ضابطان قتلوا إثر هجوم نفذه مقاتلون على مركز عسكري في حي القرابيص وسط المدينة. في شمال غربي سوريا، دارت اشتباكات داخل أسوار سجن إدلب المركزي وعلى أطرافه، غداة اقتحامه من مقاتلين معارضين. وقال مدير المرصد السوري إن المقاتلين يشتبكون كذلك «مع رتل من القوات النظامية المقبل للمؤازرة من جهة جسر الشغور».

وأوضح أن المقاتلين ينتمون إلى كتائب أحرار الشام (الإسلامية) وكتائب أخرى، وكانوا قد اقتحموا أول من أمس السجن الواقع على المدخل الغربي لمدينة إدلب التي تسيطر عليها القوات النظامية، وتمكنوا من تحرير «أكثر من مائة سجين»، مشيرا إلى مقتل عشرة سجناء في العملية.

من جهتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «وحدات من قواتنا المسلحة تواصل بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي حاولت الاعتداء على موقع السجن المركزي على طريق إدلب سلقين».