مصر: الألتراس.. تاريخ من العشق والدم

ظهروا في البلاد قبل ست سنوات.. واشتهروا بعدائهم للشرطة

TT

منذ الإعلان عن تأسيسها في مصر قبل نحو ست سنوات، أثارت روابط مشجعي كرة القدم المعروفة بـ«الألتراس» الكثير من الجدل بسبب العداءات المتبادلة بين روابط مشجعي الأندية الكبرى في البلاد، وتلك الروابط وقوات مكافحة الشغب خلال مباريات دوري كرة القدم.

وتحظى «ألتراس أهلاوي» وهي رابطة مشجعي نادي الأهلي الأكثر جماهيرية في مصر بشهرة نظرا لانتشارها الواسع في معظم محافظات البلاد وكونها أولى الروابط التي تأسست عام 2007، وأولى الروابط التي استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي لبث بياناتها، ووصل عدد المتابعين للصفحة الرسمية على موقع «فيس بوك» أكثر من 700 ألف متابع.

وتقف كل من «ألتراس وايت نايتس» وهي رابطة مشجعي نادي الزمالك الغريم التقليدي للأهلي، و«ألتراس جرين فير» وهي رابطة مشجعي النادي المصري البورسعيدي، كأبرز خصمين لـ«ألتراس أهلاوي».

وعقب سقوط 72 قتيلا من رابطة ألتراس أهلاوي خلال أعمال عنف في مباراة للنادي الأهلي مع النادي المصري البورسعيدي في الدوري الممتاز أقيمت في مدينة بورسعيد (شرق القاهرة) في مطلع فبراير (شباط) من العام الماضي، رفع شباب الألتراس شعار القصاص أو الدم، وفي محاولة للضغط على السلطات قاموا بقطع الطرق وخطوط المترو وحاولوا منع إقامة عدة مباريات.

وأنهى حادث بورسعيد العداء التقليدي بين ألتراس وايت نايتس (الزمالك) وألتراس أهلاوي، ورفعا خلال العام الماضي مطالب مشتركة كما شاركوا في فعاليات مظاهرات ميدان التحرير إلى جوار بعضهما بعضا.

وباتت العلاقة بين أهلاوي ومشجعي المصري ثأرية خاصة مع صدور حكم بالإعدام ضد أعضاء من «ألتراس جرين فير» المدانين في قضية مجزرة بورسعيد ومنهم محمد رشاد وشهرته «قوطة الشيطان»، ومحمد السيد «مناديلو»، والسيد محمود «السيد حسيبة»، ومحمد عادل «محمد حمص»، وهشام البدري وشهرته «الفلسطيني»، ومحمد البغدادي «الماندوا»، ومحمد حسني وشهرته «بطيخة» وفؤاد السبع «فوكس» وعبد العظيم غريب «عظيمة»، ومحمد حسين «القص»، ووائل يوسف «سيكا» ومحمد دسوقي «الدستة».

وتعني كلمة «ألتراس» وهي كلمة لاتينية: «الفائق»، وظهرت للمرة الأولى في أربعينات القرن الماضي في دول أميركا الجنوبية، ودخلت متأخرة إلى دول شمال أفريقيا، والغالبية من أعضائها من الشبان والصبية شديدي الحماس لأنديتهم.

واعتادت «ألتراس أهلاوي» وغيرها من الروابط مساندة كل فرقها في مبارياته داخل البلاد وخارجها، ولا تقتصر المساندة على مباريات كرة القدم بل امتدت إلى معظم الألعاب الجماعية الأخرى.

وتتميز هذه الروابط بمؤازرة الفريق طوال وقت المباريات بغض النظر عن نتيجة المباراة كما أن لديها مجموعة كبيرة من الشعارات والأغاني التي تساند الفريق، واشتهرت أيضا بالأغاني الموجهة ضد الشرطة، ومؤخرا رفعت في مصر شعارات ثورة 25 يناير.

تستخدم تلك الروابط الألعاب النارية المعروفة بـ«الشماريخ»، و«البراشوت»، في الاحتفال بتسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات، لكنها أحيانا تلقيها خلال سير المباريات كنوع من الاحتفال أو الاحتجاج، وهو ما أدى لصدور قرار من اتحاد الكرة في البلاد بمنع دخول الألعاب النارية إلى المدرجات وتغريم الأندية التي يقوم مشجعوها باستخدام تلك الألعاب النارية.

واشتبكت مجموعات الألتراس في كثير من الأحيان مع أفراد الشرطة وهاجمت سياسة وزارة الداخلية وكانت تحركاتها واضحة خلال ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، كما كان لأعضائها دور بارز في صد هجوم بلطجية على ميدان التحرير فيما عرف حينها بـ«موقعة الجمل».

وتم تعليق دوري كرة القدم عقب أحداث بورسعيد، وأعلنت الألتراس رفضها لعودة النشاط الكروي مرة أخرى قبل الحكم في قضية استاد بورسعيد، واضطرت السلطات المصرية لتأجيل عودة الدوري أكثر من مرة على خلفية قلقها من أعمال عنف للألتراس.