24 ساعة من الشائعات في ميدان التحرير

«غاز بديع» مفعوله أقوى.. وانتظار «الملثمين»

TT

أمضى ميدان التحرير 24 ساعة من الشائعات خلال احتفالات المصريين بالذكرى الثانية لثورة يناير. ومن هذه الشائعات الطريفة إطلاق المتظاهرين اسم «غاز بديع» على الغازات المسيلة للدموع التي كانت تطلقها الشرطة بضراوة على الألوف من المعتصمين بالميدان. والمقصود بـ«بديع» هو مرشد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي. وبطبيعة الحال لا توجد علاقة مباشرة بين مرشد الجماعة والنوع الجديد من الغازات المسيلة للدموع التي يقول المتظاهرون «إن مفعولها أقوى من تلك التي كانت تستخدمها الشرطة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك».

ومن الشائعات الأخرى التي أصابت ألوف المتظاهرين في ميدان التحرير منذ مساء يوم الخميس الماضي وحتى الليلة قبل الماضية بالارتباك، مقولة «انتظار الملثمين»، من أنصار التيار الإسلامي لضرب المحتجين في التحرير بالعصي وبنادق الخرطوش كما حدث للمعتصمين المناوئين لحكم جماعة الإخوان أمام قصر الاتحادية الرئاسي الشهر الماضي.

لكن بمرور الوقت لم تحدث إلا مناوشات صغيرة عند منطقة التوفيقية بقلب العاصمة وعلى بعد نحو كيلومتر شمال ميدان التحرير، وكان المعتدي متظاهرين مناوئين للإخوان قاموا بإحراق مقر موقع «إخوان أون لاين» التابع لجماعة الإخوان المسلمين وسط سوق التوفيقية.

ومن الشائعات أيضا ما تردد بين صفوف متظاهري التحرير من أن هناك وعدا أعطاه وزير الداخلية للرئيس بإخلاء الميدان من المحتجين في الساعة السابعة من مساء يوم 25 يناير؛ ولكن الحشد استمر واتخذ المتظاهرون من الشوارع الخلفية ملاذا لهم ثم اتجهوا ليلا إلى مبنى التلفزيون (ماسبيرو) المجاور للرد بالتصعيد احتجاجا على كثافة وغرابة «غاز بديع»، حيث استمرت موجات الكر والفر حتى أمس.

ومن الشائعات أيضا التي سيطرت على أذهان المتظاهرين وجعلت التوتر قائما، انتشار التحذير من مغبة قدوم جماعات من الشباب للتحرش بالفتيات والسيدات المشاركات في مظاهرات التحرير. ومع إصرار السيدات على الاعتصام في الميدان بدأت فجأة ظاهرة غريبة وهى الدفع بشباب صغير السن وملثم للتحرش بكل السيدات وإطلاق شعارات ضد انخراط المرأة في السياسة، في محاولة لطردهن من الميدان؛ لكن السيدات رددن بهتافات تقول: «قالوا صوت المرأة عورة.. وهي ثورة هي ثورة». وقبل أن تتم معرفة دوافع الشبان المعادين للمرأة كانوا قد اختفوا بعيدا عن الميدان، تحت سحب دخان الحرائق والغازات المسيلة للدموع.