ميدفيديف: الأسد ارتكب خطأ فادحا.. وفرص بقائه في السلطة تتضاءل

الخارجية الأميركية: التصريحات تقرب وجهات النظر

TT

قالت الخارجية الأميركية، أمس الأحد، إن تصريحات رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف بأن الرئيس السوري بشار الأسد «ارتكب خطأ فادحا قد يكون قاضيا»، تشير إلى أن وجهات النظر بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا يمكن أن يقترب بعضها من بعض أكثر مما كانت عليه.

وأشار مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تصريح ميدفيديف جاء بعد بيان جنيف حول سوريا الذي أصدرته الولايات المتحدة وسوريا بالاشتراك مع الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، وأيضا جاء التصريح قبيل البيان الذي سيصدره الإبراهيمي غدا الثلاثاء حول سوريا.

وأشار المسؤول إلى بنود بيان جنيف الذي وقع عليه، قبل أسبوعين، بالإضافة إلى الإبراهيمي، ويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي قال إن الأولوية في سوريا يجب أن تكون «وقفا فوريا لكل أعمال العنف وإراقة الدماء، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى السوريين، خاصة النازحين واللاجئين»، موضحا في نفس الوقت أنه «تجب بداية عملية انتقالية سياسية في سوريا يكون هدفها وضع قوانين تضمن المساواة في الحقوق المكفولة لكل المجموعات الإثنية والطائفية»، كما أن البيان قال: «نشدد بكل حزم على أن المسائل المتعلقة بمستقبل سوريا يجب أن يعالجها السوريون أنفسهم، بلا تدخل خارجي، وبلا وصفات حلول جاهزة».

وأوضح المسؤول الأميركي أيضا أن اتفاقية مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول عربية) في جنيف في يونيو (حزيران) الماضي، دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية بـ«صلاحيات كاملة»، غير أن الاتفاقية لم تتطرق إلى مصير الرئيس بشار الأسد.. وعن هذا، كرر المسؤول الموقف الأميركي بأن الأسد يجب أن يرحل.

وأعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس أن فرص بقاء الأسد في السلطة تتضاءل «يوما بعد يوم»، وأنه ارتكب «خطأ فادحا قد يكون قاضي»؛ لأنه تأخر كثيرا في تطبيق الإصلاحات السياسية.

وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي، إنه «كان عليه (الأسد) التحرك بسرعة أكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه. إنه خطأ فادح من قبله قد يكون قاضيا».

وردا على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كان الأسد يمكن أن ينجو، أجاب ميدفيديف: «لست أدري. يبدو لي أن فرصه في البقاء (في السلطة) تتضاءل يوما بعد يوم». وأشار ميدفيديف إلى أنه حاول مرارا إقناع الأسد بالحوار مع المعارضة، وقال: «اتصلت بالأسد هاتفيا عدة مرات وقلت له طبقوا إصلاحات، اجلسوا إلى طاولة مفاوضات»، مضيفا: «لكني أكرر القول مرة أخرى، برأيي المسؤولون السوريون لم يكونوا مستعدين لذلك».

وقال ميدفيديف أيضا: «لكن من جهة أخرى، يجب ألا يسمح بأي حال من الأحوال لنزاع مسلح بإطاحة النخبة السياسية»، كما أكد مجددا موقف روسيا المتمثل في أن الشعب السوري وحده مؤهل ليقرر مصير الأسد الذي يطالب الغربيون برحيله، وقال: «أكرر القول مرة أخرى: يعود للشعب السوري أن يقرر. لا روسيا، لا الولايات المتحدة، ولا أي دولة أخرى».

وشدد ميدفيديف مجددا على أن موسكو لا تعمل على بقاء الأسد في السلطة، قائلا: «لم نقل أبدا إن هدفنا هو بقاء النظام السياسي الحالي أو بقاء الرئيس الأسد. على الشعب السوري أن يقرر»، مشيرا إلى أن روسيا لم تكن أبدا حليفا حصريا لسوريا أو لبشار الأسد، وقال: «أقمنا علاقات جيدة مع والده ومعه، لكن كان لديه حلفاء أكثر حظوة بين الدول الأوروبية».

والأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إبعاد الأسد غير وارد في الاتفاقات الدولية، وأنه «يستحيل تنفيذه»، فيما قال جون كيري وزير الخارجية الأميركية القادم، الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع في الكونغرس، إن الرئيس أوباما لم يغير رأيه في وجوب رحيل الأسد.

وكرر كيري التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون حول سوريا، وقال إن الأسد «في الماضي، فوت فرصة تاريخية. والآن عليه أن يتنحى اليوم وليس غدا. أملنا هو أن يتم إقناعه بأن لا مفر من رحيله. وعبر التنسيق مع الروس، والأطراف الدولية من أجل تأمين انتقال منظم للسلطة».

وقال كيري إن الروس يؤيدون رحيل الأسد، لكنهم يختلفون مع الأميركيين في شأن التوقيت وطريقة الرحيل، غير أن كيري لم يفصل هذه النقطة.