إسرائيل تهدد بقصف سوريا «الآخذة في التفكك» حال تراخي قبضتها على الأسلحة الكيماوية

رئيس الحكومة يساوي بين الخطرين السوري والإيراني.. ونشر القبة الحديدية شمال البلاد

TT

تفوه عدد من المسؤولين الإسرائيليين ضد ما سموه «الخطر المقبل من سوريا»، أمس، ووصل الأمر إلى درجة أن يصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بما يوحي أنه يساوي ما بين الخطرين الإيراني (النووي) والسوري.. بينما قال نائبه إن أي علامة على تراخي قبضة سوريا على أسلحتها الكيماوية من الممكن أن تؤدي إلى ضربات عسكرية إسرائيلية.

وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته، أمس، خلال حديثه عن «اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية»: «إن الموضوع في اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ليس ما حدث، وإنما كيفية منع تكراره وهذا منوط بقدرة وبتصميم دولة اليهود على الدفاع عن نفسها من أولئك الذين يريدون أن يدمروها. ومن شأن هذا يجب الاطلاع إلى ما يدور من حولنا، وأيضا إلى ما يحدث في إيران والدول التي تسير في فلكها وفي ساحات أخرى، بما يتعلق بالأسلحة الفتاكة الموجودة في سوريا الآخذة بالتفكك»، مضيفا أنه «يوجد هنا كثير من التهديدات، وهي من أخطر التهديدات التي أشرت إليها. وتوجد تهديدات أخرى والواقع يتطور باستمرار، وإنني متأكد أن باستطاعتنا التعامل مع هذه التحديات».

وعلى صعيد ذي صلة، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، العجز الدولي عن إنهاء الصراع في سوريا، وترك الأمور تتدهور إلى فوضى عارمة. وقال إن «عدم الرد العالمي على ما يجري في سوريا هو بمثابة ضوء تحذيري لدول كثيرة في العالم بأنها لا تستطيع الاعتماد على المساعدة من المجتمع الدولي الذي يقوده الغرب»، كما نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي قوله إن سوريا «على وشك الانهيار»، وعندما سئل ما إذا كانت إسرائيل تواجه تهديدا محدقا، قال: «لا ليس بعد. أعتقد أنه عندما تمثل الأمور خطرا بالنسبة لنا فسوف تعلم دولة إسرائيل بالأمر».

وأما وزير شؤون التطوير الإقليمي سلفان شالوم نائب رئيس الوزراء، فقد أكد أن حكومته تتابع ما يجري في سوريا منذ زمن طويل، وترى الخطورة الكبيرة الكامنة في احتمال تسرب أسلحة كيماوية للمتمردين المتطرفين أو لحزب الله اللبناني. ولكنه أضاف أن هناك ما يطمئن بعض الشيء أن جميع دول العالم الحر متفقة على منع ذلك.

كما نقلت «رويترز» عن شالوم قوله لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه في حالة وقوع أسلحة كيماوية في أيدي مقاتلي حزب الله اللبناني أو المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الأسد «فإن ذلك سيغير من قدرات هذه المنظمات بشكل هائل»، وأضاف أن هذا التطور سيمثل «عبورا للخطوط الحمراء يتطلب تناولا مختلفا، ربما تضمن عمليات وقائية»، وذلك في إشارة إلى تدخل عسكري، قال جنرالات إسرائيليون إن إسرائيل أعدت له خططا.

كما أوضح أن «الفكرة من حيث المبدأ هي أن ذلك (نقل الأسلحة الكيماوية) يجب أن لا يحدث. في اللحظة التي نبدأ فيها في معرفة أن شيئا كهذا ممكن أن يحدث، فسيكون علينا أن نتخذ قرارات».

وكان نتنياهو قد دعا كبار مسؤولي الأمن والوزراء، يوم الأربعاء الماضي، لاجتماع طارئ حول ما سمي «الخطر من الأوضاع في سوريا». وقد لفت النظر أن الاجتماع عقد في اليوم التالي للانتخابات الإسرائيلية، عندما كان الوزراء والمسؤولون قد أمضوا ليلة بيضاء وهم ساهرون لمتابعة فرز نتائج التصويت. وقد أكد المراقبون أن توقيت الاجتماع يدل على خطورة الموقف.

إلى ذلك، ذكر تقرير أن الجيش الإسرائيلي نشر بطاريات من منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ في مناطق مختلفة شمال البلاد بما فيها حيفا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأكد الناطق باسم الجيش صحة التقرير، مشيرا إلى أن نشر منظومة «القبة الحديدية» شمال إسرائيل يأتي ضمن إجراءات تفعيلها، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. إلا أن مصدرا عسكريا نفى ارتباط الخطوة بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تحذر من تداعيات التصعيد الحاصل في سوريا.