نجاد: أميركا طبعت ورقا بتكلفة «5 سنتات» وكتبت عليه «100 دولار»

سخر من العجز في الموازنة الأميركية.. وقلل من شأن الأحداث في سوريا ومصر

صورة بثتها وكالة «مهر» الإيرانية يبدو فيها إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني العراقي بعد أن سلم على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال الجلسة الافتتاحية لـ«مؤتمر الوحدة الإسلامية» في طهران أمس وبدا في الصورة أيضا عمار الحكيم
TT

وسط عزلة دولية واسعة، عقد في طهران، أمس، مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي افتتحه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، واستهله كعادته بشن هجوم على أميركا، ساخرا من سياساتها الاقتصادية التي أدت إلى عجز في الموازنة الأميركية يعادل موازنة دولة كبيرة مثل الهند. وحث المسلمين على الوحدة ضد «الشيطان»، أي أميركا، و«المتغطرسين» في العالم، في إشارة إلى الغرب، كما دعا إلى «إنهاء المشروع الصهيوني».

وقال نجاد في كلمته الافتتاحية التي ألقاها أمام نحو 300 شخصية حضرت المؤتمر الدولي السادس والعشرين للوحدة الإسلامية إن «حكام أميركا استغلوا أوضاع الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفرضوا ورقا باسم الدولار على الاقتصاد العالمي، ثم أصدروا في المطابع الأميركية ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار»، حسبما أوردته وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.

وتابع أحمدي نجاد هجومه على واشنطن قائلا: «بعد ذلك، ومن أجل صرف الأنظار عن هذا الإجراء، ادعوا أن الشعوب عاجزة وضعيفة، وأن السبب هو الشعوب نفسها؛ فنصبوا حكاما ديكتاتوريين وعطلوا الأفكار وجعلوا الشعوب تعيش في فقر وضعف».

وتزداد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وإيران من جهة أخرى، على خلفية برنامج إيران النووي المثير للجدل، حيث تتهم إيران بدفع أهداف عسكرية وراء ذلك البرنامج، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إن برنامجها مقتصر على الأغراض السلمية.

وفي وقت يواجه فيه الريال الإيراني هبوطا حادا في قيمته أمام الدولار الأميركي بسبب العقوبات، سخر الرئيس الإيراني من العجز في الموازنة الأميركية، وقال: «في كل عام لديهم عجز بالميزانية بمقدار 1600 مليار دولار، قارنوها مع عملة بلدكم، وحسب اعتقادي، فإن هذا الرقم يعادل ميزانية دولة كبيرة مثل الهند».

كما سعى نجاد إلى التقليل من حجم التوترات في مصر وسوريا، وقال: «طبعا المشكلات موجودة حاليا في جميع أنحاء العالم»، وأضاف متسائلا: «ألا توجد مشكلات في أوروبا وأميركا وأفريقيا والشرق الأقصى أو أميركا اللاتينية؟ في كل مكان توجد مشكلات كثيرة, وواحدة من هذه المشكلات كافية لحث البشرية على السعي لحلها».

ودعا أحمدي نجاد إلى التصدي للولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، وإلى ضرورة الوحدة «ضد الشيطان والمتغطرسين في العالم.. ومنعهم من الهيمنة على مقدرات الشعوب»، مشددا على ضرورة «العمل معا للتصدي للصهاينة وإنهاء المشروع الصهيوني، وأن يتحرر الشعب الأميركي من هيمنة الصهاينة».

وخلال مراسم المؤتمر، قدم رئيس جامعة الحضارة الإسلامية الدولية في لبنان مخلص أحمد الجدة شهادة الدكتوراه الفخرية إلى الرئيس الإيراني.

ومن المقرر أن تناول المؤتمر آلات تسوة الأزمة السورة، كما سيتناول مقترحا قضي باعتبار انتهاك حرمة الفرق الإسلامة والمقدسات الإسلامية جرمة.

وحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) يشارك في المؤتمر نحو ألف مفكر وعالم إراني، و300 شخصة علمة وساسة وثقافة بارزة في العالم الإسلامي، بينهم مفكرون من جامعة الأزهر والدول الخليجية وشخصات إسلامة من السودان وتونس وسورا وباكستان.

ويشارك من العراق إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس الائتلاف الشيعي، وعمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.

واعتبر الجعفري أن «التدخلات الأجنبة والتوجهات المتطرفة تحاول أن تعبث بالوحدة الإسلامية»، وأضاف: «عقد هذا المؤتمر في الوقت الذي شهد فه العالم العربي والإسلامي تحولات رائعة سمت بـ(الربع العربي)، وكنا نأمل أن قترن الربع العربي باستبدال الدكتاتورات بإسلامة واعة»، وتابع: «ما زلت أعلق على هذا الربع بعض الأمل، لكن الشيء الذي شاب هذا الربع النعرة الطائفة والنعرة الإرهابة القومة الشوفنة».

وحول الشأن العراقي، قال إن البلد «مر حالا بأزمة، وهناك جهود حثثة لشد الأزر وجمع الصف، ونتعشم في كل إخواننا؛ سنة وشعة وعربا وكردا وتركمانا، أن عوا خطورة الأزمة، وأنه لا رابح فها، ونحن نواصل من خلال الملتقى الوطني اجتماعاتنا المكثفة حتى نعبئ كل القوي الساسة لمواجهة هذه الأزمة»، في إشارة إلى المظاهرات التي ينظمها السنة ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وإلى الخلافات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وفي غضون ذلك، من المتوقع أن يجري الحكيم خلال زيارته طهران سلسلة لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين يناقش من خلالها آخر تطورات المشهدين العراقي والإقليمي.

وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن الحكيم سيلتقي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر تطورات المنطقة والمشهد السياسي العراقي.

وكان الحكيم حذر خلال المؤتمر مما سماه «التصعد الخطر في النعرات الطائفة الخطرة المسسة التي تقوم بها أطراف أجنبة وقوى إقلمة تجد من خلال هذا التصعد فرصة للصد بالماء العكر».

وحول مظاهرات محافظة الأنبار السنية، قال الحكم: «لا شك أن هناك بعض الأخطاء وقعت بهذا الخصوص، وهناك مطالب مشروعة وحقة للمواطنن، وتجب معالجة هذه المطالب ضمن أسقف الدستور والقانون، ونحن مع كل مطلب حق وكل (ظلامة) تحصل هنا أو هناك»، إلا أنه استدرك قائلا إن الاحتجاجات «ربما توفر مناخات للاستغلال من الأطراف والأجندة الأجنبة لركوب الموجة واستغلال هذه المشاعر الطبة باتجاهات خاطئة»، في إشارة إلى محاولات دخول تنظيم القاعدة وحزب البعث على خط المظاهرات.