تصوير متظاهرين بالقاهرة يورط مخرجة أفلام في «تهم سياسية»

الشرطة قالت إن معها «خرائط لمنشآت مهمة».. وشقيقها: بريئة

المخرجة سارة عبد الله («الشرق الأوسط»)
TT

من شرفة المنزل المطلة على المواجهات الدامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة بوسط القاهرة، حاولت فتاتان مصريتان توثيق ما يجري من وقائع، فأصبحت كل منهما حدثا ضمن هذه الأحداث، والسبب قيامهما بتصوير المصادمات من الشرفة المطلة على شارع القصر العيني. سارة عبد الله وضيفتها أميرة الأسمر، مجرد فتاتين عاديتين، لكن ومنذ يوم أمس، أصبحت أخبارهما وصورهما في كل مكان بالعاصمة المصرية التي تشهد حالة من الفوضى الأمنية التي ضربت البلاد مع الذكرى الثانية لثورة يناير منذ يوم الجمعة الماضي، حيث تم القبض على عشرات من الناشطين والناشطات.

وكلف المجلس القومي للمرأة برئاسة السفيرة ميرفت التلاوي، محاميا للدفاع عن الفتاتين. وقالت السفيرة التلاوي إن المجلس سيقف بجانبهما لحين الإفراج عنهما، مشيرة إلى أن الأمر لا يقتصر على الدفاع عن هاتين الفتاتين، ولكنه سيدافع عن جميع الفتيات والسيدات اللاتي تم القبض عليهن في الاشتباكات الأخيرة بشكل غير قانوني. سارة (25 عاما) مخرجة أفلام وثائقية ومونتيرة، وأميرة (24 عاما) خريجة الجامعة الأميركية ودارسة للإعلام، كانتا تتابعان الأحداث من شرفة المنزل في شارع القصر العيني والتصوير بالكاميرا، لكن المفاجأة كانت في اقتحام قوات الأمن للمنزل وإلقاء القبض عليهما بتهمة إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة على رجال الأمن.

وأدانت عدة منظمات حقوقية منها «النديم» و«المرأة الجديدة» إلقاء القبض على الفتاتين «أثناء تصويرهما أحداث الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين»، قائلة إن التصوير «ليس تهمة يعاقب عليها القانون» وطالبت بسرعة إطلاق سراحهما.

لكن مصدرا أمنيا بوزارة الداخلية قال إن أفرادا من قوات الأمن المركزي التي تحمي المقرات الحكومية بشارع القصر العيني أبلغوا بتعرضهم لقذف بالزجاجات الحارقة من إحدى الشقق المطلة على الشارع، وعند فحص البلاغ تبين أن الشقة تستأجرها سارة لتكون مقرا لعملها كمخرجة، وأن معها فتاة أخرى هي أميرة.

وأضاف المصدر الأمني أنه عند اقتحام الشقة تم العثور على الفتاتين وبحوزتهما العديد من الزجاجات الحارقة، وجهاز كومبيوتر محمول (لاب توب) عليه خرائط لكثير من المنشآت الهامة. وقال: «هذا تلبس، والقضية الآن أمام النيابة العامة».

لكن أحمد، الشقيق الأكبر لسارة، قال إنه لم يتم توجيه أي تهم رسمية حتى الآن لأخته أو صديقتها، معتبرا ما حدث معهما «انتهاكا لجميع الحقوق الإنسانية. كل ما حدث أن سارة كانت تقوم بتصوير تعدي قوات الأمن على مسيرات لمتظاهرين في شارع القصر العيني، وهذا لم يعجب الضباط الموجودين في الشارع فقاموا باقتحام مدخل العمارة لإلقاء القبض عليهما».