قمة ثانية بين البشير وسلفا كير بحضور زعماء أفارقة في أديس أبابا

المتحدث باسم خارجية جنوب السودان لـ «الشرق الأوسط» : الخرطوم تعمل لإضاعة الوقت

لقطتان من الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة الماضي بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير (أ.ف.ب)
TT

دخل الرئيسان السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت في قمة جديدة لم تكن مدرجة في جدول أعمالهما مساء أمس بحضور رؤساء جنوب أفريقيا، ورئيس الوزراء الإثيوبي الذي انتخب رئيسا للاتحاد الأفريقي، والرئيس النيجيري، ورئيس الآلية رفيعة المستوى، وظل الاجتماع مستمرا إلى وقت متأخر من مساء أمس، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع ربما هو محاولة جديدة بعد فشل قمة الرئيسين الجمعة الماضي ولم يتوصل فيها الطرفان إلى حلول لجهة تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بينهما، وقللت المصادر من خروج الاجتماع بأي اتفاق.

من جهة أخرى، قال ميوم ألير المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده كانت تتوقع فشل الاجتماعات المتكررة بين الرئيسين سلفا كير ميارديت ونظيره السوداني عمر البشير في أديس أبابا، وأضاف أن «اجتماع الجمعة الماضي بين الرئيسين كنا نتوقع فشله قبل أن يتم عقده»، نافيا أن تكون بلاده تركز في المحادثات على قضية تصدير نفطها عبر السودان من دون التطرق إلى الاتفاقيات الأخرى، وأضاف أنه «ليس صحيحا إطلاقا ما ردده وزير الخارجية السوداني علي كرتي من أن جوبا تركز على تنفيذ اتفاق نقل نفط بلادنا عبر السودان فقط»، وقال «بالعكس نحن ظللنا نطالب في كل الجولات بأن يتم تنفيذ كافة الاتفاقيات كحزمة واحدة وتركيزنا على ترسيم الحدود وخلق المنطقة الحدودية»، مشيرا إلى أن الخرطوم دائما ما تثير قضية فك الارتباط بين جوبا ومتمردي الحركة الشعبية في الشمال والتي تقود قتالا في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ أكثر من عام. وقال «نحن كدولة نشعر أننا قدمنا تضحيات كبيرة وتنازلات ضخمة في سبيل التوصل إلى هذه الاتفاقية في حين تسعى الخرطوم إلى عرقلتها»، وأضاف أن الكثير من مواطني بلاده غير راضين عن اتفاق التعاون مع السودان، ولا سيما المتعلقة بقضايا «الميل 14» ومنطقة أبيي والحدود، وتابع: «لكن الحكومة ملتزمة أمام المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بهذه الاتفاقيات التي وقعتها حتى يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة».

وقال ألير إن بلاده لديها خيارات أخرى في تصدير نفطها ولن تنتظر الخرطوم إلى ما لا نهاية وإن البدائل مطروحة أمام حكومته التي سوف تتخذ قرارات في الفترة المقبلة، وأضاف: «نشعر أن الخرطوم تسعى إلى كسب الوقت واستغلال المفاوضات لتدبير مؤامرات أخرى ضد بلادنا ولكنها ستفشل»، وتابع: «نحن نتوقع أن تقوم الحكومة السودانية بعمليات استفزازية على الحدود لجرنا إلى معارك حدودية وبها تقوم بنسف الاتفاقيات حتى نعود إلى المربع الأول»، وقال «نحن نراقب ما يحدث على الحدود وسندافع عن أراضينا».

من جانبه، نفى فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» انسحاب قواته من الحدود مع السودان، ووصفها بالكذبة الكبرى، وقال إن قوات بلاده موجودة في مواقعها ولم يتم سحبها من أي نقطة لأنها لم تتلق تعليمات من الرئيس سلفا كير، وأضاف أن الانسحاب يتم عبر الآلية الأفريقية والأمم المتحدة ودولتي السودان وجنوب السودان، وقال إن المفاوضات حول الحدود وقضايا تنفيذ الترتيبات الأمنية بين البلدين لم تحرز أي تقدم، وقال «نحن نرصد عمليات حشود تقوم بها القوات السودانية في مناطق حدودية».

إلى ذلك، أبدى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، داعيا دولتي السودان وجنوب السودان إلى حل القضايا العالقة بينهما، رغم أنه قال إن الدولتين اتخذتا خطوات إيجابية لتحقيق السلام والاستقرار بينهما، لكنه طالب البلدين ببذل المزيد من الجهود والبدء فورا في المباحثات للتوصل إلى حلول سلمية، وقال إنه على الحكومة السودانية والحركة الشعبية الدخول مباشرة لإيقاف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وتوصيل الإغاثة للنازحين.

وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد طالب الحكومة السودانية والحركة الشعبية في الشمال بالدخول في مفاوضات فورا من دون شروط مسبقة، وقال المجلس إن الآلية الوحيدة للتفاوض والوصول إلى حل للحرب الدائرة هي الاتفاق الإطاري الذي وقعه الطرفان في يونيو (حزيران) عام 2011.