هايلي مريم ديسالين تكنوقراطي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي

ارتقى بسرعة ودون عراقيل إلى قمة الحكم الإثيوبي

الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين (رويترز)
TT

يعتبر الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين تكنوقراطيا صاحب مسيرة سياسية غير معهودة في بلاده، إذ ارتقى في المناصب في عهد الرجل القوي الراحل ميليس زيناوي. ويظهر هذا الرجل بشاربيه ونظاراته الدقيقة وملابسه الداكنة وبنيته القوية (47 سنة) في صورة ناعمة مطابقة لمسيرته هو الذي درس الهندسة وارتقى بسرعة ودون عراقيل إلى قمة الحكم الإثيوبي المنغلق. وقد رعى ميليس زيناوي الذي توفي في العشرين من أغسطس (آب) بعد أن حكم البلاد 21 سنة، هايلي مريم الذي كان مستشاره ثم وزيرا لمدة خمس سنوات، ثم رقاه سنة 2010 إلى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية. وانتخب هايلي مريم تلك السنة أيضا في منصب نائب رئيس التحالف الحاكم، حركة التحرير السابقة الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية، بعد فوز التحالف بالانتخابات للمرة الرابعة على التوالي. ولدى توليه منصب رئيس الوزراء قال دبلوماسي غربي إنه سيصعب الطعن في سلطة هايلي مريم، على الأقل على الفور وذلك لأنه «تدرب على يد ميليس ورعاه ميليس» ووضعه ميليس «في ذلك المنصب». وقد حصل كل ذلك رغم أنه كان يعاني من عدة «عوائق». من بينها أنه لم يسهم في الكفاح المسلح الذي سمح لميليس بالإطاحة بالديكتاتور منغيستو هايلي مريم في 1991، إذ إنه كان ينهي دراسته في جامعة تمبيري بفنلندا ويتخرج في شعبة الهندسة المائية التي بدأها في أديس أبابا.

كذلك تميز هايلي مريم بانتمائه إلى أقلية صغيرة جدا وهي ولايتا في جنوب إثيوبيا التي استقرت في منطقة أطلق عليها اسم «الأمم» وهي واحدة من تسع هويات إقليمية قادها في الجنوب طيلة خمس سنوات. وهذه المنطقة تختلف تماما عن منطقة تيغري في الشمال التي يتحدر منها ميليس زيناوي ورفاقه في جبهة تحرير تيغري النافذة التي ما زالت حتى اليوم تشكل العمود الفقري لتحالف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية.

من جهة أخرى، ينتمي هايلي مريم الذي يفترض أن يظل في الحكم حتى الانتخابات التشريعية في 2015 إلى الطائفة البروتستانية، بينما ينتمي معظم المسيحيين في البلاد إلى الأرثوذكسية. وقال جيزن موسلي من مركز الدراسات البريطانية في شاثهام هاوس، إن «كثيرين يرون فيه شخصية رمزية تجسد جهود ميليس وقياديين من التيغري إلى إبراز ممثلي إثنيات أخرى».

من جانبه، أكد مؤخرا مركز الدراسات الدولية لمجموعة الأزمات الدولية في تقرير، أن «أصول هايلي مريم الإثنية قد تعتبر ميزة لأن مجموعته تنتمي إلى الأقلية في منطقة متعددة الإثنيات وبشكل أهم لأنه لا يتحدر من إثنيتي أورومو أو أمهارا الأساسيتين في البلاد».

غير أن المركز تابع أن ترقية هايلي مريم قد تكون «تمويها يهدف إلى استباق انتقادات محتملة في حين تحتفظ نخبة التغيريين في الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية، بواقع الحكم». وقال برهانو نيغا المعارض المنفي وعمدة أديس أبابا سابقا: «إنه ميدفيديف مجموعة بوتينات منشغلين كثيرا في تسوية خلافاتهم الداخلية في الحزب الحاكم»، في إشارة إلى رئيس الوزراء الروسي الحالي الذي دفع إلى تولي الرئاسة في 2008 في حين احتفظ فلاديمير بوتين بواقع الحكم. وعلى كل حال فإن هايلي مريم، وهو أب لثلاثة أبناء وينتمي إلى عائلة من 11 ابنا ومتزوج من العالمة الاقتصادية رومان تيسفاي التي تعرف بها في الجامعة، لم يرتكب أي خطأ لدى توليه السلطة. وتولى الأحد رئاسة الاتحاد الأفريقي بالتداول لمدة سنة وحل محل رئيس بنين توماس بوني يايي، وأوكلت إليه مهمة الدفع بالسلام في قارة تعاني من عدة نزاعات ومناطق توتر.