أميركا اللاتينية وأوروبا مع تحالف استراتيجي متوازن

يسعيان لاتفاقية ستضم 750 مليون نسمة.. ويصل حجم تجارتها إلى 130 مليار دولار

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في حديث مع رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي قبل اختتام قمة قادة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية في العاصمة التشيلية أمس (إ.ب.أ)
TT

يشارك نحو 40 من قادة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية في قمة افتتحت، أول من أمس، في العاصمة التشيلية سانتياغو، مع طموح لإقامة شراكة «استراتيجية» بين أوروبا، التي تعاني من الأزمة، ومجموعة دول تريد التحدث الند للند مدفوعة بنموها الاقتصادي.

وقال الرئيس التشيلي سيباستيان بنييرا أثناء حفل افتتاح القمة أمام حشد من 60 وفدا، يمثلون من جهة الاتحاد الأوروبي، ومن جهة أخرى مجموعة الدول اللاتينية الأميركية والكاريبي (سيلاك): «إن الموضوع الذي يجمعنا هو بناء تحالف استراتيجي جديد للتوصل إلى تنمية مستدامة».

وذكر أن «هذين التكتلين يمثلان ثلث بلدان الكوكب، أي أكثر من مليار نسمة، وأكثر من ثلث الإنتاج العالمي». وقد وافقت القمة على إعلان سانتياغو، الذي يكرر «تعهد» المشاركين بـ«تجنب الحمائية بشتى أشكالها»، ودعم «الاستثمار المنتج الذي يحترم كليا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تشكل جزءا من التنمية المستدامة». وأكد النص «رفض أي تدابير ذات طابع أحادي الجانب مع مفاعيل تتجاوز الحدود مخالفة للقانون الدولي وقواعد حرية التجارة». وإذا كانت الكتلتان قد اجتمعتا من قبل، فإن هذه القمة هي الأولى التي تعقد بقيادة مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) التي تأسست أثناء قمة كراكاس في ديسمبر (كانون الأول) 2011، بدفع من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الغائب الكبير عن لقاء سانتياغو، بسبب وجوده في المستشفى في كوبا لإصابته بالسرطان، وصباح أول من أمس، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تلقبها الصحافة التشيلية بـ«زعيمة أوروبا»، أنها «تريد حمل العلاقات بين (سيلاك) والاتحاد الأوروبي إلى مستوى آخر، توصلا إلى شراكة استراتيجية متوازية».

وهي رؤية يشاطرها إياها وزير الخارجية التشيلي ألفريدو مورينو، الذي قال إنه مع «سيلاك» سيكون «بمقدورنا التحدث بطريقة أكثر تناسقا مع الاتحاد الأوروبي». وانتقدت المستشارة ميركل الأرجنتين بشكل غير مباشر، بسبب سياستها الحمائية لاقتصادها الوطني في مواجهة المنافسة الخارجية. وعلى هامش القمة السابعة للاتحاد الأوروبي مع مجموعة دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي (سيلاك) في العاصمة الشيلية سانتياغو دي شيلي، قالت ميركل أمس إن كتلة «ميركوسور» التجارية لدول أميركا اللاتينية، التي تعد البرازيل أهم أعضائها هي مصدر القلق في هذا الأمر.

تضم ميركوسور إلى جانب البرازيل والأرجنتين كلا من باراغواي وأوروغواي وفنزويلا. وقالت ميركل، أمس، في العاصمة التشيلية عن لقائها المرتقب مع رئيسة الأرجنتين كريستينا دي كيرشنر: «يساورنا قلق كبير إزاء توجهات حمائية في بعض الدول». وأضافت ميركل «بطبيعة الحال نحن لا نشترك في تصورات سياسية بعينها لكن الأغلبية تعول على تحرير التجارة (بين أوروبا ودول أميركا اللاتينية)». وعن تجمد المفاوضات حول إبرام اتفاقية لتحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة «ميركوسور»، قالت ميركل إن «مصدر القلق في علاقتنا هو أننا لم نستطع المضي قدما بشكل صحيح في اتجاه إبرام اتفاقية لتحرير التجارة مع (ميركوسور)، وذلك على الرغم من أننا نتفاوض منذ 13 عاما». وأكدت ميركل على أن أوروبا ترى أن حل هذه المشكلة له قيمة كبيرة، مشيرة إلى أنها نقلت هذه الصورة إلى رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التي قالت بدورها إن «الاتفاقية مهمة للغاية بالنسبة للمنطقتين».

تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات حول اتفاقية لتحرير التجارة مع دول تكتل «ميركوسور» كانت بدأت في التسعينات، ثم تم استئنافها في 2010، ومن المنتظر أن تضم هذه الاتفاقية في حال تم إبرامها 750 مليون نسمة، كما ينتظر أن يصل حجم تجارتها إلى 130 مليار دولار سنويا. غير أن المفاوضات لم تحقق بعد تقدما بسبب خلافات أثيرت حول السياسة الحمائية من قبل البرازيل والأرجنتين في مواجهة الصناعات الخارجية.