لبنان: هدوء في «جرود جبيل» بعد دفن قتيلين من بلدة ذات أغلبية شيعية

قائد الدرك أعلن تسليم مطلق النار.. وفاعليات مسيحية قدمت واجب العزاء

TT

هدأ التوتر في منطقة جرود جبيل بجبل لبنان أمس، بعدما شيع أهالي بلدة لاسا ذات الأغلبية الشيعية غسان وهادي سيف الدين اللذين قتلهما أنطوني خليل في منطقة وطى الجوز قبل يومين، بموازاة إعلان قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي أنه تم تسليم خليل إلى السلطات الأمنية والقضائية، مشيرا إلى أنه «تم التوصل إلى اتفاق بعد مشاورات مع ذوي خليل وفعاليات منطقة حراجل» ذات الأغلبية المسيحية التي ينتمي إليها مطلق النار.

وأكد وزير الداخلية مروان شربل، في تصريح من منزل الأب حارث خليل في حراجل، أن المتهم «بأيد أمينة وهو عند القضاء الذي نثق به»، لافتا إلى أنه كان هناك ارتياح من أهالي لاسا بسبب تسليم أنطوني خليل، معربا عن ارتياحه لأنه «رغم كل الصعوبات التي يمر بها لبنان، ما زالت هناك محبة بين اللبنانيين»، وشدد شربل على أن أهالي «لاسا يعرفون أن القصة كانت بنت ساعتها وليست مفتعلة»، مؤكدا أن «العدالة ستأخذ مجراها»، معلنا أن هذه المشكلة انتهت.

وكان أهالي لاسا قد أعلنوا أنهم لن يشيعوا القتيلين حتى تسليم مطلق النار عليهما أنطوني خليل، غير أنهم وافقوا على دفنهما نزولا عند رغبة قيادة حزب الله، التي قدم وفد باسمها التعازي إلى أهالي الضحيتين أول من أمس، ناقلا تمني أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله دفنهما. وشارك في تشييع القتيلين أمس ممثل رئيس الجمهورية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ووفد من «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب ميشال عون، ومسؤولون في حزب الله.

وأكد النائب فريد إلياس الخازن، الذي شارك في وفد ضم نواب المنطقة إلى لاسا، «استمرار المساعي من قبل سعاة الخير كافة»، آملا أن «تنتهي هذه الأزمة في أقرب وقت»، كاشفا عن أن «العماد ميشال عون ونواب كتلته يتابعون هذا الموضوع منذ بدايته، ولهذه الغاية عقد قبل يومين اجتماع في الرابية (مقر إقامة عون) مع وفد من فاعليات حراجل والبلدات المجاورة لإيجاد الحلول المنطقية لهذا الحادث، الذي أجمع الجميع على أنه فردي ومؤلم».

بدوره، شكر النائب سيمون أبي رميا من لاسا «حكمة حزب الله في معالجتها للأمور»، مشيرا إلى أن «هناك أجواء إيجابية اليوم، ولا يوجد أحد فوق القانون والقضاء اللبناني». أما مسؤول المنطقة الخامسة في حزب الله حسن زعيتر، فطالب بالمحاكمة العادلة وأن يسلم القاتل، مؤكدا أن «هذه المنطقة ستبقى منطقة العيش المشترك».

من جهته، أكد كاهن رعية حراجل حارث خليل في حديث تلفزيوني، أن «عاطفة أبناء حراجل وشعورهم مع أهالي بلدة لاسا ومع عائلة الفقيدين من عائلة سيف الدين». وتوجه بالشكر إلى أهالي بلدة لاسا على المبادرة الإيجابية التي قاموا بها أول من أمس لجهة اتخاذ القرار بدفن القتيلين، مؤكدا أن «المصيبة واحدة ونحن نسعى إلى تسليم أنطوني خليل إلى العدالة، وهذا واجبنا»، لافتا إلى أنه «إذا حصل عندهم انفعال في الأيام السابقة، فنحن نتفهم الموضوع».