تشكيك إسرائيلي في صحة نبأ انفجار كبير في مفاعل نووي إيراني

نتنياهو: إيران تسعى لمحرقة أخرى

TT

في الوقت الذي منح فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، وساما رفيعا لقائد وحدة الكوماندو المختارة «سييرت متكال» ودرجة عقيد، التي تعتبر أعلى من درجة الحد الأقصى لهذه الوحدة (مقدم)، وذلك تقديرا لـ«النجاحات الكبيرة والمميزة التي تحققت في ظل قيادته، بعمليات سرية كثيرة خارج الحدود»، نشر في موقع «WND» الأميركي الإخباري، أمس، عن ضابط إيراني منشق عمل في المخابرات الإيرانية في السابق، أن انفجارا قويا ضرب منشأة «فوردو»، المخصصة لتخصيب اليورانيوم، والقريبة من مدينة قم، وذلك في يوم الاثنين 21 من يناير (كانون الثاني)، وأن دمارا كبيرا لحق المنشأة جراء الانفجار، وأن 240 عاملا علقوا تحت الأرض.

ومع أن وسائل الإعلام العالمية لم تنشر الخبر عن هذا الانفجار طيلة نهار أمس، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية وضعته في مكان الصدارة، وقالت إن كاتب الخبر هو المدون الإيراني المنشق رضا خليلي، وإنه كتب يقول إن «النظام الإيراني يعد الانفجار عملا تخريبيا استهدف المنشأة»، وإن «المواد المتفجرة وصلت إلى الموقع على هيئة معدات تكنولوجية تتعلق بالبرنامج النووي»، وإن «جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) هو الذي يقف وراء الانفجار».

بيد أن الجيش الإسرائيلي لم يربط ما بين الانفجار وبين تكريم وحدة الكوماندو الإسرائيلية، وأحيط احتفال التكريم بضبابية عارمة. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استهل جلسة حكومته، أمس، بإعادة الحديث عن الخطر الإيراني، معلنا أن بلاده سوف تحبط المشروع النووي الإيراني.

وقال: «اليوم، يحيي العالم ذكرى (اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية). إن المعاداة للسامية لم تختف والرغبة بتدمير دولة إسرائيل وجزء كبير من الشعب اليهودي لم تختف للأسف أيضا. إنها موجودة وقائمة ويتم إنكار المحرقة بشكل نشط من قبل دولة مركزية في العالم، وليس من قبل جماعات أو أفراد أو عناصر هامشية، بل من قبل إيران وزعمائها الذين ينكرون يوما بعد يوم حدوث المحرقة من منبر الأمم المتحدة ومن كل منبر آخر، وهم يعتقدون أنه ستكون محرقة أخرى من خلال تدمير دولة اليهود، وهم لا يتوقفون عن سباقهم المنهجي وغير المتوقف نحو امتلاك أسلحة نووية من أجل تحقيق هذه النية. ونحن لا نستخف بهذه التهديدات وسنحبطها، وهذه هي مهمتنا الأولى؛ حكومة وشعبا».

وأضاف: «ومن منظور ثلاثة أرباع قرن مرت منذ المحرقة، الشيء الذي لم يتغير هو الرغبة في إبادة اليهود، ولكن الشيء الذي قد تغير هو قدرة اليهود على الدفاع عن أنفسهم. وتتم ترجمة هذه القدرة إلى وجود الدولة والجيش والأجهزة الأمنية واستعدادنا للعمل ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا. وهذه القدرة هي عبارة عن الفرق بين ما كان آنذاك وبين ما هو موجود اليوم. ولا أحد يدافع عن اليهود ما لم يكن اليهود مستعدين للدفاع عن أنفسهم، وهذه هي عبرة أخرى استخلصناها من المحرقة».

المعروف أن النظام الإيراني ينظر إلى منشأة فوردو على أنها عنصر مركزي في برنامج تخصيب اليورانيوم المخصص لصنع أسلحة نووية. وقد تم بناء المنشأة على نحو خفي خلال العقد الماضي، وكشفته فيما بعد الأقمار الصناعية الغربية. وتقع المنشأة داخل جبل في عمق يصل إلى 300 قدم، وقد حصن الموقع ضد قنابل خارقة للجدران.

لكن الصحافي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، الذي يعتبر أحد كبار الخبراء في قضايا الأمن، وهو قريب من مصادر المعلومات الإسرائيلية، شكك في هذه الرواية، وقال إن «كاتب المقال في الموقع الأميركي، رضا خليلي، هو مدون إيراني يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، وينشر بين حين وآخر أخبارا مثيرة للجدل حول البرنامج النووي الإيراني، بعضها بعيدة عن أرض الواقع». وأضاف ميلمان أن الكاتب مرتبط بدوائر أميركية يمينية - متطرفة تسعى للضغط على الإدارة الأميركية لكي تسرع في التحرك ضد إيران.

وفي هذا السياق كان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قد صرح للموقع الإخباري «ذي ديلي بيست» بأن الولايات المتحدة تملك خططا مركبة لهجوم عيني في إيران، مضيفا أن هذه الخطط ستنفذ في حال فشل المسار الدبلوماسي مع إيران. وقال باراك إنه واثق من أن الولايات المتحدة لديها خطة لهجمات موضعية ضد إيران كوسيلة أخيرة في حال رفضت طهران وقف تطوير قدراتها التسليحية النووية.

وردا على سؤال بشأن مخاوف الولايات المتحدة من التورط في حرب أخرى في المنطقة، قال باراك الموجود حاليا في المنتدى الاقتصادي في دافوس في سويسرا، إن الخيار «بين أن تتحول إيران إلى دولة نووية أو أن تنشب حرب بمقاييس الحرب على العراق وأفغانستان» غير قائم.

وقال باراك إنه «من الأفضل أن تنجح الدبلوماسية، وأن تتم ترجمة الربيع العربي ذات يوم إلى الفارسية ليصل إلى طهران.. ولكن لا يمكن الاعتماد على ذلك، ولهذا يجب أن تكون هناك خطة، التي هي سلسلة هجمات موضعية».

ونقل عنه قوله: «اعتدت القول إننا نتحدث عن عمليات موضعية، ونحن نفكر بمبضع الجراحة، وأنتم تفكرون بالإزميل والمطرقة الثقيلة». وأضاف: «بناء على تعليمات من البيت الأبيض فإن البنتاغون قد أعد مباضع جراحة ذكية ومسنونة جيدا. وعليه فليس الحديث عن حرب كبيرة أو فشل في وقف إيران، حيث يمكن، في الحالة الأسوأ، القيام بعملية جراحية»، على حد تعبيره.

وقال أيضا إن المطلوب هو المزيد من العقوبات على إيران، مثل فرض حظر استيراد وتصدير، ولكنه أضاف أن احتمالات القيام بذلك ضعيفة بسبب معارضة الصين وروسيا.