أموس تجتمع بالمسؤولين السوريين على وقع اشتباكات دمشق وريفها

المعارضة تعلن «تحرير ثلثي النقاط العسكرية من دمشق إلى درعا»

TT

وصف مصدر عسكري معارض في دمشق معركة داريا أمس بـ«معركة القناصات»، حيث أعلن لـ«الشرق الأوسط» عن استهداف مقاتلين تابعين للجيش النظامي السوري برصاص القناصة، بالإضافة إلى استهداف قناصي النظام بقنابل محلية الصنع، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في ريف دمشق، والتي «امتدت إلى محطة القدم للقطارات»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أعلن أن حدة المعارك دفعت إلى «إغلاق طريق دمشق - درعا الدولي» القريب من المناطق التي تشهد اشتباكات وقصف.

وبموازاة تلك التطورات التي عمت المناطق السورية، وأحصت فيها لجان التنسيق المحلية 54 قتيلا في حصيلة أولية، وصلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس إلى سوريا، حيث التقت مسؤولين سوريين وأجرت معهم مباحثات «تمحورت حول تفاقم سوء الحالة الإنسانية في البلاد».

وتواصلت أمس الاشتباكات في ريف دمشق، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مدينتي عربين وزملكا، كما نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على بلدة عقربا ومحيط بلدتي النشابية وعين ترما، مما أدى إلى أضرار مادية وسقوط جرحى، في حين تعرضت مدن وبلدات حجيرة والزبداني والمعضمية للقصف. وأشار المرصد إلى قصف استهدف حي العسالي بمدينة دمشق في حين تجدد سقوط القذائف على حي الميدان، بالإضافة إلى سقوط عدة قذائف على مدينتي دوما والمعضمية.

وتواصلت الاشتباكات في محيط إدارة الدفاع الجوي في بلدة المليحة، كما تعرض حاجزان للقوات النظامية في سبنيه لهجوم شنه مقاتلون تابعون للجيش السوري الحر.

وقال ناشطون إن قوات النظام أطلقت وللمرة الأولى قذائف هاون من مقر قيادة الشرطة في حي المجتهد باتجاه أحياء دمشق الجنوبية، ووصلت الاشتباكات إلى منطقة اللوان في بساتين كفرسوسة، وحصلت هناك اختناقات مرورية امتدت حتى حي البرامكة مع سماع أصوات سيارات إسعاف. كما كانت تسمع وسط العاصمة، لا سيما حي المجتهد أصوات الاشتباكات في الأحياء الجنوبية. وسمعت تحليق الطيران الحربي في أجواء العاصمة طوال يوم أمس واستمر لغاية المساء. كما اشتدت وتيرة القصف العنيف على بلدة حجيرة البلد بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى ودمار كبير في المنازل السكنية.

من جهتها، قالت مصادر عسكرية معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن أعنف الاشتباكات «شهدتها مدينة داريا»، واصفة المعركة بـ«معركة القناصات». وأوضحت المصادر أن المقاتلين المعارضين «استهدفوا مقاتلين تابعين للجيش النظامي برصاص القناصة، بالإضافة إلى استهداف قناصي النظام بقنابل محلية الصنع، عبر استخدام قاذف قنابل». وأعلنت المصادر عن تدمير عدد من الدبابات وناقلات الجند النظامية، مشيرة إلى أن الاشتباكات يشارك فيها مقاتلو كتائب الصحابة التابعة لتجمع أنصار الإسلام، إلى جانب مقاتلين آخرين. وذكر ناشطون أن داريا تعرضت لقصف مدفعي مصدره مطار المزة العسكري ومقرات الفرقة الرابعة، كما سمع دوي انفجارات هزت المدينة جراء القصف.

إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية باستهداف الجيش الحر رتلا عسكريا بسيارة مفخخة على مفرق طريق المستودعات أدى إلى تدمير 3 سيارات محملة بالجنود وقتل أكثر من 18 جنديا نظاميا وعطب بعض الآليات العسكرية، كما ذكرت أن جديدة عرطوز تواصل فيها القصف العنيف مستهدفا بساتين البلدة من الفوج 153 واستهداف لعائلات النازحين في تلك لمنطقة بالتزامن مع إطلاق نار كثيف باتجاه المزارع، فضلا عن تعرض عربين وحرستا لقصف متواصل.

وفي دمشق، تعرضت أطراف مخيم اليرموك للقصف من قبل القوات النظامية في حين سقطت عدة قذائف على شارع الثلاثين الذي شهد اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري، كما نفذت طائرة حربية غارة جوية على حي المدينة بدمشق رافقها تصاعد لأعمدة الدخان من الحي في حين سقطت عدة قذائف هاون على حيي برزة وتشرين. وأفادت لجان التنسيق بقصف منطقتي القدم والحجر الأسود في العاصمة السورية.

في الوقت نفسه، أعلن مصدر عسكري معارض في درعا لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر «بات يسيطر على 230 نقطة عسكرية نظامية من أصل 311 نقطة موزعة على الطريق الممتد من العاصمة دمشق إلى درعا وإلى القنيطرة»، مشيرا إلى أن تلك النقاط «تتضمن مساكن الضباط وكتائب مشاة ودفاع جوي وقواعد صواريخ ومرابض مدفعية». وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن العمليات «نوعية»، لافتا إلى القوات النظامية «ترد بقصف قرى درعا بالصواريخ، لكنها فقدت الكثير من قدرتها بعد السيطرة على مقر (الشمس) الذي يضم مدافع ثقيلة وراجمات صواريخ».

في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول سيطرة الجيش السوري الحر على مقر الأمن السياسي في دير الزور. ففي حين ذكرت قناة «سكاي نيوز» أن المقاتلين اقتحموا المقر، نفت مصادر المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» السيطرة عليه، مشيرة إلى أن مقاتلين من لواء الفرقان في دير الزور حاصروا المقر بمساندة من ثوار آخرين تابعين لكتائب الجيش السوري الحر في المنطقة، مشيرة إلى أن المقاتلين «شارفوا على تحرير المقر».

ويقع فرع الأمن السياسي في دير الزور في حي الحويقة، الذي شهد الأسبوع الماضي معارك عنيفة أسفرت - بحسب المصادر نفسها - عن تحرير حاجزين للقوات النظامية. وتعرض أمس حي الجبيلية المحاذي للحويقة لقصف عنيف، رافق محاولات الجيش النظامي صدّ الهجوم على مقر الأمن السياسي.

من جهته، أفاد المرصد السوري باشتباكات في محيط فرع الأمن السياسي في المدينة يرافقها سقوط قذائف على عدة أحياء من المدينة، مشيرا إلى إعطاب آلية عسكرية وخسائر في صفوف القوات النظامية واغتنام أسلحة من أحد الحواجز المحيطة بالفرع. كما ذكر أن قرى الحسينية والصالحية والجنينية تعرضت للقصف.

وفي سياق متصل، وصلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري أموس إلى دمشق أمس عن طريق لبنان، وذلك في إطار جهودها الهادفة إلى بحث سبل تقديم المساعدة للاجئين السوريين والمتضررين داخل البلاد.

وتوجهت أموس فور وصولها إلى العاصمة دمشق إلى منطقة برزة البلد في دمشق، حيث من المقرر أن تجري جولات ميدانية على عدد من المناطق المتوترة في ريف دمشق وغيرها. وأوضحت فاليري أموس أنها أجرت محادثات مع المسؤولين السوريين في دمشق، تمحورت حول تفاقم سوء الحالة الإنسانية في البلاد.